Site icon هاشتاغ

حلب.. محلات لبيع الجوالات والفلافل يحولها أصحابها لبيع “غزل البنات”

غزل البنات

هاشتاغ_رحاب الإبراهيم

فضلت بعض المحال التجارية تغيير “كارها”، الذي تعمل به، والتوجه نحو تصنيع “غزل البنات” في شهر رمضان.

فهذا الصنف الشعبي الذي يعد من التراث الحلبي، كما دون على جدرانها مع ذكر مكونات إعدادها بشكل صريح، مربحة، وإن ارتفعت أسعارها إلى حدود غير مسبوقة، ما حرم عائلات كثيرة من شرائها، بعد ما تجاوز سعر الكيلو 50 ألف ليرة حسب حشوتها سواء أكانت بالفستق الحلبي أو الجوز أو القشطة.

عند رؤية غزل البنات بشكلها الأبيض الجميل في المحال القريبة من بعضها، والعمال الذين يعملون بهمة وقد غطى الطحين وجوههم، تدرك أنها لن “تنقرض” بسبب الغلاء كبعض الحلويات الشعبية الأخرى، وستبقى جزء من طقوس أهل حلب في رمضان.

جوالات واكسسواراتها

منتجون “لغزل البنات” أكدوا لـ”هاشتاغ” أن ارتفاع أسعار هذه المادة خفض الإقبال على الشراء، وهو ما يشير إليه علاء الدين الذي يصنع هذه الحلوى بمساعدة عدد من العمال في محل كان مخصص لبيع أجهزة الجوال واكسسواراته بقوله: المقتدر يأخذ حاجته ومن أغلى وأفخر الأنواع مهما بلغ السعر و”الدوريش” يكتفى بقطعة واحدة، التي يبلغ سعرها بين 2000- 3000 ليرة حسب نوعها” ويضيف مازحاً : ونحن لم نعد نقدم “ضيافة” وإن كنا لا نرد سائلا”.

ويؤكد أن الغلاء عام وليس حكراً على غزل البنات، وإن كانت مستلزمات صناعتها شهدت ارتفاعاً أكبر وخاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية كالسكر والطحين كونها مستوردة إضافة إلى الفستق والجوز وأجور العمال.

وبين أن الطلب على هذه “الأكلة” يزداد قبل الافطار رغم ارتفاع أسعارها، كما يوجد تواصي وطلبات خاصة.

وينهي حديثه بتأكيده بأنه ورث هذه المهنة عن أبيه منذ 50 عاماً، وفي كل عام يستأجر محل لتصنيع عزل البنات.

كار “عائلات”

أغلب من يعمل في تصنيع غزل البنات هم عائلات معروفة بذاتها كالدليل وصابوني والفتال وغيرهم، حيث أكد لـ”هاشتاغ” الرجل السبيعي عبد الحميد الدليل أنه يعمل في هذه المهنة منذ أربعين عاماً، وقد ورثها عن أبيه وجده، مشيراً إلى أن محله بالأساس كان لتصنيع وإعداد الحلويات لكن في شهر رمضان يقلب مهنته إلى تصنيع غزل البنات، ويشير إلى أن أغلب العمال ويتجاوز عددهم العشرة تقريباً هم من العائلة نفسها باستثناء عدد محدود يتركون أشغالهم كالخياطة وتصنيع الحلويات ويأتون للعمل بهذه المصلحة لحين انتهاء شهر رمضان ثم يعودون إلى كارهم.

وبين الدليل أنه يصنع غزل البنات بأنواع وسويات مختلفة تناسب كل الأذواق والشرائح الاجتماعية حتى يتمكن الجميع من شرائها. ولفت إلى أن الحكومة تدعم هذه الأكلة إلى حد ما عبر منحهم الطحين مدعوماً والغاز أيضاً وخاصة أن غزل البنات يحتاج إلى “نار” متواصلة بحيث تستهلك الغاز كثيراً، مؤكداً إلى أنه كان يورد سابقاً إلى المحافظات الأخرى مع التصدير إلى دول كروسيا، لكن اليوم يكتفي بالتصنيع المحلي لحلب فقط.

الشاب ربيع فتال الذي كان محله مختص ببيع الفلافل والوجبات السريعة انتقل للعمل مع إخوته الخمسة في تصنيع غزل البنات، إضافة إلى شابتين من العائلة ذاتها مهمتهما البيع.

أضاف أن نقص السيولة لدى المواطنين، قلص الطلب على طلبها قياساً بسنوات سابقة، كانت العائلات تشتريها بكميات كبيرة، لكن اليوم يكتفون بالكيلو أو القطعة حسب الوضع المادي.

نصف راتب…؟!

سعر كيلو غزل البنات يحتاج إلى نصف راتب الموظف تقريباً، وهو ما يؤكده بسام شرباني بإشارته إلى أنه لا يستطيع شراء نصف كيلو ولا حتى قطعة واحدة، بسبب الغلاء الكبير، الذي أثر على معيشة كل العائلات الحلبية، وإذا كان لا يستطيع شراء اللحوم والفروج، فكيف يفكر في شراء غزل البنات حتى لو رغب هو وأولاده فيها.

تتفق معه السيدة الأربعينية جومانا كما عرفت عن نفسها بأن ارتفاع أسعار غزل البنات دفعها إلى الامتناع عن شراءها هذا العام، أو الاكتفاء بقطع قليلة.

وقالت إنها اليوم مضطرة إلى شرائها بسبب وجود مناسبة اجتماعية عند عائلتها، ومن الشائع في الموروث الحلبي حضورها على المائدة.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version