Site icon هاشتاغ

مع نجدات السوريين لبعضهم بعد الزلزال.. فوضى غير متعمّدة في توزيع المساعدات تحتاج تنظيم 

توزيع المساعدات

مع نجدات السوريين لبعضهم بعد الزلزال.. فوضى غير متعمّدة في توزيع المساعدات تحتاج تنظيم 

هاشتاغ_ نور قاسم 

مضت أيام على الزلزال المدمر الذي حصل في عدد من المحافظات السورية ومنذ ذلك الحين لم تتوقف المبادرات بأنواعها لمساعدة المتضررين. وانتشرت معها الجدالات عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول الفوضى الغير المتعمدة بين فرق الإغاثة والتي أدت إلى تفاوت في توزيع المساعدات على مراكز الإيواء، الأمر الذي أظهر الحاجة إلى تنسيق الجهود لا سيما وأن عمليات دعم المتضررين لن تتوقف عند أيام أو أسابيع.

اتحاد وإنقاذ.. ومستغلين  

صفية محمود المتطوعة في فريق “صبايا” في منطقة الاذاعة بمحافظة حلب قالت ل”هاشتاغ” إن المصاب الجلل الأخير الذي ضرب المنطقة جعلنا نتحد كلنا مع بعضنا للإنقاذ والمساعدة ولكن في الوقت ذاته لا يمكن الإنكار بظهور بعض المستغلين. ففي حين أن عدداً من المطاعم فتحت أبوابها ووزعت السندويش مجاناً على الجميع، يوجد مطاعم أُخرى استغلت الوضع الحالي ورفعوا الأسعار في يوم الحادثة إلى الضعف لكثرة الطلب على الأغذية، وحتى سائقي التكاسي بعضهم رفعوا سعرهم إلى الضعف أيضاً بحجة عدم توفر البنزين.

وطرحت محمود مثالاً أن أحد السائقين وبالرغم من علمه أن الذين معه متطوعين ويوزعون الأغراض من مكان إلى آخر طلب منهم أجراً مضاعفاً. في حين أن سائق تكسي آخر آثر البقاء معهم والتجول من مركز إلى آخر دون أي أجر .

وبينت محمود أنه يوجد فوضى في التوزيع في منطقة الفردوس بحلب. ويوجد أشخاص يوزعون بشكل فردي والناس والازدحامات حولهم بشكل كبير، لدرجة أن بعضهم يحصلون على السلة الغذائية ويذهبون ومن ثم يعودون لطلب سلة أخرى بحجة أنهم لم يأخذوا بعد ،حسب تعبيرها.

ولفتت محمود إلى أن صديقتها وزعت المواد الغذائية لإحدى الجوامع وفوجئت بعد نصف ساعة بمنشورات تقول أن الجامع لم يحصل على أي مساعدة إلى الآن.

واستغربت صفية محمود جلوس البعض في الحدائق وتحت الجسور بالرغم من وجود الجوامع والمدارس المفتوحة لاستقبال الجميع.

الطعام كافي 

ولفتت صفية محمود إلى أنه من خلال الجولات على عدد كبير من الجوامع والمدارس تبين كفايتهم من ناحية الطعام ولكن النقص الحاد في البطانيات. وبالرغم من بحثهم في عدد من المحال لشراء البطانيات إلا أنه يوجد صعوبة كبيرة لإيجادها، مستغربةً فقدان بيع الأغطية في حلب بهذا الوقت بالذات.

تنظيم وعدم تنظيم

وأشارت صفية إلى أن عدد كبير من الجوامع فيها تنظيم كبير لتوزيع المعونات على المحتاجين. فمثلاً جامع اهل البدر في الفرقان، يوزعون الملابس إضافةً إلى أفضل الأطعمة، في حين يوجد بعض الجوامع الأُخرى تسودها العشوائية، وبعض الجوامع يشكون عليهم الناس لأنهم لا يوزعون لهم عدة مرات في اليوم.

وبينت أن شكاوى كثيرة جاءت على إحدى الجوامع في نزلة الزبدية للتعامل السيء والتوزيع غير المنظم فيه.

وأما مدرسة مصطفى العقاد في سيف الدولة في الإذاعة مكتفين في اللباس والطعام ويوزعون البجامات الجديدة على الناس لديهم إضافةً إلى الطعام الجيد.

وفي دوار الصالحين فيوجد فوضى كبيرة في التوزيع وهجوم على الشاحنات التي تحتوي على المعونات.

ضرورة التشبيك

وأشارت صفية محمود إلى أن المشكلة الأساسية في عدم وجود أي تنظيم أو تشبيك مع كافة الجمعيات أو الذين يوزعون بمفردهم. إذ يوجد مراكز إيواء يحصلون على المساعدات أكثر من مرة في حين أن مراكز أخرى لا يحصلون على شيء بسبب عدم وجود المعلومات لدى من يريد المساعدة حول المركز الذي لم يوزَّع له فعلياً ، ويوافقها في الرأي عدد كبير من المتطوعين بأن التشبيك والتنظيم يجب ان يسود لضمان وصول المساعدات إلى الجميع.

الفوضى 

المتطوعة بتول العلبي بمحافظة حلب بينت ل “هاشتاغ” أن الطعام والأغطية والملابس متوفرة في الجوامع بمنطقة الكلاسة بحلب.

أما في منطقة الميدان فيوجد ازدحام كبير بسبب وجود غير المتضررين مع المتضررين للحصول على المعونات مما خلق فوضى كبيرة ، حسب تعبيرها.

وأشارت إلى أن جامع الروضة على سبيل المثال حصل على وجبة الغداء ثلاثة مرات في اليوم الواحد في حين أن جوامع أخرى لم يحصلوا على الغداء بسبب غياب التنظيم ، وأن البعض يشكون فقط لإثارة البلبلة.

محتكرون للتوزيع

طالبة الطب البشري والمتطوعة آيلا في محافظة حلب بيّنت ل”هاشتاغ” أنه يوجد بعض إدارات المدارس والجوامع الذين يحتكرون التوزيع لأنفسهم ولا يسمحون للفرق بالتوزيع في الداخل بحجة أن لديهم أعداد كافية للتوزيع في الداخل. لكن في الطرف المقابل ليس كل ما يتم الحديث عنه عبر مواقع التواصل الاجتماعي من انعدام لوصول المساعدات أو السرقات أمر صحيح.

وذكرت مثالاً حدث معها أنهم وزعوا وجبات الطعام على عدد من العائلات في المدرسة باليد إلا أن مديرة المدرسة لم يعجبها الأمر وتوجهت إلى الذين وزعوا. وقالت لهم “إن هذه مدرستي ويجب أن يسلَّم لي كل ما تريدون توزيعه ونحن نوزع بمعرفتنا بحجة أنه يوجد أشخاص يريدون الحصول على التبرعات مرتين وثلاث”.

وبينت آيلا ضرورة أن يعمل المتطوعون في التسليم للمتضررين باليد بدلاً من تسليم المعونات إلى إدارة المدرسة أو الجامع.

أمر طبيعي

وتقول الكثير من الآراء إنه من الطبيعي في الفترة الاولى ومع هَول المصيبة سيطرة الفوضى والعشوائية وظهور بعض المستغلين. لكن فيما بعد يجب تنظيم الأمور أكثر من قِبل الجهات المعنية وحصولها على الإحصائيات في كل مركز مخصص للمأوى إضافةً إلى ضرورة التشبيك مع الجمعيات وحتى المساعدين بشكل فردي لضمان العدل في توزيع المساعدات.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
Exit mobile version