Site icon هاشتاغ

عن “المشروع الوطني” والبدايات غير المبشرة

زياد شعبو

هاشتاغ-زياد شعبو

لا ينتهي المشروع بمجرد وضع البرامج والمنهجية واختيار الكوادر، فبدون متابعة للتنفيذ يصبح الأمر أقرب للفشل إذا اعتبرنا أن النتائج النهائية ستقاس على مسطرة صفرها الفشل وأعلى رقم فيها يمثل النجاح!

الكثير من الأخطاء سجلتها الجولة الأولى، نسردها اليوم لنتجاوزها اليوم وليس غداً لنقترب من النجاح.

التوقيت والملاعب تهدم المواهب ..

البداية من التوقيت، فمن غير المنطقي وغير الصحي وغير المجدي رياضيا أن تقام مباريات للصغار في وقت الظهيرة والتعرض لذروة الإشعاع الشمسي في فصل الصيف كما يحصل في مباريات تحت 16 سنة، والتي تبدو أقرب لعقاب جماعي، حيث يتعرض فيها اللاعبون لمخاطر صحية كبيرة إضافة لانخفاض مردودهم الفني و البدني.

الملاحظة الثانية كانت نوعية الملاعب؛ في ريف حمص مثلاً جمعت المباراة ناشئي الرقة و ناسئي اللاذقية على ملعب بأرضية حجرية (زفت) في توقيت لايتناسب مع أي نوع من أنواع الرياضات، ما يزيد من احتمال الإصابات القاتلة التي تنهي مستقبل اللاعب قبل أن يبدأ حتى، هذا عدا عن افتقار هذه الملاعب لأدنى متطلبات اللعبة كدورات المياه مثلا، ولا يمكن هنا تبرير التوقيت و نوعية الملعب سوى بعدم المسؤولية لا أكثر ولا أقل .

ميـزانية بعنوان دبر راســك..

ما يزيد على السؤال دهشة أن فرق المحافظات ( تحت 16 سنة وتحت 14سنة) تسافر لمحافظة أخرى لخوض المباريات بمصروف جيب لا يتعدى المليون ليرة، وكل فريق مكون من 23 لاعب و4 كوادر مرافقة ليكون المجموع للفريقين 54 شخص، وبحسبة سوق بديهية فإن هذه الميزانية لن تكفي هذا العدد مياه وإطعام أو أي طارئ قد يحدث.

هكذا مشروع مركزي وبرعاية الاتحاد يتطلب تخصيص ميزانية ديناميكية تلبي احتياجات الفرق المشكّلة. ذلك أن مبدأ “دبر راسك” لايتناسب مع عناوين البناء والتطوير، وخاصة في الرياضة.

الديناميكية في العمل لتجاوز الأخطاء ..

من الواجب أن نضع هذه الملاحظات أمام الجميع لأنها بمثابة تجاوزات، ستؤثر سلباً على أهداف المشروع ونتائجه المنتظرة، وليس من المعيب أن نضع معايير موحدة وثابتة للمباريات، حتى لا تظلم المواهب باختلاف المعايير وأهم من ذلك حتى لا يتعرض أي لاعب وأي فريق لظروف لعب متفاوتة مع ما تحمله من مخاطر صحية.

ولن يُعاب على المشروع في حال إقامة تجمعين مثلا في اللاذقية ودمشق حيث تتوافر ملاعب مناسبة، ما يوفر في ميزانية السفر المتكرر ويحفظ اللاعبين من احتمالات وقوع الأذية، ويصنع بيئة محصورة للمتابعة من قبل المعنيين بالمتابعة، ولحظ المواهب واكتشافها وحتى متابعة عمل الكوادر من الناحية الفنية .

نضع هذه الملاحظات بين أيدي أصحاب القرار لننجز البناء بهوامش أقل للفشل.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
Exit mobile version