Site icon هاشتاغ

“بهمّة أهل الخير “.. مخابز خيرية تطعم آلاف العائلات “المستورة” في قضاء عاليه اللبناني

هاشتاغ- يوسف الصايغ (بيروت)

شهد لبنان خلال الأيام والأسابيع المنصرمة أزمة رغيف حادة، وجاء ذلك على خلفية الأزمة الاقتصادية التي يشهدها لبنان، والشح الحاصل في كميات الطحين لدى الأفران.

يتزامن ذلك مع تراجع قدرة مصرف لبنان على تأمين الاعتمادات اللازمة للمطاحن كي تقوم بتأمين كميات الطحين اللازمة، حيث بات دور المصرف المركزي مقتصراً على دعم الطحين المخصص لإنتاج الخبر العربي فقط.

لكن ذلك لم يمنع من ارتفاع سعر ربطة الخبر من 1500 ليرة إلى 13 ألف ليرة لبنانية حالياً، بينما تم بيع ربطة الخبز في السوق السوداء خلال ذروة الأزمة بحوالي 25 ألف ليرة لبنانية كحد أدنى.

على وقع الأزمة

على وقع أزمة الرغيف برز دور المخابز الخيرية المجانية أو شبه المجانية التي نشأت على شكل مبادرات فردية أو جماعية، من أجل تأمين رغيف الخبز للمواطنين والمقيمين في لبنان، والحد من آثار الأزمة الاقتصادية التي استفحلت بشكل كبير، لا سيما في وجه ذوي الدخل المحدود،د.

ومع تفاقم أزمة الخبر باتت المخابز الخيرية مقصدا للمواطنين والمقيمين للحصول على ما يسد رمق عائلاتهم.

ففي بلدة شارون – قضاء عاليه، تم إنشاء المخبز الخيري منذ حوالي العام تقريبا بمبادرة من رجل الأعمال المغترب في الولايات المتحدة الأميركية نمر الصايغ، الذي يتولى تأمين مستلزمات المخبر الذي ينتج أسبوعيا حوالي 600 ربطة من الخبز المرقوق، حيث تتولى مجموعة من سيدات وشابات البلدة عملية إنتاج الخبز الذي يوزع مجانا على أبناء البلدة والمقيمين فيها.

وتلاقي هذه المبادرة دعما من قبل أصحاب الأيادي الخيرة، التي تساهم بدورها في تأمين بعض متطلبات المخبز من غاز وطحين وخميرة.

كما تطوع مجموعة من شباب وشابات البلدة للعمل في المخبز، ما يعكس حجم التكافل الاجتماعي.

مبادرات من رحم المعاناة..

رئيس بلدية شارون مهنا البنا يشير في حديث لهاشتاغ إلى أن “الأزمة الاقتصادية انعكست على حياة المواطنين بشكل مباشر، وظهر ذلك من خلال ازمة الخبز والطوابير أمام الأفران”.

ويؤكد البنا على اهمية المبادرات الاجتماعية التي تولد من رحم المعاناة، ومن ضمنها مبادرة المخبز الخيري في بلدة شارون، التي شكّلت نموذجا للتكافل الاجتماعي في أبهى صوره وفق تعبيره.

كما يشدد على أهمية تعزيز مفهوم التعاون ضمن المجتمعات من أجل مواجهة الأزمات ومنع تفاقمها،
لا سيما مع اشتداد الأزمة الاقتصادية – الاجتماعية واستفحالها، ما يتطلب مضاعفة الجهود من أجل
وضع خطة طوارىء وتشكيل خلية أزمة، تكون قادرة على تأمين الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة.

في بلدة بيصور – قضاء عاليه أيضا، تم إنشاء فرن يقوم بصناعة الخبز العربي من طحين القمح.

ويشرح صاحب المبادرة فراس ملاعب لهاشتاغ كيفية انطلاق الفكرة كمبادرة أهلية مع بدء أزمة كورونا، حيث تم تجهيز المخبز وإطلاق العمل بعد جمع تبرعات من المغتربين والمقتدرين، وعندما حصلت أزمة الرغيف كان المخبز جاهزا لتلبية حاجة أبناء البلدة والجوار.

وعن كيفية تأمين الخبز، يشير ملاعب إلى أن “أصحاب الأيادي البيضاء والمتمولين من محبي أعمال الخير
يدفعون ثمن ربطة الخبز بسعر يفوق سعرها الحقيقي بأضعاف مضاعفة، الأمر الذي يساهم في
تأمين الخبز للعائلات المستورة التي لا قدرة لديها على شراء ربطة الخبز بشكل مجاني، حيث تصلها ربطة الخبز الى المنزل”.

ويشير ملاعب الى أهمية التكافل والتضامن الاجتماعي في التصدي لأزمة الخبز التي شهدها
لبنان، ويلفت في هذا السياق إلى قيام إدارة المخبز بتأمين كميات كبيرة من الطحين والمحروقات
قبل الأزمة، الأمر الذي ساعدهم على الاستمرار بتأمين رغيف الخبز عند اشتداد أزمة الرغيف”.

أزمة الطحين..وسيناريو أزمة المحروقات..

وعلى صعيد أزمة الخبز وفقدان الرغيف المرتبطة بعدم تأمين مصرف لبنان الاعتمادات اللازمة لتأمين
الطحين، يرى الخبير الاقتصادي أحمد بهجة في حديث لهاشتاغ أن “ما نشهده حالياً على صعيد أزمة
الطحين يشبه سيناريو أزمة المحروقات التي سبقت رفع الدعم عنها”.

وإذ يحمّل الخبير مصرف لبنان والحكومة المسؤولية عن توفير أهم سلعة للمواطن؛ أي رغيف الخبز،
يكشف بهجة عن تقصير وزارة الاقتصاد في عملها الرقابي من خلال مطابقة كميات الطحين بالخبز المنتج.

كما يتحدث عن عمليات الاحتكار من قبل تجار الطحين، بينما يقوم جزء كبير من الأفران باستعمال الطحين
المدعوم المخصص لإنتاج الخبز، في صناعة منتجات أخرى ما يؤدي الى فقدان الطحين المدعوم.

ويختم الخبير بهجة حديثه لافتا إلى أن الحل لأزمة الطحين يعتبر مؤقتا، ومن الأفضل العمل على إصدار
بطاقة تموينية للعائلات اللبنانية بحسب عدد أفرادها، وبعدها يمكن رفع الدعم عن الطحين، وهذا ما يحول دون حصول أزمة خبز مجدداً” حسب قوله.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version