Site icon هاشتاغ

سوق “الأمان والتأمين” على عتبة عمل جديدة..

هاشتاغ سوريا – مرشد ملوك

خطَ الدكتور عبد اللطيف عبود في منتصف العام 2004 من مكتبه في منطقة البرامكة بدمشق بقلم رصاص الخطوط الأساسية والتفصيلية لما سمي واشتهر فيما بعد  في سوق التأمين.. بقانوني “الهيئة والسوق” وهذه الدلالة هنا تعني هيئة الإشراف والرقابة على التأمين والتي تم حذف كلمة الرقابة عنها لاحقاً لإعطاء هذه الهيئة الوليدة آنذاك المصداقية والبعد العلمي والعملي في الإشراف على شركات التأمين التي ستولد تالياً بعد ولادة الهيئة  في ذاك الوقت . وكان فيما بعد المرسوم 43 لعام 2005 الذي نظم آلية قيام شركات تأمين خاصة في سورية والتي تعتبر المكون الاساسي لعمل سوق التأمين .

عتبة جديدة 

 واليوم يقف سوق التأمين السوري على عتبة عمل جديدة بعد تغييرات جوهرية طالت المفصلين الهامين والأساسيين  تمثل الأول  بتكليف الدكتور رافد محمد بمهمة مدير عام هيئة الإشراف على التأمين والدكتور نزار زيود بمهام مديرعام المؤسسة العامة السورية للتأمين وتالياً رئيس مجلس إدارة الإتحاد السوري لشركات التأمين، عتبة جديدة  في سوق مركبة  قارب عمر النشاط  الخاص فيها قرابة العقد والنصف .

قلب الأمان

 حقيقة .. ما أحوجنا اليوم إلى الأمان .. وإلى الاطمئنان .. وراحة النفس والبال والثقة بالمستقبل القريبب والبعيد، لدينا الكثير من المؤسسات والبنى الاقتصادية والإجتماعية التي بمقدورها أن تحقق وأن تقدم لنا الكثير وتخفف الكثيرمن عقابيل هذه الحرب المدمرة .

مؤسسة التأمينات الاجتماعية هي في قلب سوق الأمان، وبمقدور هذه المؤسسة أن تقدم الكثير من الأمان الإجتماعي والنفسي والصحي للكثير من المواطنين وخاصة الموظفين .

مزايا ذهبية

يحوي قانون التأمينات الاجتماعهية النافذ حالياً مزايا ذهبية لكل مواطن سوري، وهي لا  تحتاج منا إلا إعادة الإقلاع بعد الضجيج الذي أحدثته الحرب، وبالذات ما يتعلق بالتأمين الاجتماعي الذي يمكن أن يقدم الأمان الاجتماعي لكل مواطن ويريح الدولة في الكثير من اللجوء إلى وظيفة العمل بالدولة كملاذ أوحد للآمان، وهل يعلم أحداً منا أنه بمقدور أي شخص الدخول إلى مظلة الـتأمين الاجتماعي من مؤسسة التأمينات الاجتماعية، حتى من يعمل لحساب نفسه، بعد ان يقدم تصريح بدخله للمؤسسة المذكورة، لكن قصور برامج التسويق في هذه المؤسسة العريقة حال دون المعرفة والقناعة بهذه المزايا الهامة التي نحتاجها جميعا في وقت العجز والحاجة والشيخوخة .

والغريب واللافت أن مؤسسة التأمينات الاجتماعية الحكومية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل هي من تؤمن عمال وموظفي شركات التأمين الخاصة وحتى العاملين في هيئة الاشراف على التأمين . 

    جريح الوطن

حقيقة جاء دخول سوق التأمين إلى مشروع ” جريح وطن ” الذي يحظى بالرعاية والمتابعة المباشرة من مقام رئيس الجمهورية، تجسيدا للدور الجوهري والمسؤولية الاجتماعية الكبيرة التي اطلع بها سوق التأمين .

لقد أثبتت مؤسسات التأمين متمثلة بهيئة الإشراف على التأمين وبالاتحاد السورية لشركات التأمين وبطبيعة الحال شركات التأمين وعلى رأسهم المؤسسة العامة السورية للتأمين وكافة شركات التأمين الخاصة جدارة وقدرة على التخفيف من عقابيل هذه الحرب بالوصول إلى شريحة الجرحى وتقديم الرعاية الصحية المهمة – وهذه الشريحة بطبيعة الحال تحتاج إلى الكثير وإلى إلى المزيد منا جميعا .

ذراع تنفيذي

 وأثبتت شركة ميدكسا المتخصصة بإدارة النفقات الطبية بإدارة الدكتور القدير مالك حسن أنها ذراع تنفيذي قدير وقادر على تنفيذ وخدمة شريحة الجرحى والوصول إلى كل منزل بدعم ومؤزارة إدارة الخدمات الطبية العسكرية التي تتابع شؤون الجرحى مؤسساتيا واجرائيا.

  وجاء بالأمس اتفاق إدارة الخدمات الطبية العسكرية والمؤسسة العامة السورية للتأمين لتقديم الرعاية الصحية لحاملي بطاقات التأمين في مشروع التأمين الصحي للعاملين في الدولة، وكذلك الرعاية الصحية  في المشافي العسكرية لجرحى الوطن،  بمثابة النقلة النوعية الكبيرة في مشروع التأمين الصحي لعاملي الدولة ولمشروع ” جريح وطن “

 تحديات كبيرة

حقيقة لن ينسينا الطرح السابق والطاقة الايجابية في سوق التأمين، من الحديث عن التحديات الكبيرة في هذه السوق الإشكالية بطبيعتها، ولن يغيب عنا  الإشكاليات الادارية والتمويلية التي يعاني منها مشروع التأمين الصحي للعاملين في الدولة، لكن وكما أعلن وزير المالية كنان ياغي فإن العمل قائم على مشروع ممأسس جديد مرتبط بالتأمين الصحي للعاملين في الدولة.

التأمين الالزامي

كذلك فأن سوق الـتأمين يرزح تحت تصدر التأمين الإلزامي المشهد الــتأميني أن صح التعبير وإشكالية  توزيع كعكته بين الشركات ، والعيب هنا في غياب مشاريع تأمين فنية وابداعية لدى شركات التأمين الخاصة تغني عن كعكة التأمين الالزامي .

كذلك يبرز أهمية الدور المطلوب من ما يسمى اتحاد وكلاء التأمين الذي لايشعر بوجوده أحد من العاملين والمواطنين .

معضلة الإعادة

ويعاني سوق التأمين من ما يسمى معضلة أعادة التأمين وهو عمل مرتبط بشركات خارجية كبرى ،في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والصين وروسيا والهند وكذلك الأمر في ايران، وفهمكم كفاية أيها السادة ماذا يعني ذلك في هذه الظروف . وبالرقم كانت نسبة حصص المعيدين في العام الماضي 32 % من أقساط الشركات .

طفيلية تأمين

في نظرة أولية للحصص السوقية لفروع جميع الشركات، نجد أن سوق التأمين طفيلي تماما وغير مبادر وغير مبدع ولايريد أن يبذل أيا من الجهود الفنية لاحداث الأثر المطلوب .

وعند النظر إلى اقساط شركات التأمين دون إلزامي السيارات ومحفظة الـتأمين الصحي الممولة من الدولة ،فهذا يعني أن الأقساط الفنية المتعوب عليها، باستثناء شركة السورية العربية الخاصة التي يديرها الدكتور باسل عبود . وهذا اتجاه غير مقبول على مستوى عمل التأمين بأي حال من الأحوال .

لنجد أن التأمين الالزامي على السيارات تربع على عرش عمل قطاع التأمين السوري بنسبة 35% من اجمالي الأقساط  في العام 2019  في الوقت الذي لم تتعدى فيه نسبة التامين الهندسي 2% من أقساط  التأمين .

السورية للتأمين

بنفس المستوى نجد أن حصة المؤسسة العامة السورية للتأمين وصلت إلى 70% من حجم أعمال السوق، في الوقت الذي تراجعت فيه الحصة السوقية لبعض الشركات  إلى 0،2 % من حجم أعمال السوق وبأقساط لاتتجاوز 224 مليون ليرة في العام 2019

إدارة النفقة الطبية

بنفس الوقت نجد أن سوق التأمين يضم ما يسمى شركات إدارة النفقات الطبية، وهي من أكثر المكونات التي أساءت لهذه السوق من خلال ادارتها لمحفظة الـتأمين الصحي، كذلك فان هذه الشركات لم تفكر بأن تلعب أي دور مجتمعي في ظل جائحة كورونا ، وبالحقيقة فأن الجائحة  كانت فرصة لهذه الشركات لأن تبيض صفحتها السوداء في إدارة ملف مشروع الـتأمين الصحي وحتى محفظة التأمين الصحي بالكامل.

Exit mobile version