Site icon هاشتاغ

طبيبة تحذّر عبر “هاشتاغ” من انتشار ثلاثة أنواع من الأمراض في مراكز الإيواء

مراكز الإيواء

طبيبة تحذّر عبر "هاشتاغ" من انتشار بعض الأمراض في مراكز الإيواء

هاشتاغ _ يارا صقر

بعد الزلزال الكبير الذي شهدته سوريا، أصيب عدد كبير من المواطنين بالهلع والخوف، وخرجوا من بيوتهم ولجأوا إلى بيوت أقاربهم، أو إلى مراكز الايواء.

هذا الواقع الجديد زاد من خطر الإصابة بالأمراض المعدية، نتيجة لعدة عوامل منها الازدحام والتلوث والتدخين وعدم إعطاء الأعراض الأهمية الكافية في بعض الحالات، وفقا لما تقوله الدكتورة سعاد صقور.

توضح الاختصاصية في طب الأطفال، سعاد صقور، في حديث لـ”هاشتاغ” أنه دائما في حالة الكوارث؛ بمختلف أشكالها، وخاصة الكوارث الطبيعية التي تحدث بشكل مفاجئ، كما الزلزال الذي أصاب سوريا في 6 شباط/فبراير يخرج الناس من مختلف الأعمار والأجناس، ويضطرون للتجمع في أماكن مزدحمة وضيقة لذلك تكثر في هذه الحالات العديد من الأمراض، وخاصة القابلة لنقل العدوى والتي يمكن أن تنتشر من شخص لآخر، وخاصة العدوى من الكبار إلى الصغار.

وبحسب صقور، تقسم هذه الأمراض إلى ثلاثة أقسام معدية وسارية:

1- أمراض تصيب الجهاز التنفسي
2- أمراض تصيب الجهاز الهضمي
3- الأمراض الجلدية

أمراض جهاز الهضمي

1- الإسهالات (الإنتان المعدي والأمعاء) وتكون فيروسية أو جرثومية، فالفيروسية تكون أعراضها أقل خطورة، وتترافق مع حرارة خفيفة وإسهالات مائية.

أما الجرثومية، تترافق مع حرارة عالية، ووجود مخاط ودم في البراز، لذلك تحتاج إلى مراجعة طبية وتقدير من قبل الطبيب، وخطورة الإسهالات الفيروسية والجرثومية هي الجفاف وخاصة لدى لكبار السن والأطفال.

2- التهاب الكبد A (إلتهاب الكبد الوبائي)و الذي ينجم من عدوى من أشخاص مصابين قد تكون عن طريق أيديهم الملوثة.

وتقدم صقور مثالا: الشخص المصاب بالتهاب الكبد A يساهم بتحضير وجبات لأشخاص في مراكز الإيواء أو ضمن مطعم، يمكن أن يسبب بتلوث الطعام بمفرزات هذا الشخص إما من الفم أومن يديه الملوثتين.

ووفقاً لصقور، تكون أعراضه بعد أسبوع أو أسبوعين من الإصابة، حيث تترافق بألم بطني، إقياءات، وحرارة عالية ونرى أكثر هذه الحالات عند الأطفال.

بالإضافة لتلون العين باللون الأصفر ولون البول يميل للون الغامق.

وبالنسبة لعلاج هذه الحالة تخفض الحرارة باستخدام الكمادات الباردة وإطعام الطفل ما يشتهي والراحة.

وفي حال حدث عند الطفل إقياءات معندة أو ليس لديه شهية فيجب مراجعة الفرق الطبية الموجودة في مراكز الإيواء أو المستشفى. بحسب الإختصاصية.

3- الكوليرا: ينتشر نتيجة طعام أو شراب ملوث في الازدحام، بحيث لا يكون هناك مجال لغسل أيدي الصغار والكبار أو الأشخاص الذين يحضرون الطعام، وإذا تم التلوث بهذه الجرثومة فإنها تؤدي إلى إسهالات مائية شديدة وإلى تجفاف شديد.

وتوضح صقور، أن الكوليرا تنتقل من شخص لآخر بشكل سريع عن طريق تناول الطعام والشراب الملوث بالجرثومة.

وتتابع: هذه كارثة حقيقية نرجو أن لا تحدث في مراكز الإيواء والعلاج حصرا في المستشفى، وتكون السوائل والشوارد عن طريق الوريد، إضافة إلى عزل الأشخاص المصابين لكي لا تنتقل العدوى إلى الآخرين.

أمراض الجهاز التنفسي

1- التهاب القصبات

تقول الإختصاصية إن التهاب القصبات عند الأطفال سببها غالبا فيروسي بنسبة 99%، وهي أشد خطورة عند الأطفال الصغار لأنها تمنع الطفل من تناول الطعام وتسبب قلة النوم وصعوبة بالتنفس نتيجة تراكم المفرزات المخاطية في القصبات.

وتضيف: هذا الإنتان ينتشر في هذا الموسم نتيجة التجمع في مراكز الإيواء، أو بمنازل إيواء يكون فيها عدد أشخاص كبير، وبأعمار مختلفة وانتشار التدخين، وممكن ان تؤدي بعض وسائل التدفئة مثل الحطب أيضا الى هذا الإنتان .

وتضيف صقور، عند تكرر هذه الانتانات الفيروسية والاتهابات عند الصغار تحتاج معظم الحالات للمستشفى.

وتنصح صقور بعرض الطفل على الفرق الطبية لتقدير الوضع أو يؤخذ عند طبيب وممكن أن يكون العلاج جدا بسيط كتنضيف الأنف بالسيروم المالح، وإعطاء الطفل السوائل.

وتشدد صقور على ضرورة الإرضاع الطبيعي لأنه مغذي وآمن ونظيف، ويعطي الطفل الرضيع الحريرات التي يحتاجها.

بالإضافة للسوائل التي ممكن أت تساعده للتخلص من المفرزات الموجودة ضمن القصبات.

وتشير صقورإلى أنه عندما تظهر أعراض ضيق النفس وعدم القدرة على النوم وسعال وترفع حراري شديد، يجب مراجعة الإختصاصيين في مراكز الإيواء أو المستشفيات التي تستقبل مثل هذه الحالات.

2- انتشار السل

تلفت صقور إلى أن مرض السل خطير جدا، ولا يجب أن نكون غافلين عنه، وأعراض السل لا تأتي بين يوم وليلة، غالبا المصاب بالسل يكون عنده سعال مزمن من عدة أسابيع لا يستجيب للعلاج، ونقص شهية، ونقص في الوزن، وتعرق ليلي والخطورة تكمن بعدوى من الشخص الكبير للطفل الصغير.

وتوضح صقور أن مرض السل ينتقل بسرعة، وخاصة عند الأطفال، وعلاجه صعب وأدويته غالية الثمن.

والسل ينتعش وينتشر في المجتمع لعدة أسباب منها نقص التهوية، نقص التغذية، التدخين، التعب النفسي، وهذا الوضع موجود للأسف في مراكز الإيواء، فالتجمعات كلها تؤدي إلى انتعاش جرثومة السل إن كانت موجودة، وإمكانية انتقالها من شخص لآخر وتشكل مشكلة صحية على الفرد والمجتمع.

الأمراض الجلدية

تقول صقور إن القمل من الأمراض الذي تصيب الشعر نتيجة صعوبة الاستحمام بشكل دوري وتنظيف الشعر.

بالإضافة لمرض الجرب، الذي ينتقل عن طريق اللباس والفراش والتماس المباشر، وانتشارها يكون سريعا من شخص إلى آخر.

وتنوه صقور على ضرورة الفحص الدوري من قبل الأطباء الموجودين في مراكز الإيواء للبحث عن حل لهذه المشكلة.

الوقاية

وتتابع صقور، الوقاية من هذه الأمراض يكون بداية :

– عن طريق غسل الأيدي بالماء والصابون، وتنظيف أواني الطعام، والانتباه إلى المشرفين على الطعام وتفقد إرتدائهم للقفازات بشكل دوري، ويجب أن يكون لديهم الوعي بوسائل الأمان بالنسبة للطعام والشراب .

– الإرضاع الطبيعي، فالحليب نظيف ومعقم ومغذي جدا للطفل، لأن الإسهالات والإنتانات الهضميه تكثر لوجود صعوبة تنظيف وتعقيم “الببرونة”.

-عزل الذي يعانون من الأمراض التنفسية، عن الأطفال والكبار ليتم علاجهم.

– الإبتعاد عن التدخين والجو الملوث بالدخان لنقلل من انتشار الامراض التنفسية، وخاصة عند الأطفال والكبار الذين يعانون قلة مناعة وأمراض الربو.

-تجديد الهواء وتهوية المكان إن كان مركز إيواء أو بيت فيه عدد كبير من الأشخاص.

نصائح عامة

وتنصح الاختصاصية المتواجدين في مراكز الإيواء أن يطلبوا الاستشارة الطبية، قائلة “نحن كأطباء تأتينا اتصالات كثيرة من قبل الأمهات تشرحن فيها حالة الطفل لوصف الدواء، ونحن كأطباء في هذه الأزمة نستطيع أن نخفف ونساعد عن طريق الهاتف، بوصف أدوية لخفض درجة حرارة الطفل، ولكن بعض الحالات تتطلب مختص والأفضل التوجه لأقرب مستشفى أو طبيب أو مستوصف للكشف عن الطفل واعطائه العلاج الصحيح.

وتلفت صقور إلى أن الأطباء يلاحظون مؤخرا اختلاطات في الإنتانات الفيروسية والالتهابات الرئوية عند الأطفال، نتيجة التأخير في علاج الطفل وإعطاء الصادات الحيوية بشكل عشوائي.

وتختم الطبيبة صقور، أنه عند وجود حرارة معندة عند الطفل وسعال، وصعوبة في تناول الطعام، إن كان لدية إنتان تنفسي أو هضمي، أرجو التوجه إلى أقرب مركز طبي لفحص الحالة وعلاجها حتى لا تتفاقم ويصبح العلاج بحاجة إلى مستشفى.

http://لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version