Site icon هاشتاغ

صحيفة: روسيا تحشد 150 ألف جندي على الحدود مع أوكرانيا لمنع انضمامها إلى الناتو

الجيش الروسي
قالت صحيفة “رأي اليوم” الالكترونية إن ثمّة تصميم روسي، سياسي وعسكري بمنع انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو .
وقالت الصحيفة التي يملكها ويرأس تحريرها الكاتب والصحفي عبد الباري عطوان “عندما تَحشِد روسيا 150 ألف جنديّ على حُدود أوكرانيا الشرقيّة، وتُرسِل عشَرات السّفن الحربيّة والزّوارق إلى مياه البحر الأسود، في تحرّكٍ يفوق نظيره الذي تزامن مع ضمّ شِبه جزيرة القرم في ذروة الأزمة بين البلدين عام 2014 فهذا يعني أنّ هُناك تصميمًا روسيًّا، سياسيًّا وعسكريًّا، بمنع انضِمام أوكرانيا إلى حلف النّاتو، والتّحوّل إلى قاعدة للحلف في فنائها الجنوب شرقي مهما كان الثّمن”.
وأضافت “الرئيس فلاديمير بوتين لا يُريد تِكرار خطأ بلاده التّاريخي، وتحويل أوكرانيا إلى بولندا أخرى، وقاعدة للصّواريخ الأمريكيّة، في تهديدٍ مُباشر وربّما أكثر خُطورةً للاتّحاد الروسي وأمنِه واستِقراره”.
الرّسالة التهديديّة الروسيّة إلى الولايات المتحدة وحِلف الناتو واضحةٌ جدًّا، كما تقول الصحيفة، ولسان حال روسيا يقول “روسيا اليوم ليسَت روسيا الاتّحاد السّوفييتي في سنواتِ ضعفه الأخيرة، وإنّها لن تتردّد في الدّخول في حربٍ، إذا لَزِمَ الأمر، للدّفاع عن مِنطقة نُفوذها الاستراتيجيّة، وفكّكتم الاتّحاد السّوفييتي ولن نسمح لكم بتفكيك الاتّحاد الروسي”.
ووفقاً للحيفة، الرئيس بوتين يملك العديد من الأوراق الاستراتيجيّة في الصّراع المُتأجِّج حاليًّا، أبرزها التّهديد بانفِصال شرق أوكرانيا الذي يَضُم أغلبيّة من العِرق الرّوسي باتت تُطالب بالاستِقلال والانفِصال على طريقة أوستيا وأبخاريا في جورجيا، والأخطر من ذلك احتِمال انتِقال هذه النّزعات الانفصاليّة إلى دول البلطيق مثل لاتفيا وأستونيا وليتوانيا، حيث توجد أقليّات روسيّة ضخمة تَرفُض الاندماج في هذه الجمهوريّات الجديدة التي انفصلت عن الاتّحاد السوفيتي بعد انهِياره عام 1991.
التوتّر في أوكرانيا – تقول الصحيفة- هو أحد فُصول الحرب الباردة التي تندلع حاليًّا بين المُعسكر الأمريكي الأوروبي من ناحية، والحِلف الرّوسي الصيني المُتعاظِم في الوقتِ الرّاهن، وربّما تَبلُغ هذه الحرب ذروتها إذا تصدّت الفرقات العسكريّة الروسيّة لسُفنٍ حربيّة بريطانيّة تُقرّر إرسالها إلى البحر الأسود عبر مضيق البوسفور التّركي.
مشيرةً إلى أن “ثلاثة بُحور تَقِف حاليًّا على سَطحٍ مُتفَجِّر، وتزدحم مِياهها بالفرقاطات العسكريّة وحامِلات الطّائرات، الأوّل بحر الصّين الجنوبي، والثّاني البحر الأسود، والثّالث شرق البحر المتوسّط، وأيّ شرارة مُتعمّدة، أو عارضة ربّما تُشعِل فتيل الحرب، إقليميّةً كانت أو عالميّة”.
توضح الصحيفة أنه “يجب أن تُدرِك إدارة جو بايدن الديمقراطيّة أنّ روسيا الحاليّة ليست الاتّحاد السّوفييتي العجوز المُنهَك، وأنّ بوتين ليس يلتسين السّكّير الذي لا يفيق من تأثير الفودكا، وأنّ أمريكا لم تَعُد القوّة العُظمى الوحيدة في العالم، وأيّ مُحاولة لإيصال قواعد صواريخ حلف النّاتو إلى حُدودها في أوكرانيا أحد أبرز الخُطوط الحُمر التي من المُحرّم اختِراقها مهما كانَ الثّمن”.
وتختم صحيفة “رأي اليوم” بالقول إن “بايدن التقط الرّسالة، وفَهِم مضمونها، ولهذا سارع بإلغاء قرار مُؤسّسته العسكريّة بإرسال سفينتين حربيّتين إلى البحر الأسود تَجَنُّبًا للمُواجهة، والسّؤال هو: هل تحذو بريطانيا حذوه، وتتراجع عن إرسال سُفنها الحربيّة إلى البحر الأسود في الأيّام القليلةِ المُقبلة، وفي ظلّ التّوتّر الحاليّ المُتصاعِد؟”.
Exit mobile version