Site icon هاشتاغ

عن “الإنجازات” عبر عقود

هاشتاغ- نضال الخضري

هو مجرد مصطلح أو كلمة يمكن أن تعبر حديثنا دون اعتبار لما تعنيه في مساحة وجودنا، فـ”الإنجاز” لا يطال فقط المؤسسات أو البرامج السياسية إنما يمكن إسقاطه على الثقافة العامة.

 

وحتى السلوك الفردي الذي ينقل انعكاس الإنجاز على مواقفنا من الحياة وعلى قيمنا أيضا التي تبدو محايدة تجاه هذا الموضوع.

 

وتكفي مراجعة بسيطة لكل الجهود التي ظهرت منذ استقلال سوريا حتى اليوم حتى ندرك أن السياسات كانت تعتبر نفسها إنجازا مستقلا عن أي تحولات داخل المجتمع.

 

المشكلة الأساسية هي في معايرة “الإنجاز” على الطبيعة البشرية وليس فقط على المواطن السوري، فهناك بالتأكيد ظاهرة من تحول العالم بما فيه سوريا نحو شكل جديد.

 

وبغض النظر عن الفوارق بيننا وبين أصقاع العالم، لكن المسألة تبقى واحدة على اعتبار أن “الإنجاز” مهما تكن طبيعته سيحمل تأثيرات مستدامة.

 

الثورة الصناعية وضعتنا جميعا في نقطة يصعب التراجع عنها وأوجدت صورة للمدنية تشكل اليوم مقياسا عاما.

 

وفي المقابل فإنها كونت تلك الهوية التي نتسم بها كبشر، أو كسوريين، في علاقاتنا مع محيطنا.

 

في سوريا؛ تصعب معايرة الإنجاز بشكل واقعي، ففي العالم هناك واقع حوّل الإنسان إلى “معطى رقمي” بناء على طريقة استهلاكه للبيانات.

 

لا نعرف نوعية الحروب القادمة أو الصراعات أو تهالك البيئة نتيجة هذا الأمر.

 

فـ”الإنجاز” في هذا الموضوع يمكن أن يتجلى في قدرة البيانات على تتبع طبيعة تدميرنا للبيئة، أو تدمير البنى الاجتماعية والفقر والجوع والعطش حول العالم.

 

ولكن نفس هذه البيانات فيها “إنجاز” آخر تتبعه الشركات لمحاكاة سلوكياتنا وتوجيه طبائعنا الاستهلاكية، فهل يمكننا معايرة هذه الموضوع في المجتمع السوري؟

 

ليس هناك “فجوة رقمية” بالشكل الذي نتصوره، لأن الثقافة الرقمية لم تصبح “إنجازا” ضمن واقعنا.

 

ومن المستحيل تعريف “الإنجازات” في بيئة تتعامل مع “البيانات” على أنها جزء من تقرير أو بيان.

بينما تسير حياتنا دون القدرة على تحديد ما تعنيه هذه المعطيات في سلوكنا أو حاجاتنا، ونحن في الأساس.

 

وربما العالم، لم نُعرف هذا المصطلح على قياس ما نريد.

 

وفق كلاسيكيات علم الاجتماع هناك تعريف للإنسان على أنه كائن حاجة، وإنجازاته هي في تلبية هذه الحاجات التي جعلت علاقاتنا مركبة وسلحتنا بكل المبررات لتدمير الآخر أو لفرض قيمنا عليه.

 

وبالملاحظة فقط يمكننا أن نفهم القليل من إنجازاتنا التي لم تكن مستدامة، فنحن قادرون على نبش التاريخ وقراءة التنقيبات لنثبت أننا أنشأنا أولى التجمعات الحضرية.

 

ولكننا لا نستطيع معايرة أي إنجاز وفق مقاييس الحاضر، بينما يبقى السؤال عن مصطلح “الإنجاز” هل هو بالفعل شيء يمكن وصفه؟

 

بعد عقود من الاستقلال هناك أسئلة ضمن ثقافتنا تحتاج لوضعها ضمن أولويات سياساتنا.

و”الإنجاز” هو أحد تلك الأمور التي نستسهل التعامل معها بينما لا نستطيع تعريفها لا على قائمة احتياجات المجتمع ولا حتى في تأثيرها على الثقافة العامة.

فهي مصطلح يبقى هائما في سوريا وربما في العالم أيضا.

 

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version