Site icon هاشتاغ

“قادرون” مشروع علميّ سوري طموح ينتظر الموافقة ليبصر النور

هاشتاغ- لجين سليمان

“نقل الأبحاث من الإطار الورقي إلى الواقع العملي” بات شعارا من الشعارات الرنّانة التي نادينا ولم نزل ننادي بها طيلة السنوات السابقة، ومع كل نداء وتأكيد على ضرورة اتباع الأسس العلمية في أيّ مشروع ، لم نكن ننسى حجة الحرب. إلا أنّه وفي زحمة الحجج والشعارات ثمّة من يحاول شقّ طريق علّه يقدّم فائدة لبلاد تحتاج الكثير.

بدأ مشروع “قادرون” عام 2019 والذي هو في جوهره عبارة عن مركز للتصنيع والاستشارات العلمية، يهدف إلى تحقيق ربط فعلي بين الجامعة والمجتمع وفق أسس علمية.

يسعى هذا المشروع حالياً للتطوّر إلى “مركز التصنيع والاستشارات العلمية” بشكل فعلي وواقعي بعد الحصول على موافقة الإحداث، هذا المركز الذي يعتمد في عملهِ على تقنية التصنيع المجزّأ في أماكن وورشات مختلفة في المحافظات كافة والمناطق السورية مع توفير أكثر من مركز عمل، بحيث تتم عملية التجميع في مقر محدد للمركز، وبالتالي إنشاء نظام صناعي شبكي غير قابل للاستهداف في حالة الحروب بسبب التشعب المكاني له من جهة، ومن جهة ثانية خلق نظام علمي اقتصادي يتناسب مع الواقع الذي نعيشهُ في سوريا تحقيقاً لشعار ربط الجامعات بالمجتمع.

من الإنجازات التي قام بها المشروع تصنيع جهاز الماء المقطر المنزوع الشوارد والحمض النووي الذي صُنّع عام 2019 والمستثمَر حالياً في مخابر كلية العلوم – جامعة طرطوس، والذي يمكن استخدامهُ في العديد من المخابر العلمية والمشافي والمصانع الدوائية والغذائية، كما تمّ إجراء دراسة لتصنيع جهاز تنفس صناعي باضع وفق تقنيات مطوّرة، إلا أنّ الموافقة على هذا الجهاز لم يتم الحصول عليها بعد.

وحاليا يتم العمل على إنجاز ساحبة غازات ذكية للاستخدامات المخبرية والتي تؤمن جو عمل آمن للعاملين في هذا المجال وفق أحدث تقنيات التحكم، والتي يمكنها تغطية احتياجات الكثير من المرافق العلمية والصناعية، كما يتم وضع المخططات للعديد من الأجهزة والآلات وتجهيز طواقمها للبدء بتصنيعها محلياً فور الحصول على الموافقة بإحداث المركز، وبالتالي تكون خطوة أولى نحو إحلال بدائل المستوردات عن طريق إنجازها محلياً.

الدكتور “سعود كده” مؤسس المشروع أشار في تصريح خاص لـ “هاشتاغ” إلى أنّ “الفكرة الأساسية للمشروع لا تتعلق فقط بتصنيع الأجهزة العلمية، بل جوهر العمل الذي نعمل عليه هو أنّ الطالب الجامعي يجب أن يتخرّج من جامعته وهو متقن لشهادته وعلمهِ وقادر على المساهمة في بناء اقتصاد وطنهِ ومستقبلهِ من خلال تطبيق ما تعلّمهُ، بحيث لا تكون شهادته مجرد شهادة ورقية تُشعره بالضياع وتدفعهُ لإيجاد أول فرصة للسفر لدولة ما يبني من خلالها مستقبلهِ ويبني وطناً غير وطنهِ، وبالتالي تخسره سوريا”.

ولفت كدة إلى أنّ المشروع لا يتقيد بحدود جامعة طرطوس، فكلّ شخص يملك إبداعاً وفكرة يمكنه الانضمام إلى المشروع، لأنّ دمج العلم والصناعة يعتمد على إرادة وكادر وتخطيط، ولذلك من الممكن لكلّ شخص أن يساهم بعملية الإنجاز بمكان تواجده ما دام يمتلك الإرادة، من خلال الربط بين الخبرات للحصول على منتج نهائي قادر على تسويق نفسه بشكل مباشر وفق معايير دولية.

وأضاف “بدلاً من استيراد الأجهزة سيصبح بإمكاننا تصنيعها وإضافة خيارات أكثر تقدماً، لأنّ العملية التصنيعية، مهما بلغت درجة تعقيدها أو بسطاتها، تعتمد على مبادئ علمية، بحيث يمكننا التحكم في الآلية التقنية وفق قوانين رياضية وفيزيائية كيميائية مع إدراك المتغيرات والتعديلات التي نريد وضعها، هذه الآلية ستجعل الحدود مفتوحة، لأن جوهر عملها هو الموارد البشرية”.

وحول إمكانية التعاون مع القطاع الخاص، أشار الدكتور “كده” إلى أنّ “هناك العديد من الشركات السورية، وبعض أصحابها مغتربين ولهم نشاطات في سوريا، والتي تمتلك نشاطات في المجالات الصناعية والتسويقية أبدت رغبتها في التعاون مع فكرة المشروع، وبعضها طرح فكرة الاندماج بالمشروع وفق نظام الشركات المساهمة بحيث تكون الذراع التنفيذي والتسويقي للمركز وفق رؤى اقتصادية تفتح الأبواب أمام التصدير الخارجي”.

لم يزل المشروع ينتظر أن يُبصر النور بعد الحصول على موافقة رسمية من الجهات المعنية بالأمر، عساه يكون تجربة مضيئة في ظلّ ما تعانيهِ سوريا من أوضاعِ صعبة.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version