Site icon هاشتاغ

عطوان تعليقاً على تقرير أممي يكشف عن مقتل 377 ألف يمني: اليمنيون يصبرون كالجِمال لكنهم سيثأرون

قال عبد الباري عطوان إن المواطن اليمني لا يُمكن أن ينسى ثأره أو يغفر لأعدائه، وقد يُؤجّل الانتقام ولكنّه لن يتخلّى عنه، أو يتنازل عن حُقوقه، ولا يعرف الاستِسلام مُطلقًا.
جاء كلام عطوان على خلفية تقرير أصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن الأوضاع في اليمن مُنذ اندِلاع الحرب قبل سبع سنوات، وبدء قصف طائرات التحالف تحت شِعار “عاصفة الحزم” في آذار عام 2014.
يقول التقرير، إنّه عند نهاية عام 2021 سيكون الصّراع في اليمن قد أدّى إلى 377 ألف وفاة، ما يَقرُب من 60 بالمئة منها (226200) غير مُباشرة، وحواليّ 40 بالمئة الباقية (150800) وفيات مُباشرة، أيّ قُتِل أصحابها نتيجة الحرب”.
الوفيات غير المُباشرة ومُعظمها من الأطفال بسبب الجُوع والمرض ونقص الرّعاية الصحيّة، وسُوء التّغذية، أمّا الوفيات المُباشرة فهي نتيجة الحرب وقصف المُدن والأحياء السكنيّة، والمدارس والمُستشفيات، وحفَلات الأعراس، ومجالس العزاء.
وفي تعليقه على هذه الأرقام، اعتبر عبد الباري عطوان أنها صادمة، من شدّة إيلامها، والأكثر رُعبًا هو عدم الاهتمام بها ومعانيها بشقّيه العربي والعالمي، وانحِياز الكثير من العرب إلى ما سماه “العُدوان” والوقوف في خندقه، وذلك “طمعًا بالمال، أو خوفًا من ضُغوط أصحابه، ونُفوذهم الضّخم على الحُكومات، بل ومُؤسّسات المُجتمع الدولي، وتحالفهم مع أمريكا” كما قال.
وتساءل عطوان: “ألم يُؤدِّي تحالف هذه الأذرع الماليّة العربيّة قبل سنوات، وإنفاق أكثر من 300 مِليار دولار لإبعاد سورية من الجامعة العربيّة وتدميرها وتجويع شعبها وفرض الحِصار عليها في تطبيقٍ كامل لما يَحدُث في اليمن؟”
عطوان أشار إلى أن اليمنيّين فيهم الكثير من صِفات الجمال العربيّة الأصيلة، يصبرون ويصبرون، ولكنّهم في نهاية المطاف يعقرون من اعتدى عليهم وحاول إهانتهم، وانتهك حُرمة وطنهم، ولعلّ تاريخ الغُزاة، سواءً كانوا من الغرب المسيحي أو الشّمال الإسلامي، ونحن نتحدّث هُنا عن الإمبراطوريّة العثمانيّة، وغزوتها المشؤومة لليمن، حيث قُتِل عشَرات الآلاف من رجال حملتها يشهد على ذلك.
وأوضح أن استمرار الحرب في اليمن لسبع سنوات جاء لأنّ التحالف الذي تفكّك، وبات مُقتَصِرًا على الطّرف السّعودي في الوقت الرّاهن، ومُقاتلي “حُكومة الشرعيّة” التي يترأسها الرئيس عبد ربه منصور هادي لم يستطع حسم هذه الحرب لصالحه في شُهورٍ معدودة، مثلما كان يعتقد في بدايتها، ولأنّ الرّافضين للعُدوان، والمُقاومين له، صمدوا وغيّروا قواعد الاشتِباك، ومُعادلات القُوّة على الأرض بامتلاكهم أسلحة وصواريخ مُتطوّرة، وتماسك صُفوفهم، واستِعصاء اختِراقهم من قِبَل الطّرف الخصم.
أضاف: إن حركة “أنصار الله” أصبحت تُسيطر الآن على السّاحل الغربي، والملاحة الدوليّة في البحر الأحمر باتت تحت رحمة صواريخها وزوارقها الاستشهاديّة، وخاصَّةً النّاقلات والسّفن “الإسرائيليّة” المُتّجهة إلى قناة السويس أو خليج العقبة، والعكس، أيّ إلى باب المندب وبحر العرب، الأمر الذي بات يُشَكِّل قلقًا مُزمنًا لأطرافٍ عديدة.
ويختم عطوان “الحرب لن تنتهي باقتِحام حركة “أنصار الله” على مأرب واكتِمال سيطرتهم بالتّالي على جميع مُحافظات اليمن الشّمالي وستستمرّ حتى الثّأر لكُلّ القتلى الجرحى، واستعادة الأراضي اليمنية “المغتصبة” في الشمال، والحُصول على تعويضاتٍ كاملة، وإعادة إحياء دولة اليمن العُظمى في نهاية المطاف، حسب ما قاله لي مسؤول كبير في حُكومة صنعاء طلب عدم ذكر اسمه”.
Exit mobile version