هاشتاغ_ نور قاسم
لا يزال “البصل” حديث السوريين بعد أن فقد فجأةً من الأسواق، فيما وصلت أسعاره في بعض المحافظات إلى 15 ألف ليرة رغم أن سوريا بلد منتِج له.
ويرى متابعون أن قرار تصديره سابقاً كان سببا في الوصول إلى انقطاعه وارتفاع أسعاره الفلكي، ما أثار موجة من الاستغراب تزامناً مع بدء موسم البصل الأخضر، خاصةً وأن البصل اليابس الملائم للتخزين والطهي سيتوفر في الأسواق السورية بعد حوالي شهر.
والأسبوع الماضي، تم توفير البصل المستورد في صالات السورية للتجارة، و تم تسعير الكيلو منه بستة آلاف ليرة. و لكن عند توجه الناس لشرائه فوجئوا بنوعيته الرديئة ووجود بقع سوداء عليه، لتبدأ حالة من الأخذ والرد مع وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك ووزارة الزراعة المسؤولتان عن توافره في الأسواق.
وتخوفت آراء عديدة من أن هذا البصل سام ومُسبب لأمراض سرطانية، ودعت إلى عدم شرائه من صالات السورية للتجارة.
في غضون ذلك، قال أستاذ الفطريات (علم الفطور) mycology في كلية الزراعة بجامعة دمشق، الدكتور محمد فواز العظمة لـ “هاشتاغ” إن العفن الظاهر في البصل هو فطر اسبرجيلوس ( الرشاشي) الأسود ، و اسمه العلمي “Aspergillus niger” ، وهو ليس من الأنواع المعروفة بإفراز سموم الأفلاتوكسين الخطيرة والمؤدية إلى السرطان كما يشاع وإنما يظهر على البصل المخزن لعدة أشهر ما يؤدي إلى خفض درجة جودته وبدء تعفنه من السطح نحو الداخل.
وكان مدير الوقاية في وزارة الزراعة الدكتور إياد محمد قال لموقع “تلفزيون الخبر” في وقت سابق أنّ البصل المستورد مطابق لجميع المواصفات واللوائح والمعايير الدولية، مشيرا الى خلوه من أي آفة أو إصابة أو تعفّن، والاختبارات التي أجريت على المادة تمت بشكل صحيح.
ولفت محمد إلى أنه تم تشكيل لجنة لتحليل المخاطر لاختبار أي مادة يتم استيرادها، تضم خبراء أمراض من كلية الزراعة في جامعة دمشق، وخبير أمراض فطرية و بكيترية، وخبير حشرات، بالإضافة إلى الخبرات الموجودة في المديرية المتمثلة برئيس دائرة الآفات الزراعية ودائرة الوقاية، برئاسة معاون وزير الزراعة.
وبيّن أستاذ علم الفطور بجامعة دمشق محمد العظمة أثناء حديثه لـ”هاشتاغ” أنه لم تصل إليه أي عيّنة من هذا البصل لمعاينتها عن كثب، ولكن تم سؤاله من قِبل عميد كلية الزراعة حول جودتها، مشيراً إلى أن جامعة دمشق ليست الجهة المخولة لفحص صلاحية أي منتَج زراعي، وإنما يدخل ضمن صلاحية المخبر المركزي لوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك.
وأما بالنسبة لأضرار البصل المخزن منذ أشهر وظهور البقع السوداء عليه، أوضح العظمة أن أبواغ هذا النوع معلقة بالهواء في كل مكان، و استنشاقها بكمية كبيرة من قبل العاملين في مخازن البصل أو في مقالب القمامة قد يصيب بعضهم بعوارض تحسسية، ويمكن في حالات نادرة أن يصيب الأشخاص معدومي المناعة بإنتانات التهابية.