Site icon هاشتاغ

حكمة اقتصادية عمرها 132 عام.. ولم نعتبر بعد

هاشتاغ _ أيهم أسد

 

هناك مقولة اقتصادية تاريخية للاقتصادي البريطاني ألفريد مارشال حول التحليل الاقتصادي قالها في كتابه المنشور عام (1890) والمعنون بـ”مبادئ الاقتصاد” مفادها أنه في الاقتصاد “كل شيء يعتمد على كل شيء”.

في قول مارشال ذلك حكمة قد لا تنتهي إلا بانتهاء علم الاقتصاد، فهذا معناه من وجهة نظره أن الاقتصاد شبكة من الترابطات والتوازنات، وبالتالي فإن حل أي مشكلة اقتصادية لا بد وأن يعتمد على حل المشكلات الباقية أو على ما يرتبط بها على الأقل.

وتلك رسالة قديمة جداً وواضحةُ المعاني من أحد أعلام الاقتصاد بأن الحلول الجزئية قد لا تجدي نفعاً، فالكل يعتمد على الكل، وإصلاح الجزء لن يؤدي إلى إصلاح الكل.

ماذا لو أسقطنا مقولة مارشال على الاقتصاد السوري اليوم؟ ماذا لو استفدنا من مقولة تاريخية يصل عمرها أكثر من مئة عام؟

ماذا لو نظرنا إلى تداخل وتشابك مشكلاتنا الاقتصادية وكيفية حل أي منها؟

ماذا لو نظرنا إلى قراراتنا الاقتصادية وكيفية تأثير أي منها على جزء من المشكلة العامة؟

كل شيء يعتمد على كل شيء فهذا يكافئ تماماً بأن معالجة كل شيء يعتمد على معالجة كل شيء آخر وليس على شيء واحد فقط.

ولنأخذ أمثلة بسيطة على ذلك:

معالجة الإصلاح الاقتصادي تعتمد على معالجة الإصلاح الإداري ومعالجة الفساد ومعالجة التشريعات المتقادمة والمتضاربة ومعالجة الثقة بين المواطن والحكومة.

ومعالجة الفساد تعتمد على معالجة الإصلاح الاقتصادي ومعالجة الإصلاح الإداري ومعالجة التشريعات

ومعالجة الإصلاح الإداري تعتمد على معالجة الفساد ومعالجة التشريعات ومعالجة الثقة بين المواطن والحكومة.

ومعالجة الثقة بين المواطن والحكومة تعتمد على معالجة الإصلاح الإداري ومعالجة الإصلاح الاقتصادي ومعالجة الفساد ومعالجة التشريعات.

وقس على ذلك كل المشكلات التي تواجه الاقتصاد السوري بشكل يومي أو استراتيجي، وبالتالي لا بديل إلا عن معالجة شاملة جذرية متزامنة للكل، فالكل لن ينقذه إلا إصلاح الكل.

إن الاستمرار بعقلية المعالجة بالاجتزاء لم تؤدي تاريخياً إلا إلى تفاقم المشكلات الاقتصادية والإدارية والاجتماعية، ولم تنتج مستقبلاً إلا مزيداً من التعقيدات لا الحلول.

فهل لنا في حكمة تاريخية عمرها أكثر من قرن عبرة اليوم.

http://لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version