Site icon هاشتاغ

لك بونسوارك وباريسك.. ولي سوريّتي

هاشتاغ-رأي-د. أيمن أحمد علوش

زارني خلال عملي في عمّان كرئيس للبعثة الدبلوماسيّة السوريّة فيها، رئيس منظّمة الهجرة العالميّة، ومقرّه في مدينة نورنبيرغ الألمانيّة.

 

ومما قاله لي: إن اللاجىء السوري هو أفضل لاجىء دخل أوروبا بسبب قدرته على تعلّم لغة البلد التي يدخلها.

 

واندماجه في المجتمعات الجديدة، وخبراته المهنيّة والعلميّة، ولكنّه للأسف لم يذكر لي شيئاً عن الشوكولامو ونضال الأحمديّة.

 

تقول الأرقام الألمانيّة إنّ حوالي ١٧٠ ألف سوري حصلوا خلال العام الماضي على الجنسيّة الألمانيّة لاستيفائهم لشروطها.

 

سواءً بإتقانهم للغة الألمانيّة أو إبجادهم لعمل وتحقيقهم دخلاً مناسباً من العمل الذي يقومون به أو تمتّعهم بمؤهلات علمية.

 

والحمد لله إن شرط شوكولامو نضال الأحمدية وبنسوارها لم يكونا موجودين لحصولهم على الجنسيّة.

 

وتشهد للمواطن السوريّ كلّ المجتمعات الأخرى التي استضافتهم، فقد كانوا قيمة مضافة إلى هذه المجتمعات.

 

لأنهم ببساطة يحملون إرث أوغاريت وإيبلا وماري وتدمر ومار أفرام والمعرّي والمتنبي والماغوط

 

وعدوان وبدوي الجبل وقباني والمطران كبوتشي وآلاف آخرين. إنهم ببساطة نتاج ثقافة آراميّة وسريانيّة وعربيّة عمرها آلاف السنين.

 

نعم نحن بكلّ فخر لا نعرف الشوكولامو ولا البونسوار والبون وي . نحن نستيقظ مع فيروز والرحابنة وياسمين وريحان وحبق بلدنا.

 

ونبادل أصدقاءنا عبارات صباح الخير ومساء الخير، ونتشارك معهم فنجان القهوة والمفردات التي نقطفها من تراب حدائقنا وأشجارها وأزهارها وياسمينها.

 

نعم نحن أبناء هذه الأرض ولا نريد أن نكون غرباء عنها بعاداتنا وثقافتنا ولغتنا، ونحملها معنا أينما حللنا، ونعلّمها لغيرنا كما نتعلم منهم جميل ما لديهم، وليس فتات سخافتهم.

 

ليس ذنبنا يا نضال الأحمديّة أنك غير مطّلعة على مكانة سوريّة عند المسيحيين والمسلمين وما قاله النبي محمد عن هذه الأرض المقدّسة.

 

وليس ذنبنا أنك لم تقرأي لجبران خليل جبران وغيره من شعراء المهجر الأوائل وهم يعتزّون بانتمائهم لسورية.

 

أو لم تسمعي فيروز والرحابنة وهم ينقشون الكلمات لسورية ويحضّرون ركبهم للسفر لدمشق والغناء في معارضها.

 

ليس ذنبنا أنّك لم تستمعي لكلمات وديع الصافي وملحم بركات وجوليا بطرس وجورج قرداحي غير المطعّمة بالشوكولامو.

 

ولم تقرأي لأحمد شوقي وجمال عبد الناصر وملايين العرب ماذا يقولون عن سوريّة.

 

ليس ذنبنا أنّك لم تسمعي المصريين وهم يقولون “هنا سورية من القاهرة”. ليس ذنبنا يا سيّدة الفضائح أنّ ثقافتك وصحيفتك الصفراء تقبع في مكان آخر.

 

نعم نحن قوم ننطق القاف والضاد والظاه وكلّ حروف اللغة العربية لأنّنا متجذّرون في هذه الأرض.

 

وكلّ متجذّر لا يموت مهما قست عليه ظروف الزمان والمكان، وهذا يفسّر أنّ تبقى أقدم مدن في التاريخ “حلب ودمشق” مستمرتان بالحياة بالرغم من هول ما مرّتا به.

 

نعم إننا سوريون ونفتخر أنّ لاجئينا حملوا معهم كبرياءهم وكرامتهم وحبّهم للعمل وإخلاصهم للأرض في خيمهم وعرائهم. نعم نفتخر أننا سوريون ولا نعرف كلّ مفردات القشور والملاهي.

 

كم أثلج صدري ما سمعته من مقابلات مع لبنانيين عبّروا فيها عن استيائهم ، ليس فقط مما قالته الأحمديّة، بل من الأحمديّة نفسها وصحافتها الابتزازيّة الرخيصة.

 

مشيدين بإضافات السوريّين في كافّة المجتمعات التي لجأوا إليها، بل ذهب البعض إلى أكثر من ذلك بالإشارة إلى استفادة لبنان من اللجوء السوري

 

وإقامات السوريين على أرضها وسفرهم وعبورهم عبر أراضيها بسبب العقوبات على سورية وإيداعهم أموالهم في مصارفها وما تكبّدوه من جرّاء ذلك.

 

إذ تقدّر المبالغ السوريّة المودعة في المصارف اللبنانية المفلسة بأكثر من ٤٠ مليار دولار أمريكي.

 

المشكلة يا نصال الاحمديّة( وحذفت نقطة الضاد قصداً) أنك تعتبرين لبنان باريس الشرق… بيروت الباريسيّة التي أوجدتها سايكس بيكو اقتطاعاً عن جسدها الأم سورية وتبنّتها قسراً،

 

ونحن لا نعترف بهذه الاتفاقية التي شطرت بسكّينها الجسد الواحد.

 

وكما قال جبران خليل جبران ذات وحي ” لكم لبنانكم ولي لبناني” أقول لك بقرفٍ عميق” لكِ بونسواركِ وباريسك ولي سوريّتي”.

 

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version