Site icon هاشتاغ

بعد نفاذ المدخرات..سوريون يعرضون ما بقي من مقتنايات مستهلكة للبيع

مستهلكة

سوريون يعرضون ما بقي من مقتنايات مستهلكة للبيع

هاشتاغ _ يسرى ديب

مهدت لمنشورها الذي تعرض فيه بضاعة مستهلكة للبيع بطلب عدم السخرية من قبل المعقبين، لأنها مضطرة لذلك.

على إحدى صفحات الفيسبوك التي تزخر بعرض ما تتوقعه وما لا تتوقعه من الأدوات المنزلية، كل حسب ما يتوفر له، عرضت سيدة بعض ليترات من زيت الزيتون موضوعة في عبوتي ماء فيجة، وقالت إنها تريد مقابل قيمة هذه الكمية شراء دواء لابنها.

كل شيء للبيع

لم يكن هذا العرض هو الوحيد الزهيد، لكن هنالك من يعرض بعضا من الصحون الموجودة في مطبخه، أو قطع كهربائية مستهلكة كفرن كهرباء أو غاز، أو حقائب نسائية، أو ثياب ومكنات خياطة، تلفزيونات، وبعضهم يعرض براد بيته للبيع طالما أن الكهرباء حولته إلى “نملية” كما قال بعضهم، ولأن سعره مرتفع.

هنالك من يعرض معدات أكلها الصدأ، كالغازات الصغيرة، أو مدفأة لم يعد من حاجة لها بعد نقص المازوت الشديد.

إحدى السيدات أعادت عرض عدة “بلايستيشن”، وقالت ” الله يوفقكن بدي بيعا لفوّت ابني عالمشفى اليوم قبل بكرا، تعبان كثير طالبة فيها 75 ألف، الله لا يوقعكن بحاجة الصور على الخاص”.

في حين بينت إحدى الشابات ل”هاشتاغ” أنها اضطرت هذا العام لبيع الكثير من ثيابها بالقطعة، مقابل شراء حاجيات أخرى بأسعارها.

وقالت إن القطع التي تبيعها قد تحتاجها، ولكن يمكن تدبر أمر اللباس بغيره، وأن الملابس اشترتها في وقت كانت فيه الأسعار أقل مما هي عليه الآن، وأن ملابس “البالة” لا تستهلك، وتبقى تجد زبائن لها.

شرائح مختلفة

في السياق ذاته أكد المشرف على إحدى الصفحات التي تعرض هذه السلع، زيادة الطلب على عرض مقتنيات منزلية للبيع بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة.

في حين قسّم صاحب أحد محلات بيع المستعمل في دمشق بيع هذه الأدوات إلى عدة شرائح تتوزع بين: 40% يبيعون مفروشاتهم بسبب الحاجة، وهنالك 50% من البيع لتصفية ممتلكات موروثة، و10% ممن يبيعون مفروشاتهم بقصد تزويج أولادهم واستبدال القطع بقطع أخرى.

وبين محمد (صاحب المحل) أن هنالك نسبة لا تتجاوز 2% تبيع مفروشاتها لتجديد الأثاث.

لماذا يبيعون؟

كقراءة اقتصادية لهذه الظاهرة قال الخبير الاقتصادي د. ماهر أدنوف في تصريح ل”هاشتاغ” إن هنالك تضخيم لهذه الظاهرة، رغم عدم نفيه لوجود عدد من المواطنين يقومون ببيع أثاث منزلهم من أجل لقمة العيش.

أضاف الخبير الاقتصادي أدنوف أنه “لو نظرنا الى القسم الأكبر، وسألنا لماذا يبيعون أثاث منزلهم.. فنرى بأن هؤلاء قرروا الهجرة، ويريدون ثمن أثاثهم لدفعه لعصابات التهريب” على حد وصفه، وبالتالي الخسارة مضاعفة؛ خسارة القطع الأجنبي، ورأس مال بشري كان من الممكن أن يخدم الوطن. كما قال.

أثر اجتماعي

يشير أدنوف إلى أنه لا يتوافق مع الرأي الذي يقول بأن هذه الظاهرة تؤثر على الاقتصاد أثرا ذو معنى، فعمليات بيع الأثاث جزئية وفردية، وحتى موسمية حسب رأيه، ولها أثر اجتماعي وإنساني أكبر بكثير من كونه اقتصادي، فلا يمكن تخيل حجم المعاناة المعيشية التي يحسها هذا المواطن حتى تدفعه إلى بيع أثاث منزله وربما منزله، بعد عمر من الشقاء لبناء المنزل والعائلة.

هوة سحيقة

الخبير الاقتصادي، الدكتور شفيق عربش علق في تصريح سابق ل”هاشتاغ” عما يدفع الناس لبيع ما يمكنهم بيعه، بالقول إن حاجة الأسرة السورية التي تسكن منزلها لا تقل عن مليوني ليرة لتأمين الحد الأدنى من الحاجيات الأساسية للحياة شهريا.

وتشير تقديرات اقتصادية إلى أن92% من السوريين باتوا تحت خط الفقر. لأن أي فرد يقل دخله عن دولار وعشرين سنتا يوميا يعد تحت خط الفقر المدقع. أي أن دخل العائلة المؤلفة من خمسة أشخاص يجب أن لا يقل عن 6 دولارات يوميا، اي 900 ألف ليرة شهريا، لتكون تحت خط الفقر. ولكن متوسط دخل الفرد أكثر من 100 ألف ليرة بقليل، وبالتالي يصبح من الطبيعي أن تقدم عائلات على بيع مقتنياتها بعد بيع مدخراتها من أموال وذهب.

http://لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version