Site icon هاشتاغ

ماذا تخسر مصر من توقف حركة الملاحة بقناة السويس؟

جهود عدة بذلتها الحكومة المصرية لتعويم وقطر السفينة العملاقة التي جنحت أثناء عبورها قناة السويس، وتسببت في تعطل حركة الملاحة البحرية، ما أدى إلى مزيد من التأخيرات في حركة السفن في هذا الشريان التجاري المهم الذي يربط بين البحر المتوسط والبحر الأحمر.

ونقلت وكالة “بلومبيرغ”، عن مصادر بهيئة قناة السويس المصرية، أنه من المقرر استئناف جهود تعويم السفينة صباح اليوم الخميس.
وتعد “إيفر جيفن” التي يبلغ طولها 400 متر واحدة من أكبر ناقلات الحاويات في العالم.
في الوقت نفسه، وصلت قاطرة الإنقاذ الهولندية “سميت” وعلى متنها فريق من 8 أفراد للمساعدة في تعويم السفينة التي تبلغ حمولتها الإجمالية 224 ألف طن والعالقة وسط القناة.
وقال مارتن شوتيفر، المتحدث باسم الشركة الأم لقاطرة الإنقاذ الهولندية “بوسكاليس”، إنه قد يتعين تخفيف حمولة السفينة لإعادة تعويمها وقطرها عن طريق إنزال بعض العناصر غير الضرورية مثل مياه الصابورة التي تساعد في الحفاظ على ثبات السفن أثناء الإبحار.

185 سفينة تنتظر!

في الوقت نفسه، كشفت وسائل إعلامية، أن حادث جنوح السفينة يمكن أن يرجع إلى سوء الأحوال الجوية والضباب الذي يتسبب في ضعف الرؤية أو بسبب عطل بالسفينة، وليس بسبب خطأ شخص بعينه.
وهناك ما يقرب من 185 ناقلة راسية في انتظار عبور القناة حتى صباح أمس الأربعاء، وهو آخر موعد توافرت فيه بيانات محدثة حول انتظار السفن.
ومن بين السفن التي تنتظر المرور بقناة السويس 40 سفينة بضائع صب والتي تنقل سلعاً تتراوح من المحاصيل إلى البضائع الجافة مثل الأسمنت، إضافة إلى 8 سفن تنقل ماشية حية وناقلة مياه.
وبحسب شركة “كبلر”، هناك أيضاً 17 ناقلة نفط تحمل ما يقرب من 8.8 مليون برميل من الغاز الطبيعي المسال، بحسب ما أفادت شركة الأبحاث “كبلر”.
وفق وكالة “رويترز”، ربما تضطر شركات الشحن إلى تغيير مسارات السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح إذا استمر توقف قناة السويس لأكثر من 24 ساعة.
وتزيد الحاجة إلى مزيد من الوقت لإنهاء تعطل قناة السويس من حساسية الوضع الحالي، إذ يمر ما لا يقل عن 12 في المئة من التجارة العالمية عبر هذا الممر الملاحي.
وقال تقرير “بلومبيرغ”، إن “التأخير حتى وإن كان لمدة يومين سيزيد من اضطراب سلاسل التوريد وسيؤدي إلى إبطاء تسليم البضائع إلى الشركات في جميع أنحاء بريطانيا وأوروبا”.

ماذا لو استمر توقف حركة الملاحة؟
حول ما الذي يمكن أن يحدث إذا استمر توقف حركة الملاحة بقناة السويس، فإنه من غير المرجح أن يكون هناك تأثير كبير على حركة الشحن العالمية إذا استمر هذا الوضع يوماً أو يومين. فيما حذرت وكالة “بلومبيرغ”، من أن توقف حركة الملاحة بالقناة لفترة أطول من ذلك قد يؤدي إلى تعطل سلاسل التوريد التي تعاني بالفعل من تداعيات جائحة “كوفيد-19”.
وأشارت الوكالة إلى أن هناك ثمة خطر كبير آخر يتمثل في ازدحام الممرات المائية الأخرى حول العالم وتكون نقاط اختناق مع تكدس المزيد من السفن على طول قناة السويس وقناة بنما ومضيق هرمز ومضيق ملقا في جنوب شرقي آسيا. وقالت إن ناقلة “إيفر جيفن” واحدة من بين أكبر سفن الحاويات في العالم وكانت محملة بأقصى حمولة لها عندما تعطلت بالقناة.

مصر وتعويضات ضخمة!
من ناحية أخرى، تدرس الحكومة المصرية تقديم تعويضات للسفن العالقة والتي يمكن أن تواجه تأخيرات لحين استئناف حركة الملاحة بالقناة، بحسب بيان حديث لهيئة قناة السويس. وقالت مصادر بقطاع الشحن البحري، إن هيئة قناة السويس يمكنها المطالبة بتعويضات بملايين الدولارات من الشركة المالكة للسفينة الجانحة، وهي شركة “شوي كيسن كيه كيه” اليابانية، وشركات التأمين التي تتبع لها السفينة نظراً لما يمكن أن تتكبده الهيئة من خسائر في إيرادات القناة جراء الحادث، حتى وإن جرى إعادة تعويم السفينة بسرعة. ومن المحتمل أن تشهد شركة “قطرغاز” المنتجة للغاز الطبيعي المسال تأخيرات في جدول تسليم شحناتها في مطلع نيسان/أبريل، إذا استمر تعطل حركة الملاحة في قناة السويس.
كانت ناقلة الحاويات العملاقة “إيفر جيفن” التي تشغلها شركة الشحن التايوانية “إيفر جرين” في طريقها صباح الثلاثاء الماضي، متجهة من الصين إلى مدينة روتردام الهولندية عندما تسببت الرياح الشديدة والعاصفة الترابية في فقدان طاقم السفينة السيطرة عليها، مما أدى إلى انحراف السفينة واصطدامها بجانب القناة، لتسد واحداً من أكثر الممرات التجارية ازدحاماً في العالم.

ماذا تخسر مصر من توقف حركة الملاحة؟
وحول الخسائر التي تتكبدها مصر بسبب تعطل حركة الملاحة في قناة السويس، كشف تقدير تقريبي أن تكلفة انسداد القناة تبلغ حوالى 400 مليون دولار في الساعة، بناءً على حسابات من شركة “للويدز ليست”، التي تشير إلى أن حركة المرور المتجهة غرباً تبلغ قيمتها حوالى 5.1 مليار دولار في اليوم، وحركة المرور المتجهة شرقاً تبلغ 4.5 مليار دولار تقريباً.

وأمس الأربعاء، كانت 185 سفينة تنتظر عبور القناة، وحوالى 34 سفينة حاويات مستأجرة من قبل شركة “ميرسك” وخطوط الشحن الأخرى إما عالقة في القناة أو في طريقها، وفقاً لشركة تتبع سلسلة التوريد. كما تشير التقارير الأولية إلى أن 10 ناقلات نفط تحمل ما مجموعه 13 مليون برميل قد تتأثر بالاضطراب.

Exit mobile version