زياد شعبو
انتهت تجربتنا الآسيوية السابعة (قطر 2023) بتقدير ناجح بعد تجاوزنا لدور المجموعات و التأهل لأول مرة إلى دور الـ 16 والخروج أمام المنتخب الإيراني بركلات الترجيح.
يبدو الرضا الجماهيري العام مؤشرا أساسيا في الخطة القادمة بالتصفيات المشتركة المؤهلة لكأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027 و ما بينهما في كأس العرب قطر 2025 بقيادة كوبر وطاقمه.
هوامش السلبيات على قلتها لابد من معالجتها، فظهور المنتخب بالشكل الهجومي كان ينقصه الفعالية أمام شباك الخصوم مترافقا مع البطء بالتحولات خلال معظم المواجهات، إضافة إلى افتقار دكة المنتخب للحلول.
عموما هذه السلبيات الواضحة يجب أن تكون أولوية في المعالجة خلال الفترة المقبلة مع تدعيم لخطوط المنتخب وتنويع الحلول في الدكة.
هذه الهوامش لم تطغى على الإيجابيات والشكل العام الذي ظهر فيه المنتخب ونال على أساسها كل الإشادة، والقيمة الإضافية التي قدمها اللاعب المغترب برزت بشكل واضح وعلى وجه الخصوص مع خليل الياس و ابراهيم هيسار.
ومن أهم الإيجابيات أيضا هي الحالة الانضباطية للمنتخب و الحالة البدنية أمام منتخبات آسيا الكلاسيكية مثل أوزباكستان و إيران و أستراليا التي تتمتع بقدرات بدنية تفوقنا، عدا عن الإمكانيات الفنية، إضافة لظهور واثق ومتمكن لمواهبنا الشابة كعمار رمضان ومحمود الأسود.
منصة البطولة الآسيوية فتحت الأبواب لاحتراف اللاعب السوري في دوريات آسيوية قريبة جغرافيا ما يتيح الفرصة للمتابعة بشكل أقرب، و بمعيار أهم هو اللعب في مدارس آسيوية تتيح الاحتكاك الأمثل لنوعية اللاعب المغترب مع هذه المدارس، و من هنا تكمن الإيجابية باحتراف خليل الياس في الدوري الماليزي و ابراهيم هيسار في الدوري الإيراني، ما سيضيف لمقدراتهم الفنية مزايا التكيف التام مع الكرة الآسيوية.
المرحلة المقبلة يجب أن نتعامل معها بنفس الثقة و بهدف واضح لتحقيق حلم الكرة السورية المونديالي، والسعي الحريص لانتقاء اللاعبين المغتربين بالجودة المطلوبة وضمان تواجدهم في وقت مبكر من التصفيات الطويلة لتلافي مشاكل الانسجام بشكل أسرع.
هذا المنتخب نجح في رفع سقف طموحاتنا، و لانملك إلا أن نقدم كامل الدعم لهذه المجموعة بقيادة كوبر عسى الأيام القادمة تحمل لنا خليطا من الأخبار الجيدة مع انضمام المزيد من اللاعبين وتقديم صورة أمثل للكرة السورية لتنهض من جديد كرتنا المحلية على مستوى الأندية.