Site icon هاشتاغ

في جديد فصول قصة الشيخة لطيفة: من هي الفنلندية التي ساعدتها .. وكي

قالت تينا جوهيانين، مدربة وصديقة الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل المكتوم، حاكم إمارة دبي، إنها قررت بعد تردد الكشف عن تسجيلات الفيديو من شقة لطيفة المحتجزة بها بعد القبض عليها عندما حاولت الهرب عبر قارب، وتدعو ألا ترتد الأشرطة التي بثت الأسبوع الماضي عبر برنامج بانوراما في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بشكل سلبي على الشيخة السجينة، مع أن الإمارات نفت المزاعم، وقالت إنها تحظى برعاية جيدة من عائلتها.

وفي تصريحات نقلتها مراسلة صحيفة “صاندي تايمز” لويز كالاغان، قالت إنها تلقت في أثناء إجازة في بيت عائلتها بفنلندا في ربيع 2019 رسالة نصية من شخص غريب، وقال هذا إنه يحمل رسالة من الشيخة لطيفة، مما دعاها للقلق.
فقبل عام حاولت مساعدة الشيخة البالغة من العمر الآن 35 عاما للهرب، ولكن المحاولة تحولت إلى دراما دولية واختطاف عبر البحر، حيث هاجمت قوات إماراتية وهندية السفينة قرب شاطئ غاو.

وهما صديقتان منذ وقت طويل خاصة أنها مدربة للشيخة الإماراتية التي كانت تحاول الهروب من قبضة والدها الحديدية. والمرة الأخيرة التي سمعت من صديقتها هي أثناء المحاولة الفاشلة للهروب، وبرسالة منها فقد عادت للتواصل معها.

وتقول جوهيانين (44 عاما): “لقد فهمت مباشرة أنها منها، وكان الأمر بمثابة جنون.. لم أستطع النوم في تلك الليلة. وكنت أفكر: يا إلهي يا إلهي لقد اتصلت بي. لأنني لم أعرف في تلك اللحظة مكانها وفيما إن كانت على قيد الحياة أم لا”. وعبر رسائل مهربة، علمت أن لطيفة سجينة في فيلا بدبي.

وحمل شخص الرسائل، وطلبت جوهيانين، عدم الكشف عن اسمه، واستطاعت من خلاله تهريب هاتف لها يمكن أن تسجل لقطات عن وضعها في الفيلا. وهي اللقطات التي عرضها برنامج بانوراما الأسبوع الماضي، محدثة هزة حول العالم. وفيها تحدثت الشيخة لطيفة عن مقاومتها الجنود الذين حاولوا القبض عليها وعضت أحدهم في ذراعه حتى صرخ من الألم قبل أن تخدر وتنقل عبر طائرة خاصة إلى دبي. ووصفت الفيلا بأنها محصنة نوافذها مغطاة وبحراسات مشددة.

ونفت الحكومة الإماراتية المزاعم، وقالت إن لطيفة تعيش مع عائلتها. وكان قرار بث لقطات الفيديو صعبا، فبعد عام من الرسائل المتبادلة توقفت بشكل مفاجئ. ولعدة شهور، حاولت جوهيانين، والناشط البريطاني في حقوق الإنسان المحامي، ديفيد هيغ، وقريب لطيفة، ماركوس عيسابري، التفكير في كيفية الإعلان عن الأشرطة: “لقد التقينا ثلاثتنا عدة مرات للمناقشة وتناولنا الخيارات المتعددة. ومرة ثانية قلنا، دعونا نراجع الوضع بعد 3 أشهر”. و”بعد ذلك قلنا أخيرا، لم نسمع منها ووضعها قد يكون أسوأ مما نتوقع، ولهذا قلنا إن علينا عمل شيء”.

وتبدأ القصة الحقيقية عام 2000، عندما هربت شقيقة لطيفة الكبرى، الشيخة شمسة، المحبة لسباق الخيول من بيت والدها في لونغ كروس بمنطقة ساري. وفي 2019 قال قريب عيسابري، إنه تلقى رسالة منها في 1999 ووصفت فيها أحلامها بالحرية. لكن الأحلام لم تستمر، فقد اختطفت من كامبريدج وأرسلت إلى والدها في دبي.

وفي عمر 16 عاما، حاولت لطيفة الهرب إلى الحدود الإماراتية مع عُمان. وبحسب شريط سجل قبل هربها ونشر عام 2018، فقد تعرضت للضرب والانتهاكات لمدة 3 أعوام. وعندما خرجت من سجنها في سن الـ19 عاما لم تكن حرة ولم تستطع مغادرة دبي، غير الأكل ومشاهدة التلفاز والتسوق.

وبدأت لطيفة بممارسة هواية القفز بالمظلات التي أعطتها حيزا من الحرية. وتغيرت حياتها عندما تعرفت على جوهيانين وهرفي جوبير، الفرنسي. وبعد الحجز على السفينة، أُخذت جوهيانين إلى دبي حيث حُقق معها لمدة أسبوعين قبل أن يطلق سراحها وترحل إلى فنلندا، ومنعت من العودة إلى الإمارة.

وفي مقابلة مع جوهيانين بعد الحادثة، قالت إن كل ما كانت الشيخة لطيفة تبحث عنه هو حياة هادئة وبسيطة، وكانت ستطلب اللجوء والبحث عن عمل.

وبعد نشر الأشرطة الأخيرة، تقول جوهيانين: “عند هذه النقطة آمل أن يكون القرار الصحيح الذي سيساعدنا على تحريرها، وإلا فإنني لا أريد الندم على فعلنا وتحويل الوضع إلى أسوأ”.

ولا يعرف إن نجحت الخطة، ففي الأسبوع الماضي قال وزير الخارجية دومينك راب إن الأشرطة “تثير القلق العميق”. وتحاول الأمم المتحدة طرح الموضوع، وهم يعرفون بقصة الأميرات المختفيات.

وتعتبر الإمارات حليفا مهما لبريطانيا. ووالد لطيفة هو من أهم أصحاب اصطبلات الخيول في بريطانيا من خلال اسطبلات غودولفين ويملك مناطق واسعة من نيوماركت في سافوك وعلى علاقة جيدة مع الملكة إليزابيث.

وقالت الصحيفة، إن الكثير من الإماراتيين الذين تحدثت معهم تساءلوا عن سبب الاهتمام بقصة لطيفة. ولم تهتم صحافتهم المتزلفة بقصة الأميرات المختفيات. ونظر أحد الإماراتيين بنوع من الشك إلى كالاغان عندما سألته عن لطيفة، قائلا: “تهرب النساء في كل وقت” و”في كل أنحاء العالم يهربن وتتم إعادتهن”.
وقال إن هذا شأن عائلي، وتساءل إن كان أهل بريطانيا لا يقدرون حرمة العائلة المالكة، فأشارت إليه بأن يتابع حلقات مسلسل “التاج” الذي قدم صورة ناقدة عن حياة العائلة وقصة الأميرة ديانا، زوجة ولي العهد السابقة والتي ماتت في حادث سيارة عام 1997.

Exit mobile version