Site icon هاشتاغ

كوبر أمام رهان الوقت

كوبر أمام رهان الوقت

كوبر أمام رهان الوقت

هاشتاغ-زياد شعبو

انتظرت جماهير المنتخب، الظهور الأول تحت قيادة المدير الفني الجديد الأرجنتيني هيكتور كوبر.

الانتظار هذه المرة اختلف كلياً عن المرات السابقة، فالحماس الممزوج ب”النشوة” الإعلامية التي رافقت توقيع كوبر و المدربين المرافقين كانت كبيرة على قدر ما يحلم به جمهور كرة القدم السورية، و على قدر ما يحمله كوبر نفسه، و مرافقيه من مسيرة ظافرة بالنجاح الكروي.

لعل “الزلزال الكبير” وحده ما أخمد نار الخبر و جعله ثانوياً في الحياة اليومية للسوريين. عقب انتظار يأتي كموعد “للفرج” بعد صبرٍ طويل على خيبات كرة القدم السورية.

كان المشهد الأول أمام منتخب تايلند في الإمارات في أول مباراة ودية دولية يوم السبت الفائت، حيث حضر فيها النسور بانتصار تاريخي بثلاثة أهداف مقابل هدف تناوب على تسجيلها عمر السوما و عمر خريبين و محمد الحلاق في مباراة تميز فيها الثلاثي الواعد عمار رمضان و محمد ريحانية و محمد الحلاق.

مباراة كسرت سلسلة من سبع هزائم متتالية و سجلت كأول انتصار للمنتخب هذا العام.

وفي المشهد الثاني أمام البحرين، كانت الهزيمة بهدف مقابل لاشيء، وجرب فيها كوبر بقية اللاعبين، في محاولة منه لرسم تشكيلة أولية تحاكي افكاره و تناسب إمكانيات اللاعبين.

ما يمكن قوله هنا هو إن إدارة ملف كرة القدم السورية لم تخرج بعد من دائرة التخطيط قريب الأجل، والأهداف المقبلة كبطولات واستحقاقات و جدول زمني ضاغط، ولذلك تبقى النتائج وحدها معيار الاستمرار مع المدرب من عدمه.

لاشك؛ يُسجل للاتحاد الحالي بقيادة صلاح الدين رمضان النجاح بإبرام أهم صفقة في تاريخ كرة القدم السورية والتوقيع مع كوبر، لنتفاجأ مجدداً بأن العقد يمتد ليغطي تواجد نسور قاسيون في كأس آسيا “قطر 2024″مطلع العام المقبل، فيما بات واضحاً ان اللعبة الأكثر شعبية تحتاج لتخطيط بعيد المدى في ظل واقع يحتاج أساساً “لإعادة إعمار كروية” تبدأ من الفئات العمرية مع كل مستلزمات البنى الفنية والتحيتة والإدارية، وخاصة أن المشكلة لم تعد بحاجة لعملية تنظير، فالمواهب حاضرة دائما و مشكلة الألعاب الجماعية مستعصية حتى الآن في تحسين الجودة ورفع الكفاءة الجماعية وخلق الحافز وتنميته وتكوين شخصية تمثل هوية المنتخب، بالرغم من أن التجارب العالمية نماذج حاضرة، وكذلك الإقليمية، وليس آخرها قطر سانشيز، كما لن يكون برانكو إيفانكوفيتش مدرب سلطنة عمان الأخير.

هذا الحال دفع كوبر ليعتمد على نخبة من اللاعبين المحترفين و المحليين في عودة لأسماء جاهزة كخبرة في المباريات الدولية، لكنها راكمت من خذلان الجماهير في الكثير من المناسبات، وهنا أوضح كوبر هدفه خلال المؤتمر الصحفي الرسمي الأول في مقر الاتحاد حين قال: “كل لاعب لا يبذل كل ما لديه لقميص المنتخب سيكون خارج صفوفه” معتمداً على الروح التي ميزت شخصية لاعب المنتخب السوري.

لن تتضح معالم كوبر الفنية في مباراة أو حتى ثلاث في المرحلة المقبلة، لكنها ستخرج حتماً بخلاصة من “جرب المجرب عقلو مخرب “، و تدريجياً سيدخل أدوات جديدة و يُخرِج لاعبين من قائمته، وهو الذي اتفق مع رمضان على عامل الوقت لإخراج الصورة النهائية.

لكن الجميع ينتظر أيضاً تغير القواعد النمطية من قبيل “المشاركة في هذا العرس” و تقديم “أداء مشرف” و “مصادفة الطفرات” نحو تحقيق إنجازات طال حصادها.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
Exit mobile version