Site icon هاشتاغ

مخاوف من “استيطان” الكوليرا في سوريا.. ومسؤول حكومي: فكرة اللقاح غير واردة حالياً

هاشتاغ_ إيفين دوبا

منذ الإعلان عن تفشيه، مطلع أيلول/ سبتمبر الماضي، لم يتوقّف عدّاد الإصابات بمرض الكوليرا في عموم المناطق السورية، وفي كلّ إحصائية تظهر زيادة في أرقام الإصابات ما دفع منظمات الأمم المتحدة مؤخراً للتحذير من كارثة، فيما استبعد مسؤول حكومي سوري حصول تكرار سيناريو شبيه باليمن، وحالة استيطان للمرض في سوريا حالياً.

واليوم؛ وبعد قرابة شهرين، لا تلوح في الأفق أي بوادر جذرية لوقف الانتشار، والذي يتركّز في الوقت الحالي، على وجه الخصوص، في مناطق شمال وشرق سوريا، ليتسلل المرض مؤخراً إلى مخيمات النازحين في غربي البلاد، بعدما انتشر أيضاً في مناطق سيطرة الحكومة السورية، أولها مدينة حلب، ومن بعدها انتقلت إلى باقي المحافظات السورية حسب تصريحات رسمية.

ووفقاً لآخر إحصائية لوزارة الصحة السورية عبر صفحاتها الرسمية، قبل أسبوع، فإنّ العدد الإجمالي التراكمي للإصابات المثبتة في سوريا، يبلغ 908 في عموم محافظات البلاد.

وتظهر البيانات التي تتيحها بشكل يومي شبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة أن إجمالي عدد الحالات المشتبه بها في شمال شرقي البلاد وصل إلى 15 ألفاً و949 حالة، والوفيات 29.

أما في شمال غرب سوريا، فسجلت الشبكة 2676 حالة مشتبه بها، و3 وفيات، فضلاً عن 428 حالة في منطقة الشمال التي تسيطر عليها الفصائل التابعة لتركيا، وحالتي وفاة.

وحذّرت مديرة قسم العمليات والمناصرة بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، رينا غيلاني، من أنّ “السكان في سوريا عالقون وسط أزمة صحية واقتصادية متصاعدة، تركت الكثيرين “يكافحون من أجل البقاء”.

ولمواجهة الكوليرا، طالبت غيلاني في جلسة للأمم المتحدة أول أمس بـ 34.4 مليون دولار لخطة استجابة مدتها ثلاثة أشهر، وأن هذه الأموال مطلوبة لمساعدة أكثر من 160 ألف شخص بالخدمات الصحية، وخمسة ملايين آخرين بالمياه والصرف الصحي وخدمات النظافة.

وكان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، قد عزا في مؤتمر صحفي، الأسبوع الماضي، تفاقم الزيادة في الحالات المصابة بالكوليرا بأن “مردّه النقص الحاد في المياه في جميع أنحاء سوريا، بسبب انخفاض منسوب المياه في نهر الفرات والظروف الشبيهة بالجفاف”.

وعلى اعتبار أن مكافحة المرض ترتبط بمعالجة أسبابه، يوضح أطباء وباحثون مختصون بالأوبئة أن هذه النقطة تعتبر “إشكالية”، كون جهود وقف الانتشار لم تعد تقتصر على القطاع الصحي فحسب، بل يجب مشاركة قطاعات أخرى، منها الخاص بالمياه والزراعة والإصحاح البيئي، وصولاً إلى التعليمي والتوعوي الخاص بالمجتمع.

وتقول طبيبة الصحة العامة، الدكتورة روان محمد، لهاشتاغ، إنّ محاربة الكوليرا تبدأ بالوعي والحذر دون خوف.

وتشير طبيبة الصحة العامة إلى أنّ الكوليرا عبارة عن جرثومة تنتقل عبر الطريق الفموي والبرازي حصراً.

وتشرح أعراض الكوليرا بالقول :”إسهال قوي انفجاري يشبه ماء الأرز، يرافقه إقياء، دون ألم بطني أو حرارة، وهو ما يميزه عن باقي الأمراض المعوية”.

وتؤكد أنه خلال ساعات قليلة من الممكن أن تتطور حالة المريض ويدخل في حالة التجفاف والصدمة، وتسرع في نبضات القلب مع انخفاض في ضغط الدم.

وتلفت محمد إلى أن نقطة الوعي في محاربة الكوليرا في حال الإصابة تتعلق في الوقت، بمعنى ضرورة الإسراع في تلقي العلاج اللازم في المشفى حصراً.

وتشير أخصائية الصحة العامة إلى أن نسبة كبيرة من المصابين بالكوليرا والذين لا تظهر عليهم أعراض المرض يكونون أكثر قدرة على نقل العدوى بالمرض للسليمين.

وأعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، عن أن شركاء “منظمة الصحة العالمية” في المجال الإنساني يواجهون نقصاً في الإمدادات للتصدي للكوليرا، “مثل الأدوية والمياه والصرف الصحي ومستلزمات النظافة”.

ويعدّ تلوث مياه الشرب أحد أبرز الأسباب التي أدّت إلى ظهور المرض في سوريا، بعد غيابه عنها منذ عام 2009، وهو ما ينسحب أيضاً على جارتها لبنان، والتي تشهد أيضاً تفشياً متسارعاً، حسب الأمم المتحدة ووزارة الصحة اللبنانية.

علاوةً على ذلك، تثير “الاستجابة الصحية والطبية القاصرة” مخاوف من توسع انتشار المرض وتضاعف أعداد الإصابات، خاصةً في الشمال السوري. ما ينذر بـ”كارثة أكبر”، بعيدة عن تلك التي تسود التحذيرات منها، وترتبط بأنّ يتحول المرض إلى “متوطن” في البلاد.

بدوره، يوضح مدير برنامج اللقاح في “وحدة تنسيق الدعم”، الطبيب السوري محمد سالم أنهم يحضّرون “لمشروع لقاح يكون مدعوماً من الصحة العالمية”.

وقال: “نعمل على رفعه، لكن إلى الآن ما يزال في طور التخطيط والدراسة. ولا مواعيد محددة لوصول اللقاح إلى سوريا”.

ويرى سالم أن “فعالية اللقاح تصل إلى 85 في المئة حتى عمر 3 و5 سنوات”، وأنه “مفيد جداً للحماية من الإصابة الفردية”.

وتأخذ “الأوبئة”، في العادة فترة من 3 إلى 6 أشهر، حسب الكثافة السكانية، لكي تصل إلى “الذروة”.

ورغم تخطي عدد الإصابات حاجز الـ16 ألف في سوريا، إلا أنها ما تزال حتى الآن بعيدة عن المرحلة المذكورة.

الأمر نفسه أكده مدير مستشفى المواساة الجامعي في سوريا الدكتور عصام الأمين لهاشتاغ، وقال إنّ وضع مرض الكوليرا في سوريا لا يزال تحت السيطرة، مستبعداً استيطان المرض في البلاد أسوةً بالحال الذي وصل إليه في اليمن أو بنغلادش والهند.

وأكد الأمين أن الحالات التي تراجع المشفى لا يثبت إصابتها بالكوليرا، ويتم تخريجها فوراً بعد تقديم العلاج اللازم.

وفي شرق سوريا حيث تسيطر “الإدارة الذاتية” يبدو “كارثياً” بسبب أعداد الإصابات الكبيرة وذلك على خلفية تلوث النهر الرئيسي المار من هناك وفقا لمسؤولين في المنطقة.

أما في الشمال الغربي الخاضع للنصرة، فتحذر منظمة “أطباء بلا حدود” من المخاطر التي يواجهها 4,4 مليون سوري، في حال تفشت الكوليرا أكثر، مع كل الشح الذي تعيشه المنطقة في كل الحاجات الأساسية.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version