هاشتاغ سوريا- وسام كنعان
منذ قرابة أسبوع كان يتوجّب علينا أن نصطحب مجوزا وطبلا، ونمسك صفّ دبكة أمام مبنى نقابة الفنانين السوريين! لكن ظرف كورنا منعنا. أما المناسبة فتتعلق بالمختار «البيسة» الذي تفوّق على نفسه في آخر إطلالة إعلامية على راديو «أرابيسك» فإذا بختمه قد كبر فجأة! تماماً مثلما يحصل في أفلام الكرتون، وتحديداً مغامرات «توم وجيري»! هذه المرّة كشف زهير رمضان نقيب الفنانين السوريين، عن مواهب إضافية، وإلمامه المدهش في مهام أمين السجلّ المدني الذي يعرف أعمار زملائه، ويحفظ تواريخ ميلادهم بدقة! لا لكي يعايدهم بتعليق على الفايسبوك، وهي الميزة النقابية الوحيدة التي لمعت في عهد «رئيس الكركون» وطبعاً وراءها الممثلة تماضر غانم، ولا علاقة للمجموعة التي تحيط النقيب بهذه المبادرة الطيبة! بل ليرد بحسب منطقه الشخصي! ولأن الغالبية الغالبية العظمى لا تملك طاقة الاستماع لتصريحات السيّد النقيب، وغمزه ولمزه باتهام خصومه وحديثه عن براعته في زراعة الحنطة، وتحقيره بشكل أو بآخر للسوشال ميديا! لكن كان واجباً أن نستعد للاحتفال بمنجزه الثري! هذه المرّة على أكتاف واحدة من أيقونات التمثيل السوري، ونجمة مرموقة اسمها كاريس بشّار! الممثلة التي إن وقفت في كفّة، حتماً سيحتاج زهير رمضان لقبيلة ممثلين من مستواه تسانده حتى تهدأ كفّته تحت قدميه! فقط لأن نجمة «غدا نلتقي» (إياد أبو الشامات ورامي حنا) تجسّد بإحساس وصدق وعفويّة، حتماً لن يقدر عليها ممثل أحال نقابة فنانين إلى ما يشبه فرع الأمن! على أيّة حال ماحصل هو رد النقيب على تغريدة سابقة لكاريس، واتهامه بعدم تحصيل الشهادة الثانوية، إلا بعدما تجاوزت الأربعين، من عمرها! طيب، لنسلم جدلاً بأن الشهادة الثانوية، لم تكن بحوزة نجمة “ليالي الصالحية” ولم تحصّلها إلا عند تجاوزها الأربعين! ما حال “البيسة” هذه الآونة؟! و من قال له بأن كاريس تريد الانتساب للنقابة! بكل تأكيد هي تستحق عضوية فخرية بعد منجزها الثري بفن الأداء، وإجماع الجمهور حولها، والحفاوة النقدية في غالبية شغلها الاحترافي المتنوع على مدار ما يناهز ربع قرن! لكن دع عنك ذلك، هل جربت سيادة النقيب التدقيق في التحصيل العلمي لنائبك المايسترو “الأحجية” هادي بقدونس؟! هل كنت جنابك الموقر بحاجة نظارتك مثلا، لإعادة قراءة تغريدة كاريس بشكل أوضح؟! المرأة رمتها من فم ملآن، وقلب حر، يوم قالت على حسابها على تويتر: «٢٣ عاماً في مهنة التمثيل ما كنت لأحتمل فكرة الانتساب إلى نقابة الفنانين لعدة أسباب، لكن هذه المرة إذا كان فادي صبيح نقيباً من المؤكد أنني سأنتسب»
لم يسمع “أبو جودت” الصوت الذي يعبّر عن الغالبية العظمى والساحقة من فناني سوريا! إنما أصغى لبعض المنتفعين من وجوده، ومنهم يمكن القول عنه بمنتهى الثقة والإرادة بأنه خال الموهبة! دائماً ما يختار «سليل الإقطاع» ردوداً على هذه الشاكلة، وينتبه جيداً بأن يحاوره إما صغار الصحافيين، أو مقدمي برامج غير مختصين، ولا يستطيعون إحراجه ومجابهته بالحقائق والحجج والبراهين، وتبديد كلّ ما يسوقه بالصوت العالي للمواراة على ضعف الحجة، وهلهلة البرهان في كلامه!
عموماً يستحق زهير رمضان أن يجدد الثقة لنفسه بدعم زملائه حسين عباس وريم عبد العزيز، وحسين المطلق وأشباه هؤلاء، وسنكون غالباً أمام خمس سنوات حافلة، يمكننا فيها أن نفرد لأنفسنا مساحة شاسعة على مستوى الصحافة النقدية، أما كمشاهدين ربحنا آراء كاريس بشّار، وبساّم كوسا، وفادي صبيح، وأمثالهم. ولتبقى السوشال ميديا، ومن قبلها الصحافة حالة مزعجة حقاً، خاصة عندما تتحول لما يشبه سرب غربان يقضّ مضاجع الفاسدين؟!
أخيراً، بخصوص أعمار الممثلين السوريين، وتنصيب «البيسة» أمين سجّل مدني؟! يتوّجب القول أن هناك من يتقدّم في السن فيخفّ قدره، ويتزعزع حضوره، وينفض الجميع من حوله، إلا أصحاب المصالح، وصغار القوم، الذين ينقلبون عند أول مفترق! ربما يجب على رمضان التدقيق في هذا الكلام ملياً، وإن كانت كاريس بشّار قد وطأت قدمها في عتبة العقد الرابع من العمر فليس أبهى من أن نردد على مسامعها أنها فعلا: سيدّة تدخل الأربعين بكامل مشمشها!