Site icon هاشتاغ

قصة يورغن كلوب.. المغامر الذي نقل “ليفربول” من الشك إلى الإيمان

قصة يورغن كلوب.. المغامر الذي نقل "ليفربول" من الشك إلى الإيمان

قصة يورغن كلوب.. المغامر الذي نقل "ليفربول" من الشك إلى الإيمان

زياد شعبو

قصة يورغن كلوب المدرب الألماني لنادي ليفربول الإنكليزي و هي على  مشارف ختامها تبدو كسلسلة درامية مليئة بالأحداث والتفاصيل على مر المواسم التسعة التي قضاها “كلوب” في المرسيسايد.

الدراما و كرة القدم مقولة جسدها فعلا كلوب مع ليفربول لدرجة تظن أنه يصنع تلك اللحظات عن سبق إصرار وتخطيط، فمنذ أول إطلالة له كمدرب  في عام 2015 وجه كلامه لجماهير النادي وأطلق وعده الشهير “علينا أن نتحول من الشك إلى الإيمان”، لتبدأ السلسلة الدرامية مع فريق متهالك و دون أي إضافات ليصل به لأول  نهائي أوروبي على مستوى بطولة  اليورباليغ ويخسره أمام إشبيلية. ليعود ويلملم بقايا فريقه مع انتدابات مغمورة حينها مثل أندرو روبرتسون وترفيعات من الأكاديمية مثل أرنولد.

يخسر النادي بعدها لقب البريميرليغ في الأمتار الأخيرة أمام منافسه مانشستر سيتي وبفارق نقطة واحدة وبخسارة وحيدة جامعا 97 نقطة في محصلة درامية وقف لها أهم المتابعين احتراما للمجهود الاستثنائي الذي بذله ليفربول.

مرورا بلحظة الظفر بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز بعد غياب 30 عاماً عن هذا التشريف. ذاك اللقب الذي  ترافق مع أغرب سيناريو تشهده البشرية في تاريخها الحديث في مواجهة  جائحة كورونا.

وحتى لحظة الريمونتادا الشهيرة على برشلونة في نصف نهائي الأبطال لموسم 2019/2020، تلك المباراة التي صنفت ضمن أفضل مباريات في تاريخ البطولة، ليصل إلى النهائي ويظفر بلقب البطولة رغم كل الظروف.

في الكثير من المباريات كان كلوب  وفريقه في ظروف غير اعتيادية حتى وصل لخلاصته الشهيرة ” كرة القدم هي الشيء الوحيد الإكثر إلهاما من السينما”.

مختصرا كل دقائق المباريات التي خاضها بما فيها من تحولات وظروف سبقتها.

كلوب المغامر المراوغ

كلوب لم يحظ برفاهية الإدارة الكريمة رغم تحويله ليفربول لمشروع استثماري حي و منافس بشكل مستمر.

لكنه بطبعه الألماني كان مغامرا و مراوغا استطاع أن يصنع من لاعبين مغمورين نجوما استثنائيين، والحديث في الأمثلة يتيح التوضيح وعلى سبيل الذكر أرنولد من أكاديمية النادي، وأندرو روبرتسون  القادم من سندرلاند هما الآن في المرتبة الأولى والثانية كأفضل مدافعين في صناعة الأهداف بتاريخ البريميرليغ.

كما أن انتداب محمد صلاح من روما في مغامرة صنع بعدها صلاح أرقاما قياسية تحت قيادة كلوب، والوحش الذي أخرجه من البرازيلي روبيرتو فيرمينو القادم من هوفنهايم بأرقامه المتواضعة هناك، وليس آخرا كان تعاقده مع الياباني واتارا ايندو بعمر 30 عاما ليوظفه في فترة وجيزة كأحد أفضل لاعبي الارتكاز في الموسم الحالي.

تمثلت مناورة كلوب الأهم في إقناع ملاك النادي في بناء جديد لمركز التدريبات يضم فيه فرق الأكاديمية إلى جانب الفريق الأول في مكان واحد، وهذا ما ساعده على الإشراف القريب على مواهب النادي، الأمر الذي انعكس سريعا في ضم مجموعة جديدة من اللاعبين لتأمين مستقبل النادي.

كل ذلك ترافق مع تواجد منافسين نالوا من سوق الانتقالات أهم المواهب والأسماء مثل السيتي غوارديولا  وتوتنهام وتشيلسي .

كلوب بنى أحلامه على المغامرة  والمراوغة وأسس مجده مستندا على الحالة العاطفية التي خلقها مع جمهور النادي وكسب من مؤتمراته الصحفية حروبا شهدت عليها كرة القدم في إنكلترا والعالم، ولعل كلمات خطابه الشهير عندما نال لقب أفضل مدرب في العالم تصلح لأن تكون خلاصة فهمه لهذه اللعبة وأثرها في المجتمع والفرد.

المرحلة التي قضاها كلوب في ليڤربول هي أجمل حكايات كرة القدم الأصيلة العاطفية القريبة لقلوب وعقول كل جماهير كرة القدم رغم  تنوع أجيالها.

خرج كلوب بلحظة غير متوقعة ليلعن نهاية هذه القصة في ختام الموسم الحالي، وبأنه لابد من إجازة طويلة بعيدا عن كرة القدم، فكمية الضغط النفسي  والذهني التي عاشها خلال الأعوام الماضيه كانت كفيلة بانهياره لو استمر لموسم إضافي.

Exit mobile version