Site icon هاشتاغ

مزاد السيارات ورانج ال 765 مليون “فتقت” جروح سوريين.. طبيب: لأشتريها أحتاج إلى تجميع رواتبي 1275 سنة؟!!

هاشتاغ – خاص
شغل مزاد السيارات، الذي أقيم في دمشق، مؤخراً، سوريين في الداخل والمغترب، وفتّق نشر أسعار بيع سياراته جروحاتهم أيضاً، فأخرجوا كل ما في جعبهم من “صمود” على الراتب المتدني،
وغلاء الأسعار، وملفات فساد أوصلتهم إلى هذا الحال. وحتى قيصر نفسه تعرض لهجوم لاذع لانه على ما يبدو كما كتب أحدهم “فرض على ناس وناس”.
وفي تعليق لافت، لايبدو بعيداً عما نشره سوريون في اليومين الماضيين، بخصوص سعر إحدى السيارات 765 مليون ليرة نوع رانج روفر “2019”،
والتي بيعت في المزاد. ونالت الحصة الأكبر من التعليقات، بعد نشر صور مكتوبة بخط اليد لما قيل إنه تسجيل بيانات المزاد، لكن دون التعريف بهوية المشتري.
فالطبيب سعيد جاويش، الذي يعمل في مستشفى المواساة، علق على الصورة المتداولة للسيارة وسعرها، إنه وبحساب بسيط للغاية وجد أنه ومن راتبه في مشفى المواساة الجامعي العريق كطبيب درس عشرين عاماً مابين المراجع والمرضى،
وكموظف فئة أولى، وأخصائي، ومشرف على الأشعة بحاجة إلى 1275 سنة ميلادية من تجميع رواتب المواساة بدون أن ينفق منها قرشاً واحداً حتى يتمكن من شراء هذه الرانج!
وأضاف الطبيب جاويش في منشور على صفحته الشخصية “أحتاج أن أعيش مايفوق ب 275 عاماً ً عما عاشه سيدنا نوح عليه السلام لأتمكن من الرانج..”
وتابع قائلاً: “هذا أمر مريع.. هذا أمر لايحصل سوى عندنا على الكرة الأرضية بأكملها.. هذه السيارة في دول العالم يركبها أصحاب الطبقة المتوسطة والأعلى قليلا ًبدون أي جهود جبارة وبالتقسيط المريح..
لكن إذا حلمت بركوبها هنا علي أن أعيش مايتجاوز عمر سيدنا نوح عليه السلام”. وختم الطبيب “الخلود لرواتبنا”.
رواتب السوريين المتدنية جداً مقارنة بسعر الصرف وقيمة الليرة السورية وزيادة الأسعار، والتي كشف هذا المزاد مرة جديدة مستوى تدنيها وضآلتها حتى أمام تأمين أساسيات الحياة من أكل وشرب فقط.
حفزت النشاط الذهني لأحد النشطاء، والذي قام بحسبة بسيطة أيضاً للمقارنة بين سعر السيارة -غير النهائي- ومتوسط رواتب تقريباً 80 ألف ليرة.
وخلص إلى نتيجة أن سعرها يعادل رواتب شهر لنصف مليون موظف. وليثبت من خلال هذا الرقم أن ما حصل في المزاد فعلاً لا يحصل في الكون كله إلا في سورية.
وفي منشور آخر، كتب ناشط توضيحاً ليلهب حماس المعلقين من جديد، أكد فيه أن هذه الرانج سعرها 765 مليون غير نهائي،
لأن ما يعادل ثلث سعرها سيدفع أيضاً كجمارك وفروغ أي تقريباً 255 مليون، وحسب تعبيره “يعني بيصير حقها مليار وشقفة”.
تعليقات ومنشورات جاءت في سياق آخر، ولكن أيضاً ضمن مقارنة -لاتخلو من المبالغة في بعض الأحيان – بين ما يمكن أن يفعله الرقم الذي تم دفعه كسعر -أولي- للسيارة لو تم صرفه لمساعدة السوريين.
على سبيل المثال، ما ذكرته إحدى الصفحات الفيسبوكية: “يستطيع هذا المبلغ أن يأوي آلاف الأسر المشردة.. لن يبقي جائع في الطريق يبحث عن طعامه في حاويات الزبالة.. يستطيع أن يعمر كل ما هدمه الإرهاب من منازل المدنيين، الذين يعيشون بظل الايجارات السياحية المرتفعة..

يستطيع إعادة بناء مدارس هدمت.. أن يعيد كرامة بعض من فقد أدنى مستوى العيش..أن تبني عشرات من محولات الكهرباء عسى أن ينعم السوريون بالدفء والنور.
هذه المليارات كافية لان يعود الدولار الأميركي إلى أقل من 45 ليرة سورية والقائمة تطول..”
بالفعل، القائمة تطول من تعليقات ومنشورات تناولت الرانج أم ال765 مليون.. وكلها تؤكد أنه ليس أغرب من الخيال إلا الواقع السوري.

Exit mobile version