Site icon هاشتاغ

رغم سهولة نقل المساعدات برا.. لماذا لجأت الدول لإغاثة غزة جوا؟

لماذا لجأت الدول لإغاثة غزة جوا؟

لماذا لجأت الدول لإغاثة غزة جوا؟

أثار الإعلان عن تنفيذ عمليات إنزال جوية  لمساعدات إغاثية في قطاع غزة، كثيرا من الأسئلة، عن أسباب اللجوء إلى هذه الطريقة، في الوقت الذي يمكن فيه إدخالها برا وبكميات مضاعفة، وبطريقة أكثر سهولة.

وفي الوقت الذي تعصف فيه المجاعة بقرابة مليون ونصف المليون فلسطيني، أعلن الجيش الأردني، الخميس، عن تنفيذ إنزالين جويين جديدين لمساعدات إغاثية وغذائية على قطاع غزة، بالتعاون مع سلطنة عُمان والبحرين

إنزال جوي بمشاركة ثلاث دول عربية

ذكر بيان الجيش الأردني على موقعه الرسمي أن القوات المسلحة الأردنية نفذت الخميس إنزالين جويين لمساعدات إغاثية وغذائية على قطاع غزة بالتعاون مع مملكة البحرين وسلطنة عُمان، “وذلك لدعم ومساندة الأهل والأشقاء والوقوف معهم والتخفيف من آثار الحرب الإسرائيلية المستعرة على القطاع”.

وأكد الجيش الأردني أنه مستمر بإرسال المساعدات عبر جسر جوي لإيصال المساعدات الإنسانية والطبية سواء كانت من خلال طائرات المساعدات من مطار ماركا باتجاه مطار العريش الدولي أو من خلال عمليات الإنزال الجوي على قطاع غزة.

بمشاركة فرنسية

كان الجيش الأردني، أعلن الاثنين الماضي أنه نفذ أكبر عملية إنزال مساعدات لسكان غزة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وقال إن عمليات إنزال المساعدات قامت بها 3 طائرات أردنية وطائرة فرنسية واستهدفت 11 موقعا على ساحل غزة من شمال القطاع وحتى جنوبه.

والثلاثاء الماضي أعلنت الهيئة الخيرية الهاشمية أن عدد الطائرات المرسلة ضمن الجسر الجوي إلى سكان غزة وصل إلى 60 طائرة، من ضمنها 15 عملية إنزال جوي، بالإضافة إلى الجسر البري الذي تم من خلاله إرسال 380 شاحنة.

إنزال جوي مصري إماراتي للمساعدات على غزة

من ناحيته، أعلن الجيش المصري، الخميس، في بيان للمتحدث باسمه، العقيد غريب عبد الحافظ، تنفيذ طائرات مصرية وإماراتية إنزالا جويا لمساعدات على قطاع غزة، وذلك في ثاني إسقاط جوي لمساعدات إنسانية تقوم فيه مصر خلال نحو يومين.

وقال المتحدث إن عددا من طائرات النقل العسكري المصرية والإماراتية أقلعت من مطار العريش لتنفيذ أعمال الإسقاط الجوي ليلا لعشرات الأطنان من المساعدات والمواد الإغاثية العاجلة “للتخفيف من الأزمة الإنسانية الحادة التي يعانى منها المواطنون الفلسطينيون في شمال غزة”.

وسبق أن شاركت مصر أيضا قبل يومين في إنزال جوي مع الأردن والإمارات وقطر وفرنسا، لمساعدات على القطاع.

واشنطن تدرس إنزال المساعدات على غزة

يذكر أن وكالة “أسوشيتد برس” نقلت أمس عن وزير التنمية الدولية الكندي أحمد حسين أن الحكومة الكندية ستعمل على إسقاط المساعدات جوا على غزة في أقرب وقت ممكن.

وقال الوزير الكندي إن حكومة أوتاوا تستكشف خيارات جديدة لتقديم المساعدات للفلسطينيين، مضيفا أن عمليات الإنزال الجوي بالشراكة مع دول لديها خطط مماثلة في المنطقة، مثل الأردن، مطروحة على الطاولة.

أما موقع “أكسيوس” الأميركي، أفاد، أول أمس الأربعاء، نقلا عن 4 مسؤولين أميركيين بأن إدارة الرئيس جو بايدن تدرس إنزال مساعدات جوا على غزة مع تزايد صعوبة توصيل المساعدات بريا.

طريقة أفضل لإيصال المساعدات

رغم أهمية مثل هذه الخطوات، إلا أنها وفقا للكثيرين تبقى محدودة ولا تلبي حاجة القطاع المهولة من المساعدات، خاصة أنها تسقط بشكل عشوائي وبعض منها سقط في البحر، ويرون أن الحل هو إجبار “إسرائيل” على تسهيل دخول المساعدات عبر المنافذ البرية.

بهذا الصدد، وفي مقابلة مع  الـ CNN، الأربعاء، قال رئيس المجلس النرويجي للاجئين، يان إيغلاند:  “يمكن أن تكون هناك طريقة أفضل بكثير حقا (لإيصال المساعدات)، والأمر متروك لإسرائيل والولايات المتحدة ومصر لحل المشكلة بالطبع، فالإنزال الجوي هو بمثابة الملاذ الأخير”.

وتابع: “إن عمليات الإنزال الجوي مكلفة للغاية ومحدودة جدا ويصعب جدا القيام بها”.

كما أشار إلى أن “الحل هو جعل معبر رفح وكرم أبو سالم يعملان حسب غرضهما وحسب طاقتهما الاستيعابية. كان بإمكاني رؤية مئات الشاحنات مصطفة عند معبر رفح. عندما جئت اليوم إلى كرم أبو سالم، كانت أياما لم يكن فيها سوى عدد قليل من الشاحنات، رغم أن لديها قدرة أكبر بكثير على الجانب الإسرائيلي. لكنهم سمحوا للمتطرفين بمنع المساعدات المقدمة إلى الأطفال والنساء والأبرياء في هذا الجانب”.

وفي المقابلة التي أجراها من رفح، قال إيغلاند: “عليك أن تأتي إلى غزة لتفهم حجم الدمار ويأس الناس هنا. لم يسبق لي بعملي كعامل إغاثة لسنوات عديدة جدًا رؤية مكانًا تم قصفه بشدة هكذا لفترة طويلة بمثل هذا العدد السكاني دون أي مفر. لذلك فإن الناس تحت صدمة تفوق الخيال. إنهم يعيشون في ظل ظروف مروعة للغاية”.

من جهته، أكد مدير الإعلام العسكري في القوات المسلحة الأردنية، العميد الركن مصطفى الحياري، الإثنين، أن هذا “النوع من الانزالات صعب جدا لأنه يتضمن إيصال مساعدات إنسانية لمنطقة اشتباكات تستمر فيها المعارك وعمليات القصف المتواصلة”.

طريقة غير عملية

تعليقا على عمليات إنزال المساعدات لسكان قطاع غزة، يقول المحلل السياسي الفلسطيني عصمت منصور، إنها “طريقة غير عملية وغير مجدية”.

وأضاف في تصريح لـ”الخليج أونلاين”، أن هذه العملية لا تحل سوى جزء صغير من أزمة غزة الإنسانية والمجاعة التي يعيشها سكان القطاع.

ولفت إلى أن الدول اضطرت إلى خطوة الإنزال الجوي، “لأنها عاجزة عن الضغط على إسرائيل، وعاجزة عن إلزامها باتخاذ خطوات لفتح المعابر، وتسهيل دخول المساعدات”.

وأشار إلى أن هذه العمليات تمثل “التفافا على منع إسرائيل دخول المساعدات إلى قطاع غزة”.

وأوضح أنها تعبر عن “عجز هذه الدول عن الوقوف في وجه إسرائيل وإلزامها باحترام المدنيين وحقوقهم”.

وحول دوافع الدول للجوء إلى عمليات الإنزال الجوي، يقول منصور: “الدول أيضا تريد أن تُظهر من خلال هذا، أنها تقاوم الحصار ولا تقبل بالمجاعة، وهذا فيه رسالة سياسية وإعلامية، ومحاولة إظهار أنها ضد الحصار أمام الرأي العام وأمام برلماناتها وإعلامها، ولكن حقيقة، هذا ذر للرماد في العيون، وتعبير عن العجز”.

ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تشن “إسرائيل” حربا مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات الآلاف من الشهداء المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية.

Exit mobile version