Site icon هاشتاغ

من المسؤول عن تراجع جامعة في عقدها التاسع؟!

كيف يمكن لجامعات في ربيعها الأول أو الثاني أن تنافس وتسابق جامعة دمشق العريقة التي دخلت عقدها التاسع؟! احتلت جامعة دمشق المرتبة 2891 عالمياً من أصل 3744 جامعة بعدد استشهادات 4187

هاشتاغ سوريا-خاص

كل شيء يتقادم مع مرور الزمن ويفنى، باستثناء التعليم الذي يرتقي ويتراكم مع مرور السنوات، لكن هل هذا هو واقع حال التعليم في سورية؟

رغم عدم إدراج جميع الجامعات السورية في أهم التصنيفات العالمية، ومع ذلك ما زالت الجامعات السورية تتباهى بإنجازاتها وإدراجها في التصنيف الإسباني “ويبومتركس” الذي يعتمد على المواقع الالكترونية للجامعات وعلى “جوجل إسكولر” للاستشهادات المرجعية بالبحوث العالمية.

منذ يومين صدر تصنيف “ويبومتركس” الإصدار الأول من العام 2021، وفيه استطاعت فقط خمس جامعات سورية (أربع جامعات حكومية وجامعة خاصة واحدة) أن تكون ضمن هذا التصنيف. ومنذ صدور نسخة كانون الثاني 2021 بدأت الجامعات تقوم بترتيب نفسها بأنها الأولى بين الجامعات السورية أو الأولى بين الجامعات الخاصة، وللوهلة الأولى يعتقد القارئ أنها حصلت على مراتب متقدمة عالمياً بعدد استشهادات يفوق مئات الألوف.

وفقاً لـ “ويبومتركس” جاءت جامعة دمشق في المرتبة الأولى بين الجامعات السورية بعدد استشهادات 4187، ورغم أن جامعة دمشق “هي الجامعة الأم التي ترجع نشأتها الأولى إلى مستهل القرن العشرين، وقد دخلت في العقد التاسع من عمرها” كما ورد على موقعها الرسمي في تبويب “تاريخ الجامعة”. هل استطاعت الحفاظ على عراقة القرن الماضي وهيبة ووقار عمرها؟
تشير بيانات التصنيف “ويبومتركس” أن جامعة دمشق جاءت في الترتيب 2891 عالمياً من أصل 3744 جامعة مدرجة في القائمة، أما عربياً فقد احتلت المرتبة 165 من أصل 225 جامعة.

كيف يمكن لجامعات في ربيعها الأول أو الثاني أن تنافس وتسابق جامعة دمشق العريقة التي دخلت عقدها التاسع؟!

قد يقول البعض أن السبب يعود على الحرب وظروفها، لكن نسخة “ويبومتركس” أظهرت وجود 30 جامعة عراقية ضمن التصنيف، احتلت جامعة بغداد المرتبة الأولى عراقياً بعدد استشهادات 49353، والمرتبة 50 عربياً و1341 عالمياً.

وفي السودان حصلت جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا على موقع متقدم عن جامعة دمشق “العريقة” بعدد استشهادات 5507 واحتلت المرتبة 155 عربياً و2716 عالمياً.

أما ليبيا استطاعت 6 جامعات من دخول التصنيف وجاءت جامعة بنغازي بالمرتبة 88 عربياً و1877 عالمياً بعدد استشهادات يقارب خمسة أمثال جامعة دمشق، حيث بلغ عدد الاستشهادات 19587 استشهاد.

إذاً الحرب -وإن كانت سبباً معيقاً – لكنها ليس سبباً مبرراً لأن تحتل جامعات أخرى بعمر الربيع مواقع متقدمة على جامعة في عقدها التاسع.

من المسؤول عن تدني مستوى البحث العلمي في سورية عموماً وفي جامعة دمشق على وجه الخصوص؟ أليس من أهداف وزارة التعليم العالي والجامعات رفع سوية البحث العلمي؟! أم أنه فقط حبر على ورق؟!

آن الأوان أن يعتبر التعليم هو قاطرة النمو والتنمية وهو ما يجب أن تنفق عليه الأموال وليس تجميل العاصمة وماروتا سيتي وباسيليا سيتي، فرأس المال البشري هو من يصنع القوة في القرن الحادي والعشرين.

Exit mobile version