Site icon هاشتاغ

كمشة حكي …رسالة إلى …بايدن!

هاشتاغ سورية- رأي – عصام داري
اسمحوا لي اليوم أن أكتب بما يشبه السياسة،لأنني منذ فترة طويلة قررت عدم الكتابة في الموضوعات السياسية لأسباب لن أذكرها للضروريات الأمنية،وأقصد تحديداً أمني الخاص!.

ولأن الموضوع هام وحساس وكبير جداً فقد رأيت-بعد اجتماع مغلق وسري بيني وبين نفسي أن أوجه رسالة للسيد جو بايدن،الرئيس الأمريكي الجديد قبل أن يدخل برجله اليمنى إلى البيت الأبيض.
وبما أنني لا أعرف عنواناً ثابتا للسيد بايدن،فقد رأيت أن أكتب هنا في هذا المجال المفتوح أمامي،وأرجو من الله عز وجل أن يلهم أي شخص قادر على الوصول للرئيس المنتخب بإيصال رسالتي هذه للضرورة القصوى!.
سيادة الرئيس بايدن ..
أنت رئيس أقوى دولة على كوكب الأرض،لكن هذا لا يعطيك الحق في مسح دول وأنظمة حكم وحركات يسارية أو يمينية في هذا الكوكب،وما دمتم في أمريكا تتحدثون عن الديمقراطية والحريات العامة والحوار بين الشعوب تعال إلى طاولة الحوار معي أنا شخصياً وليس مع ما تسمونه(النظام السوري)وكأن كلمة النظام شتيمة أو اتهام بجريمة – لا سمح الله –فالنظام كلمة تعني الأنظمة والقوانين وهي عكس الفوضى.
المهم فأن الولايات المتحدة الأمريكية التي ستحكمونها أربعة أعوام كاملة –إذا أعطاكم الرب العمر –تفرض عقوبات صارمة علي أناوعلى كل السوريين الموجودين على الخريطة السورية التي مزقتموها باحتلالكم لجزء منها وبتشجيعكم لدول أوربية ولتركيا وإسرائيل،تلك العقوبات التي لا تصيب ما تسموه(النظام السوري)بل المواطن السوري لفهل لكم أن تراجعوا تلك العقوبات وتعرفوا أنكم سبب فقر وجوع ومرض السوريين،وأنا في مقدمتهم.!.
أعجبني خطابك الأخير صديقي بايدن،فقد
قلت في خطابك أن 15 دولاراً في الساعة للعامل غير عادلة،هل تعلم سيدي الرئيس أنني بعد ما يقارب النصف قرن من العمل لا يتجاوز راتبي التقاعدي عتبة العشرين دولار،أي ما يعادل عمل شخص أمريكي لمدة يوم وثلث اليوم؟.
أريد أن أطرح عليك سؤالاً مباشراً بالله عليك كم ساعة تقنين للكهرباء في بيتك،أو قصرك الخاص،وكم تنتظر كي يأتي دورك في اسطوانة الغاز المنزلي،وهل تقف بالطابور لتحصل على ربطة خبز واحدة،وكم ساعة تحتاج لتأخذ حصتك من البنزين والمازوت وزيت القلي وغير ذلك؟..
آها..يعني أنك لا تعاني من كل ما تقدم،تماماً مثل مسؤولينا الذين يصلهم كل شيء دون أن يحركوا ساكنا،المواطن السوري الفقير والجائع والبائس(Miserable) بالإنكليزية وحده الذي يدفع الثمن،وإن لم تصدق أدعوك على فنجان قهوة في مقهى النوفرة التراثي خلف الجامع الأموي وكنيسة حنانيا ،وسأدفع أنا ثمن القهوة وصحن الفول المدمس الدمشقي العريق،من دكان عبد المجيد أو بوز الجدي،ليس بخلاً مني أن تكون دعوتي غلى الغداء على صحن الفول،بل لأني فعلاً وقسماً لا أملك ثمن وجبة يدخل فيها أي اسم من اللحوم.
هذه رسالة أولية للسيد بايدن،وقد أرسل له رسالة أخرى في وقت لاحق،وعليه أوقع:
المواطن السوري:عصام داري

Exit mobile version