Site icon هاشتاغ

كم يحتاج السوريون إلى “ميثاق البارودي”

رأي – أيهم أسد

يعتبر فخري البارودي (1889 – 1966) أحد الشخصيات الوطنية السورية التي تركت أثراً كبيراً في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في سورية عموماً ومدينة دمشق خصوصاً.

كيف لا وفخري البارودي كان قد انتسب إلى حزب الشعب ومن ثم انضم إلى الكتلة الوطنية وكان نائباً عن دمشق، وأحد وجهائها، وهو من ألف قصيدة “بلاد العُرب أوطاني” التي ما زلنا نرددها حتى الآن.

وإلى جانب النشاط السياسي والاجتماعي والثقافي كان البارودي صاحب رؤية اقتصادية قائمة كلياً على “التصنيع” ومرتبطة بالاعتماد على الموارد الوطنية أكثر من ارتباطها بالتجارة الخارجية، وروج البارودي مشروعه بشكل شخصي وحاول تعميمه على الناس.

كان اسم مشروع البارودي الاقتصادي “صنع في سورية”، وكان يهدف إلى تشجيع الصناعة الوطنية، وقد بدأه البارودي بوضع “الميثاق الاقتصادي” ووزعه على تجار دمشق، طالباً من الجميع أن يعتبروه نبراساً في عملهم التجاري.

وجاء في الميثاق أن “السنطيم أساس المليون، والمال أساس الاستقلال”، ثم أضاف البارودي جملته المشهورة “من أراد حياة بلاده يعمل بميثاقها الاقتصادي”.

وكان ميثاق البارودي يطلب من التجار عدم استيراد ما هو موجود في الأسواق المحلية، ويشجع الناس على شراء حاجاتهم من مزروعات و أجبان وقطنيات وملابس محلية.

وكان البارودي يدور على أسواق العاصمة ويخاطب الناس بنفسه قائلاً “الجهاد لا يكون بحمل السلاح فقط، الجهاد الاجتماعي والثقافي والاقتصادي لا يقل قداسة عن محاربة العدو”.

والواضح تماماً أن البارودي كان يدرك أن الاقتصاد الوطني لا يقوى إلا بالتصنيع والإنتاج وأن رأس المال الإنتاجي الوطني والتراكم الاقتصادي الوطني سيقود حتماً إلى استقلال حقيقي؛ استقلال سياسي واقتصادي.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

أكثر من نصف قرن مرت على وفاة فخري البارودي لكن فكرته لم تمُت، بل ربما نحن بأمس الحاجة إليها اليوم وأكثر من أي وقت مضى.

ما أحوجنا اليوم إلى “ميثاق اقتصادي” وطني جديد.

ما أحوجنا اليوم إلى رأس مال إنتاجي وطني يُنتج ويراكم.

ما أحوجنا اليوم إلى دمج رأس المال الوطني مع الموارد الوطنية المحلية.

ما أحوجنا اليوم إلى تقليل استيراد ما يمكن إنتاجه.

ما أحوجنا اليوم إلى إعادة إحياء فكرة البارودي.

ما أحوجناِ اليوم إلى إعادة الحياة لهذه البلاد التي تستحق الحياة.

Exit mobile version