Site icon هاشتاغ

لنطلق العنان لقادة الرأي

سامر ضاحي

 

كانت نية الأمم المتحدة إنشاء “صندوق ائتماني للتعافي المبكر” في سوريا ضمن استرتيجية الأمم المتحدة بين عامي 2024 و2028؛ ومغادرة اللاعب محمد داؤود لمعكسر المنتخب قبيل المباراة أمام منتخب ميانمار من أبرز الموضوعات التي تفاعل معها الرأي العام السوري في الأسبوع الماضي.

 

يمكن تحليل التغطية الإعلامية والاستجابة المجتمعية للقضيتين بتسليط الضوء على ديناميكيات نشر المعلومات وتكوين الرأي العام وفقاً لنظرية التدفق ذي الخطوتين. إذ تشير هذه النظرية، التي قدمها لازارز وبيرلسون وجوديت في الأربعينيات من القرن الماضي، إلى أن المعلومات تتدفق في البداية من وسائل الإعلام إلى قادة الرأي الذين يقومون بعد ذلك بصياغتها ونشرها على الجمهور الأوسع.

 

وفي حالة شائعات إنشاء صندوق ائتماني للتعافي المبكر في سوريا من قبل الأمم المتحدة، بدا أن تعامل وسائل الإعلام مع القضية يفتقر إلى العمق والتحليل النقدي، فقد قوبلت التقارير الأولية عنه بالتصديق عبر سرعة التداول ليتم في وقت قصير العدول عن ذلك واعتبار الأمر مجرد إشاعة اعتماداً على خبر متداول نقلاً عن “مصادر مطلعة” مجهولة.

 

يعكس غياب التحقيق والتدقيق في هكذا خبر ، مثل طلب التوضيح من مسؤولي الأمم المتحدة أو التواصل مع أصحاب المصلحة المعنيين، فرصة ضائعة لتغطية إعلامية شاملة وخطاب مستنير، وكذلك يسلط الضوء على الافتقار إلى التحليل من قبل وسائل الإعلام ا وعلى الحاجة إلى مزيد من التدقيق والتحقق من الحقائق والمعلومات التي يتم تداولها، والتعاطي مع القضايا الحساسة المتعلقة بالمبادرات الدولية وآثارها المحتملة على سورية في هذه المرحلة.

 

وبالمثل، قدمت التغطية الإعلامية لخروج محمد داود من المعسكر الوطني منظوراً ضيقاً يركز على مطالب اللاعب المزعومة التي تم نقلها عبر وكيله. وزادت التقارير المستندة إلى مصادر لم تسمها داخل بعثة المنتخب من التكهنات حول سبب الرحيل. باعتبار ان هذه الرواية الأحادية الجانب فشلت في الخوض في التداعيات الأساسية المحتملة على الفريق وموقف اللاعب من هذه المسألة.

 

إن تطبيق نظرية التدفق ذي الخطوتين على هذه الحالات يؤكد حجم الفجوة التي تظهر الحاجة الفعلية إلى قادة الرأي في تشكيل التصور العام الذي يؤثر على نشر المعلومات. ويلعب قادة الرأي هنا ، بمن فيهم الإعلاميون، دوراً هاماً في تحليل الأخبار وتفسيرها ونقلها إلى الجمهور الأوسع. من خلال التعامل مع مجموعة متنوعة من المصادر، وتقديم وجهات نظر مختلفة، وعندها يمكن لقادة الرأي تحسين جودة المعلومات المشتركة مع الجمهور وتشجيع الحوار المستنير حول القضايا المعقدة.

Exit mobile version