Site icon هاشتاغ

علم “الجهل” الاقتصادي

رأي – أيهم أسد

تعمد بعض الحكومات الوطنية والمؤسسات الاقتصادية الدولية على إخفاء بعض الحقائق الاقتصادية عن الدول أو الأفراد بهدف تمرير سياسات اقتصادية واجتماعية محددة.

 

وفي الكثير من الأحيان تعمد تلك الحكومات الوطنية/المؤسسات الدولية إلى الترويج لمعلومات ووقائع اقتصادية مغايرة تماماً للواقع.

وتستمر في نشر تلك المعلومات وترويجها إلى حد أن يقتنع الناس بصحتها، وبالتالي يصل الناس إلى مرحلة لا يمكن لهم دحض أو نفي تلك الحقائق.

 

هي باختصار حالة ضخ الجهل الاقتصادي باستمرار من أجل أن يصبح الجهل بالحقائق الاقتصادية “حقيقة” بحد ذاته.

 

إنها صناعة الجهل… حيث بات لصناعة الجهل مختصين ومروجين، يضعون له القواعد المناسبة.

قواعد صياغة المعلومات، وزمن ضخها، وكثافة ضخها، ومتى يمكن التوقف عن ضخها. فتحولت صناعة الجهل إلى ما يمكن تسميته بـ”علم الجهل”.

 

علم الجهل هو علم يهدف إلى السيطرة على عقول العامة وإعادة إنتاج الأفكار الاقتصادية لديهم بما يجعلها قابلة للتصديق والتداول، أي بما يجعلها صحيحة تماماً في عقولهم.

 

وغالباً ما نشهد مثل هذه الحالة لدى المؤسسات الاقتصادية الدولية الكبرى كمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية.

 

تروج تلك المنظمات لوقائع اقتصادية عن بعض الدول هي

مغايرة تماماً لواقعها الاقتصادي والاجتماعي الحقيقي، والهدف من ذلك هو إقناع عامة الناس بأن الواقع الاقتصادي في بلدانهم على أحسن حال.

 

أو أنها تخفي الكثير من جوانب الضعف الحقيقي أو المشكلات في اقتصاديات تلك البلدان.

وتكون المفاجأة غالباً بأزمة اقتصادية حادة أو انهيار مفاجئ رغم ما كان يروج بأنه وضع متماسك وقوي.

 

كما تقوم بعض الحكومات الوطنية بإخفاء معلومات اقتصادية داخلية أو الترويج لمعلومات اقتصادية معينة.

بهدف الوصول إلى إقناع الناس بحالة اقتصادية ما، أو بهدف التهرب من مواجهة حقائق الواقع الاقتصادي المحلي.

كالمعلومات المتعلقة بالدعم الاجتماعي والضرائب والفساد وغيرها.

 

أو أن تقوم تلك الحكومات بإقناع الناس بأن الأوضاع الاقتصادية سليمة للغاية وبأنه لا خوف من المستقبل.

أو تقوم بإقناعهم بأن المستقبل أفضل وما عليهم إلا القليل من الصبر والانتظار في حين أن كل مؤشرات الاقتصاد تقول عكس ذلك.

علم “الجهل” الاقتصادي هو سلاح الاقتصاد الخفي ومخدر الشعوب عن حقائق واقعها الاقتصادي الفعلي.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version