Site icon هاشتاغ

“شرقي غربي” … داوها بالموسيقى!

هاشتاغ سوريا-خاص

طوابيرٌ على أبواب الجمعيات الاستهلاكية، إزدحام متسولين في الشارع. أسعارٌ جنونية، وتهاو دراماتيكي للعملة السورية، في بلدٍ يتصدر شعبه قائمة الأفقر في العالم، وذروة اهتمامه تأمين خبز يومه، ومع ذلك هناك من يلعب على وتر آخر، ويفتتح دوراً للموسيقا، ربما حذوة برائعة السينما العالمية “ذا بيانيست” ومقولة الموسيقا خلاص حقيقي لكل الشعوب ولو في أحلك الظروف.
وفق هذا المنطلق، لبّينا دعوة افتتاح معهد والاستديو الرئيسي لتجمع “شرقي غربي” الفني . في أحياء دمشق الراقية أبو رمانة تحديدا، كان علينا لقاء مجموعة مجموعة من الموسيقيين المختصين بالفن والتمثيل والتصوير بهدف وصولهم إلى مؤسسة فنية متكاملة تديرها مدرسة الموسيقى والعازفة عبير خوالدة. وفي حديثها مع هاشتاغ سوريا تشرح خوالدة بأن تجمعهم يهدف “لتقديم محتوى موسيقي شرقي غربي عن طريق 80 طفلاً ويافعا، يمزج بين التراث الكلاسيكي والموسيقى المفضلة لدى الأطفال.
أما عن آلية عمل المعهد ودوره في مساعدة الأطفال على تسجيل أعمالهم في الاستديو بطريقة احترافية تقدم بطريقة صحيحة تليق بموهبتهم أوضحت عبير بالقول: «كنا فريق معني بتدريب الأطفال، والآن توسع عملنا وأصبح لدينا أجيال بعمر 22 سنة، بعد خمس سنوات من العمل، ودخلنا بمجالات الرسم والتصوير والتمثيل وغيرها من المجالات، أدت إلى زيادة حجم المشروع، وبناءً على هذا قررنا فتح مقرٍ جديد في العاصمة إلى جانب مقرنا القديم في صحنايا». خاصة وأن المشروع دخل في مجال التمثيل وبحاجة إلى مقيمين جديرين بهذه المهنة للإشراف على آلية تدريب الأطفال.
الموسيقية السورية ناشطة في مجال المسرح مختصة في تدريب ثمانية آلات موسيقية للأطفال، تسعى للحصول على تمويل من المنظمات بعد خمس سنوات من التمويل الخاص رفقة بشريكة تمول جزءا من شغلها، تحت غطاء من الوزرات المعنية بهذا الصدد والتي ترعى هذا المشروع بشغفٍ بحسب ما أشارت إليه صاحبته.
اللافت في الأمر أن المشروع يستهدف الفئة الأكثر صعوبة في التعاطي والتعامل معها، نظراً لصعوبة التماس الموهبة عند الطفل والعمل على تنميتها، إلا أن خوالدة بتعاونها مع المحترفين من فريقها، ترى في الطفل عالماً خاصاً تحقق فيه أحلامها. أما عن كيفية اكتشاف الملكة عند الطفل، قالت: «يجب دراسة شخصيته، وعرض كل الآلات المتوفرة أمامه ومن خلال النقاش معه لمدة خمسة دقائق أو أكثر، نتعرف على الآلة التي يميل لها، فالطفل الهادئ يفضل عزف العود، والأكثر الحركة يفضل مثلاً الغيتار أو الأورغ».
أما عن السن المناسب لدخول الطفل عالم الموسيقا، فقد أوضحت صاحبة المشروع خطورة البدايات وأثرها على مسيرة الطفل، «الاستيعاب عند الطفل يبدأ بسن الثلاثة حتى الخمسة ونبدأ معهم بآلة من أجل ضبط إيقاع الموسيقا، ولذكاء الطفل وموهبته دورٌ كبيرٌ في سرعة استيعابه خاصة إذا نشأ في عائلة تهوى سماع الموسيقى». بحكم أن المشروع يستهدف النخبة من الأطفال ومقياس نجاحه تألق الطفل سواء في الموسيقا أو الغناء أو حتى في التمثيل.
القائمون على العمل أمام تحدٍ صعب، لأن مشروعهم يعتمد على اشتراكات الأطفال وقدرتهم على تحمل التكاليف، واهتمام رب العائلة في هذا الوضع المعيشي المتردي، هو تأمين الرغيف لطفله قبل اكتشاف موهبته الفنية، خاصة وأننا في بلادٍ اقترن فيها الفن في التسع سنوات الماضية بأولاد تجار الأزمة والطبقة الأرستقراطية.

Exit mobile version