Site icon هاشتاغ

عامٌ جديدٌ وبئسَ المصير

هاشتاغ سوريا- رشا سيروب

عام جديد وبئس المصير بعد عام 2020 الكارثي الذي عانى منه السوريون، العام الذي بدأ بتوقيع قانون قيصر والذي انتهى بمزاد علني لسيارات مصادرة، عام كورونا بامتياز، وعام الطوابير، عام تعايشت فيه معدلات فقر مرتفعة جداً جنباً إلى جنب معدلات تكاثر وتكدس ثروات البعض كالفطريات.

دائماً ما يكون الأمر قاتماً قبل أن يصبح أكثر قتامةً، يبدو أن الوباء سوف يزداد سوءاً، وباء ثنائية (فساد-مرتزقة) التي تجلت بأوضح صورها في العام 2020، وكأن عام 2020 مصمماً على الاستمرار بعام جديد مليء بجميع أنواع الفقاعات باستثناء فقاعة الدخل. لا يمكن اعتبار ذلك تشاؤماً بقدر ما هو استقراء للواقع.

لا يجوز أن تكون توقعاتنا “وطموحاتنا وآمالنا” في العام الجديد مفعمة بالأمل وأكثر حصافة إلا إذا تم تنفيذ ما تقوله الحكومة أن عام 2021 هو “عام الزراعة” و “عام المنتج الوطني” و “عام المشروعات الصغيرة”؛ لكن من أين ستمول هذه الآمال؟ على الرغم من التسليم بأنها عجائب وإعجاز لا يمكن تحقيقه في ظل انتشار ثنائية (فساد-مرتزقة)، إلا أن هذا لا يعني أن العجائب لا تحدث. المسألة هي مسألة وقت، والأمور ستنقلب.

في العام الجديد، ستزول سحابة الحزن والإحباط والاستياء وحتى العجز الذي تولد من تخبط سياساتي وعشوائية في قرارات غير مدروسة وغير متوقعة ومحسوبة النتائج يمكن أن يزول، لكن بعد تعديل استئصال فطريات نمت وتكاثرت في سنوات الحرب.

بدون شك ستظهر مقاومة مستمرة لتدابير الاستئصال، وانتشار مزيد من التحالفات المشبوهة بين أعيان الفساد ومرتزقة الحرب. لكن بغض النظر عن مدى الصعوبات التي سيتعرض لها الاقتصاد، يجب أن تكون حسابات الاستئصال واضحة ومباشرة؛ عندها ستكون الأمور في العام الجديد أفضل.

هذه هي الأساسيات والدروس المستفادة من دول تعرضت لظروف مشابهة واستطاعت تجاوز محنتها؛ وسيكون الفوز على ثنائية (فساد-مرتزقة) انتصاراً للشعارات على الأيديولوجية، وتوفر ذراعاً قوية وتشكل جرعة وقائية داعمة ذات هدف مشترك في تحقيق “طموحات وآمال” العام الجديد؛ ودون ذلك ستستمر التحيزات والمشاعر والمصالح في تقسيم السوريين المبطّن والظاهر.

يخبرنا التاريخ أن ثنائية (الفساد- المرتزقة) مرض مزمن يزيد مع مرور الوقت، لكن يخبرنا التاريخ أيضاً أنه يمكن علاجه أو التخفيف منه حتى لو كان من في وسطه متأكدين من أنه لن يكون كذلك.

ثنائية (فساد-مرتزقة) قتلت الكثير جداً وأذاقت الموت لكثيرين أكثر من مرة، آن الأوان لأن يكون عام 2021 عام التخلص من هذه الثنائية كي تستطيع الحكومة تحقيق “عام الزراعة” و “عام المنتج الوطني” و “عام المشروعات الصغيرة”، ولا يمكن أن يكون عام 2021 كذلك إلا إذا حاولنا. نحتاج فقط إلى الإرادة لاستئصال هذا المرض، أما المسامحة والتعايش معه لن تجلب إلا عام جديد وبئس المصير.

Exit mobile version