Site icon هاشتاغ

كيف يساعد علم النفس في تغيير رأي شخص ما؟

إن تغيير رأيك أو رأي شخص آخر، يعد عملية معقدة، لكن فهم كيفية عمل عقلك يمكن أن يساعدك في النجاح في هذه المهمة.

ووفقاً لما نقله موقع “فاست كومباني” (Fast Company) الأميركي، عن الكاتبة ستيفاني فوزا، أنه إذا كنت قد حاولت تغيير رأي شخص ما، لكنك وجدت أنه لا يرغب في تغيير موقفه، فيمكن أن يساعدك فهم طريقة عمل الدماغ في هذه المهمة.

تغيير العقول

يقول ديفيد ماكراني، مؤلف كتاب “كيف تتغير العقول، العلم المدهش للإيمان والرأي والإقناع” : “إن تغيير رأيك أو رأي شخص آخر هو عملية معقدة تتم من خلال الاستيعاب أو التكيف.

ويضيف “عندما يواجه الدماغ معلومات جديدة تولد تنافرا إدراكيا، فإننا نميل إلى تهدئة هذا الصراع إما بتحديث معلومات تفسيراتنا أو تحديث نماذج الواقع التي أنشأناها لفهمها”.

وتشير الكاتبة إلى أن الاستيعاب يحدث عندما يأخذ الدماغ المعلومات الجديدة ويجعلها منسجمة مع نموذج موجود في هذا الدماغ.

وتحدث عملية التكيف عندما نعترف بأن نموذجنا الحالي غير مكتمل أو غير صحيح.

إذ يقوم الدماغ بتحديث النموذج بحيث لا يرى المعلومات الجديدة بمثابة حالة شاذة؛ بل يرى أنها مستوى جديد من الفهم.

وتبين الكاتبة أن أسهل طريقة لفهم كيفية حدوث ذلك هي التفكير في طفل يتعلم كيف يعمل العالم ويبني هياكل عصبية معقدة.

ووفق ماكراني فإنه “لتوسيع عقلك؛ عليك فعليا إنشاء فئة جديدة يوجد فيها الحصان والكلب”، ويضيف “عليك أن تغير رأيك، مع الاحتفاظ بالمعلومات التي تعرفها بالفعل ولكن مع تحديث تفسيراتك”.

لماذا تؤمن برأيك؟

بحسب ماكراني، أن عقول جميع الناس مليئة بالمعتقدات والمواقف والقيم؛ حيث تُعرّف المعتقدات على أنها تقدير للثقة في حقيقة ما أو زيف معلومة ما.

وتعد المواقف بمثابة تقييمات إيجابية أو سلبية لشيء ما، في حين تمثل القيم تقديرا لما هو أكثر أهمية ويستحق وقتنا، وتؤثر كل هذه الأشياء مجتمعة على طريقة تفكير شخص ما.

ولفهم كيف يمكن لشخص ما أن تكون لديه معتقدات ومواقف مغايرة لمعتقداتك، يذكر ماكراني مثال مناظرة “الفستان” لعام 2015 عندما رأى بعض الناس الفستان باللونين الأسود والأزرق والبعض الآخر رآه باللونين الأبيض والذهبي.

ولفت الى، أنه إذا رأيت الفستان بطريقة ما، فلن تتمكن من رؤيته بألوان أخرى، وقال “أثارت هذه الصورة جدلا كبيرا بين الناس وكانوا يتهمون الأشخاص الذين يرون لون الفستان بلون مختلف يعانون من مشكلة ما”.

وتشرح الكاتبة أن الصورة كانت معرضة للضوء بشكل مفرط، وطريقة رؤيتك للفستان ترتبط بشكل وثيق بالوقت الذي تقضيه في ضوء الشمس مقابل الضوء الاصطناعي.

الضوء الاصطناعي

وبعد عامين من البحث مع أكثر من 10 آلاف مشارك، اكتشف باسكال واليش -وهو عالم الأعصاب الذي يدرس الإدراك- أنه كلما زاد الوقت الذي يقضيه الشخص في التعرض للضوء الاصطناعي الذي يغلب عليه اللون الأصفر؛ زاد احتمال رؤيته للفستان باللون الأسود أو الأزرق.

ووفقا للكاتبة؛ فقد باتت أدمغة هؤلاء الأشخاص تعالج التعرض المفرط للضوء الاصطناعي من دون وعي من خلال الإقرار أن كل الأشياء مضاءة بشكل مصطنع، وأنه تمت إزالة الضوء الأصفر وترك الظلال الزرقاء فحسب.

وبالنسبة للشخص الذي قضى وقتا أطول في التعرض للضوء الطبيعي، كان العكس هو الصحيح، وكان دماغه لا يدرك الضوء الأزرق وبالتالي تمكّن صاحبه من رؤية الفستان باللونين الأبيض والذهبي.

تغيير رأي شخص آخر

وتشير الكاتبة إلى أنه عندما تقابل أشخاصا يختلفون معك في مواضيع معينة، من المهم أن تعلم أنك غير مدرك لجميع القوى التي تدخلت لتكوينهم للوصول إلى استنتاجاتهم.

حيث تتكون معتقدات الشخص ومواقفه بناء على التجارب والسلوكيات، ويمكن للأشخاص تغيير رأيهم بالفعل لعدة أسباب، أحدها هو قدرتنا على الإقناع سواء من خلال إجراء محادثة فردية معه أو تجربة تعليمية أو رسائل إعلامية.

ويشير ماكراني إلى أن الإقناع الناجح ينطوي على توجيه الشخص المقابل لك على مراحل، ومساعدته على فهم تفكيره بشكل أفضل.

حيث يقول “لا يمكنك إقناع شخص آخر بتغيير رأيه إذا كان لا يريد القيام بذلك”، ويتابع “الإقناع هو في الغالب ينطوي على تشجيع الناس على إدراك أن التغيير ممكن.

ويتابع، ترتكز عملية الإقناع على الإقناع الذاتي أولا، حيث يتغير الناس أو يرفضون بناء على رغباتهم ودوافعهم وحججهم الداخلية المضادة، وبالتركيز على هذه العوامل، يمكن أن تصبح الحجة مقنعة أكثر”.

ويقول “إذا دخلت في جدال مع شخص ما وكان هدفك الوحيد هو إثبات أنك على صواب وأنه مخطئ، فأنت تضمن أنه لن يفهم أيّ من طرفي الحجة الحقيقةَ، وهذا هو سبب رؤيتك لها بشكل مختلف، فوفق ماكراني “من المهم مشاركة نواياك مقدما”.

ويضيف “هذا لن يمنحك مصداقية أخلاقية صلبة فحسب، بل يزيد من فرصك في النجاح، وإذا لم تفعل ذلك، سيدخل الناس في فخ افتراض نواياك الحقيقية”.

السماح لشخص آخر بتغيير رأيك

قال فوزا بأنه عندما تحاول تغيير رأي شخص آخر، يجب أن تكون منفتحا على تغيير رأيك أيضا؛ ويقترح ماكراني أن تسأل نفسك “هل أنا محق في كل شيء؟”.

ويضيف “سيقول معظم الناس لا، ولكن بعد ذلك اسأل نفسك “ما الذي أخطأتُ فيه؟” ومن المحتمل أنك ستجد صعوبة في الإجابة عن ذلك السؤال.

وإذا كنت تدرك أنك من المحتمل أن تكون مخطئا بشأن شيء ما ولا تدرك ماهيته، فعليك أن تسأل نفسك، “كيف يمكنني الشروع في الاكتشاف؟”.

فإذا لم يكن لديك إجابة واضحة لذلك، فهذا يعني أنك اتخذت مسارا لا يسمح لك باكتشاف مكامن جهلك ومشاكلك.

وتؤكد الكاتبة أن بعض الناس حريصون جدا على إدراك ما يخطئون فيه، ويبحثون عنه، وتعد هذه المرحلة ضرورية لتحديث مفاهيمك القديمة واستيعاب المزيد.

http://لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version