Site icon هاشتاغ

طلب الدفء ثمنه الاختناق حتى الموت: المستشفيات الحكومية السورية تغص بمرضى الإنتانات التنفسية

المستشفيات السورية

المستشفيات الحكومية السورية تغص بمرضى الإنتانات التنفسية

هاشتاغ – نور قاسم

يلجأ بعض السوريين إلى استخدام وسائل تدفئة بديلة عن المازوت والكهرباء لندرتهما معا، ما يؤدي إلى عواقب وخيمة، قد تصل إلى حد الموت.

مدير عام مستشفى المواساة، الدكتور عصام الأمين قال إن هذا الموسم البارد شَهد عدة وفيات للأطفال، كما شهد وفاة شاب ثلاثيني بدمشق بسبب استخدام مدفأة الفحم.

وأوضح الأمين في تصريح خاص لهاشتاغ أن الفحم يحترق احتراقاً ناقصاً وينجم عنه غاز أول أوكسيد الكربون الذي يدخل إلى الجهاز التنفسي ويتحد مع الكريات الحمراء التي تحمله وتأخذه إلى كافة أنحاء الجسم، ما يؤدي إلى الاختناق ومن ثم الموت .

ولفت الأمين إلى أن استخدام الفحم بالذات بهدف الدفء يؤدي إلى الكثير من المشاكل، فاحتراقه يستهلك الأوكسجين في الغرفة ويسبِّب فقدان الوعي، وخاصةً مع غياب التهوية السليمة في الأماكن المغلقة، ما يساهم في تراكم مستويات الغاز الذي يتسرب بفعل استنشاقه إلى مجرى الدم ويحل مكان الأوكسجين وينتقل إلى الأنسجة والأعضاء، ما ينتج عنه تلف خطير في الأنسجة و قد يسبب بالموت.

ازدياد الإنتانات التنفسية

أما عن حالات الإنتانات التنفسية، يبيّن الأمين أن المراجعين للمستشفى في ازدياد كبير منذ شهر إلى الآن، لدرجة أن القسم الخاص بالعناية والإنتانات التنفسية مشغول بالكامل، وعند إجراء المَسحات الخاصة بمرض كوفيد19 فالنتيجة سلبية، مرجحاً أن السبب قد يكون متحور كورونا لأنه من الملاحظ ذات هذه الأعراض في أوروبا أيضاً ، واصفاً المتحور الجديد بالأسرع انتشاراً و الأقل خطورة، والخوف أن يتحول إلى متحور آخر أكثر فتكاً منه.

مدير مستشفى المجتهد بدمشق الدكتور أحمد عباس قال من جهته، إن ازدياد حالات الإنتانات التنفسية لوحظ منذ شهر إلى الآن، كما نلاحظ بروز أعراض إنتانات تنفسية جديدة بين الأطفال بشكل كبير بين عمر الأشهر حتى العشرة سنوات.

ويشير عباس في تصريح لهاشتاغ إلى أنه من الطبيعي في كل موسم بارد وجود هذه الأعراض التنفسية، ولكن هذا الموسم هو الأكثر إصابةً به مقارنةً مع فصول الشتاء الماضية، لافتا إلى أن السبب ليس كورونا لإجراء المسحات لهم بهذا الخصوص وغالب النتائج سلبية.

خلط زيت السيارات بالمازوت

يلجأ السوريون بسبب ندرة مواد التدفئة إلى وسائل عديدة مثل خلط زيت السيارات المحروق مع المازوت، وهذا ما قاله ل”هاشتاغ” الستيني أحمد الموسى الذي يعيش في سرغايا بريف دمشق، مشيرا إلى أنه اضطر لهذا الأمر لشدة البرد و لتوفير المازوت، فكل كيلو من الزيت المحروق يوفر حوالي خمسة ليترات من المازوت، وفق قوله، لاحتراقه البطيء وناره القوية، لافتاً إلى أن الزيت المحروق أيضاً يباع بحوالي تسعة آلاف ليرة للكيلو الواحد.

ولدى سؤاله هل عانى أحد افراد عائلته من الإنتان التنفسي لفت إلى أن ابنه بعمر الخمسة عشر عاماً منذ حوالي شهر مرض بشكل كبير بالتهاب القصبات الحاد .

ضرورة الإحصائيات

“هاشتاغ” سأل كلا من مديري المواساة والمجتهد إن كان استخدام وسائل التدفئة البديلة سببا في كثرة مراجعي الإنتانات التنفسية؟

مدير مستشفى المجتهد الدكتور أحمد عباس قال ل”هاشتاغ” إن هذا الأمر يحتاج إلى بحث ودراسة أكثر ولا بد من سؤال المرضى عن وسائل التدفئة التي يعتمدونها أيضاً لتكوين صورة صحيحة من الناحية الطبية .

ويوافقه في الرأي مدير مستشفى المواساة الدكتور عصام الأمين بأنه لا يمكن حصر مرضى الإنتانات التنفسية بسبب استخدامهم للوسائل البديلة للتدفئة فقط، فعند القول بذلك لا بد من إسناده إلى دراسة وإحصائيات، لافتاً إلى أن زيادة التلوث بفعل الأبخرة والغازات المطروحة السامة التي تنتجها وسائل التدفئة مثل استخدام الزيت المحروق مع المازوت أو الفحم أو الحطب يرفع من احتمال الإصابة بالفيروسات الالتهابية المختلفة .

أضرار أبخرة الزيوت

رئيسة البورد السوري لأمراض الجهاز التنفسي، الدكتورة لبنة حويجة قالت ل”هاشتاغ” إن استنشاق الأبخرة من الزيوت الكيماوية يسبب الالتهاب الرئوي الكيميائي وتهيج الأنف والحلق والرئتين والصداع والدوخة والنعاس وفقدان التركيز والتعب والغثيان وصعوبة التنفس، كما يمكن أن يؤدي التعرض المزمن لها إلى عدم انتظام ضربات القلب، إضافةً إلى الأذيات العصبية.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
Exit mobile version