Site icon هاشتاغ

شياطين الموبايل ..!!

هاشتاغ_رأي مرشد ملوك
على الأرصفة ينتشرون .. وتجدهم داخل محلات بيع الموبايلات المصممة بديكورها أساسا لأجلهم .. في المحل الواحد يعمل من أربعة لخمس اشخاص ، شباب بعمر الورد ..، حراكهم مهني ولطيف عزز خصوصية منطقة البحصة بدمشق ، وهي منطقة متخصصة ببيع التقنيات منذ عشرات السنوات، من الأجهزة الكهربائية إلى أجهزة الحواسيب و اللابتوبات وقطع غيارها .
واستمر هذا الأمر مع نوكيا وسامسونج وغيرها من ماركات الهواتف العالمية الذكية .
في برج دمشق .. المركز الرئيسي لتجارة الهواتف المحمولة وصيانتها وإكسسواراتها يرى المرء العجب العجاب.. وهنا تتجسد على المستوى الفيزيائي جزء من حقيقة “السوري”، كل ما يطلبه الزبون يمكن أن يتم؛ (شراء جهاز جديد، بيع جهاز مستعمل، صيانة إكسسوارات، فرمتة، هارد وير، سوفت وير ..) والكثير الكثير من الأعمال التي يسمح بها القانون والتي لايسمح .
إنه سوق بيع الموبايلات الرئيسي في سورية يؤمه الزبائن من كافة المحافظات السورية.
في برج دمشق يضع المرء يده على أنفه ولا يراها، من الزحمة والحراك المخيف، وفي برج دمشق تتم عمليات البيع والشراء بالمليارات يوميا، مولدةً آلاف فرص العمل لـ “شياطين التكنولوجيا”، في مشهد يعطي المرء بعدا آخرا للحياة.
مقابل ذلك؛ وعلى المستوى الرسمي الموازي، وفي محاكاة ضمنية لهذا الحراك، نظمت وزارة الاتصالات والتقانة مؤخرا ورشة عمل حول صناعة البرمجيات في مكتبة الأسد الوطنية، ناقش فيها العشرات من شركات صناعة البرمجيات السورية واقع هذه الصناعة الواعدة والمخيفة بوزنها وقيمتها.
من هذه الورشة العلمية خرجت روائز ومحددات لتأهيل ودعم شركات الصناعات البرمجية في سورية.
لكن التقرير الاقتصادي حول سورية الذي ناقشته الهيئة العليا للبحث العلمي مؤخرا وبالتعاون مع لجنة الأمم المتحدة لغرب آسيا ” الاسكوا” كان له رأيا أخر حول مستقبل صناعة البرمجيات في سورية.
قال تقرير “الاسكوا” الذي أعده على المستوى الوطني الدكتور خليل عجمية رئيس الجامعة الافتراضية السورية إن القطاعات الاقتصادية السورية العامة والخاصة والمشتركة والصغيرة والكبيرة ، تعاني بشدة من شركات “اضرب واهرب” في مجال صناعة البرمجيات، وبالتالي يتم الاعتماد على الشركات الأجنبية التي لم تعد موجودة.
خطوة وزارة الاتصالات في التوقف والنقاش مع هذه الشركات وتاليا وضع الأسس والروائز لتوفير كل متطلبات وجودها خطوة مهمة، لكنها بداية، وبطبيعة الحال غير كافية، وتحتاج إلى المؤازرة من جهات رسمية عديدة .
مالضير لو أدخلنا صناعة البرمجيات في برنامج الإقراض ودعم الفائدة وفي مظلة دعم المشاريع الصغيرة وتمويلها وكفالاتها وضماناتها وفي أي شيء نريده؟.
نعود للقول بأن الحاجة والحراك الاقتصادي لايعيش في بيئة مترهلة ضحلة عديمة المبادرة تعيش بشكل طفيلي على الأبوية، لأن هذا الحراك سيقوم .. سيقوم ..!! وفيه مصلحة اقتصادية كبيرة لمن يعمل فيه ، وهو كالسيل الجارف لايمكن إيقافه لأن المصلحة والعمل والربحية حقائق أساسية في بدء وتطور المجتمعات وهي من تلبي حاجات الجماعات والأفراد .
وما يقوم اليوم من عمل برمجي وحراك تجاري في برج دمشق هو المثال الصارخ على أن العمل والحاجة تحتاج إلى إرادات كبيرة للحاق بها، هذا إن قبلت هذه “الشيطنة” في برج دمشق وفي أي مكان آخر أن تنتظر ..
وفي الحقيقة هي لن تنتظر..!! لأن سرعة الحراك التقني المرتبطة به عالميا هو “حالة فوق صوتية” وأكثر .. !!!
Exit mobile version