Site icon هاشتاغ

نبوغ العوا: من حق السوريين معرفة شروط الحصول على لقاح “كورونا” التي تمس السيادة

هاشتاغ سوريا – خاص

قال الدكتور نبوغ العوا، عضو الفريق الاستشاري السوري في التصدي لجائحة كورونا، إن الحكومة السورية طرحت وناقشت موضوع حصولها على لقاح كورونا منذ فترة شهرين تقريباً، وكانت الطروحات تتمحور حول حق سورية بالحصول على اللقاح ضمن النموذج الذي أكدته منظمة الصحة العالمية “توزيع اللقاح على دول العالم بشكل آمن وعادل”. مشيراً إلى أن تصريح وزير الصحة حسن الغباش، أمام مجلس الشعب، يؤكد أن هناك مستجدات وشروط فرضت على سورية من وراء الكواليس، وحالت دون توقيع سورية أي اتفاقية مع أي منظمة تعنى باستقطاب اللقاح لعدم قبولها بهذه الشروط.

وكان وزير الصحة الغباش قال “إن الحكومة تعمل جاهدة بكامل أفرادها للحصول على اللقاح ضمن الشروط المقبولة بالنسبة للشعب السوري”، مضيفاً: “لن نرضى أن يأتي هذا اللقاح على حساب أمور أخرى متعلقة بالمواطن السوري والسيادة السورية”

وأكد العوا في تصريح لـ”هاشتاغ سوريا” أن الفريق الاستشاري لا فكرة لديه عن طبيعة هذه الشروط، التي قد تكون فرضت على سورية مقابل حصولها على اللقاح، ورأت فيه الحكومة تنازلاً عن السيادة عبر القبول بشيء لا يمكن أن تقبل به أو التنازل عن شيء لا يمكن أن تتنازل عنه.

ولفت عضو الفريق الاستشاري، إلى أن الفريق اطلع بالعموم على طلب الحكومة السورية تزويدها باللقاح، ولم يحصل على توضيحات من وزارة الصحة حول المستجدات التي حالت دون التوصل إلى اتفاق. وأضاف، لكن وبحسب ما صرح به وزير الصحة فإن المستجد هو محاولة لي ذراع الحكومة وإظهارها بمظهر الضعيف أمام شعبها لعدم قدرتها على تأمين اللقاح، وهذا أمر خطير جداً وغير مقبول، ولا يفترض بمنظمات وشركات معنية بشأن طبي هو لقاح ضد فيروس يهدد العالم أن تساوم الحكومات مقابل الحصول عليه.

وأوضح العوا أن ما فهمه “حرفياً” من تصريح وزير الصحة أن لا لقاح سيصل سورية في القريب العاجل، وأن الشركات المنتجة للقاح أو المنظمات المعنية باستجراره حاولت استغلال الوضع السياسي المتوتر والضغوطات الاقتصادية الشديدة التي تعانيها من عقوبات وغيرها وجزء من أراضينا محتل واعتبرت هذه الظروف الصعبة أوراق رابحة بيديها للضغط مقابل تأمين اللقاح، الأمر الذي رفضته سورية واعتبرته مساساً بسيادتها، فتريثت ريثما تحصل على شروط مناسبة لها لا تقدم من خلالها أي تنازلات.

وقال العوا: لا شك أن الحكومة السورية ستحسن من صورتها أمام شعبها في حال استطاعت تأمين اللقاح، وخاصة للفئات الطبية العاملة في خط الدفاع الأول، ولكن الشعب السوري من حقه أن يفهم طبيعة هذه الشروط وألا تبقى المناقشات “مساومات” من وراء الكواليس بل أن تعلن عنها وزارة الصحة بشكل واضح ليتعاطف معها الشعب الذي لن يقبل أيضاً أن تمس سيادة بلده، وأن تشرح كذلك آلية سعيها للحصول على اللقاح بشكل علني كي لا نترك الباب مفتوحاً لتفسيرات مغلوطة، خاصة وأن كل المؤشرات والتصريحات السابقة كانت تؤكد أن توريدات اللقاح ستصل خلال الربع الأول من العام الحالي.

وكمثال على هذا الغموض، كشف العوا أنه من غير الواضح حتى الآن إن كان وزير الصحة يتحدث عن شروط فرضتها مبادرة “كوفاكس” التابعة لمنظمة الصحة العالمية أم المنظمة نفسها أم الشركات المنتجة للقاح، وهذا أيضاً لم يتم إطلاعنا عليه كفريق استشاري. والأمر نفسه بالنسبة لآلية استجرار اللقاح هل ستكون على شكل هبة من دول أخرى باعتبار اقتصادنا سيء أو بسعر مخفض “حسومات” أو مقايضة مقابل مواد أخرى أو ديون مستقبلية؟

أيضاً من غير المعلوم حتى الآن، يضيف العوا، إن كانت سورية طلبت اللقاح الصيني “سينوفارم” أو الروسي “سبوتنيك في” أو الأمريكي الألماني “فايزر- بيوتنيك”. بالنسبة للقاح الأمريكي قلت وأقولها مجدداً أستبعد أن تعطينا الحكومة الأمريكية اللقاح دون مقابل فهي لا يمكن أن تمنح شيئاً بالمجان أو بشكل إنساني، حتى ولو كان لقاحاً عالمياً شاملاً، ولا ننسى أو نتناسى بأنها وخلال الحصار الذي تفرضه على سورية لم تسمح لها حتى باستيراد قطع صغيرة لتصليح منفسة فما بالك بلقاح يوقف جائحة. أما بالنسبة للقاحين الروسي والصيني فهذا يطرح تساؤل هل فرضت الشركتان المنتجتان أو الحكومتان الروسية والصينية الصديقتان لسورية شروطاً أيضاً مقابل حصولها على أي من اللقاحين؟.. هذا الأمر بالنسبة لي شخصياً مستبعد ولكن الأمر يحتاج إلى توضيح من وزارة الصحة.

وأشار العوا، في هذا السياق، إلى أنه ومن الناحية الطبية والعلمية، يفضل اللقاحين الصيني أو الروسي على اللقاح الأمريكي كونهما شبيهان بلقاحات الحصبة وشلل الأطفال الآمنة والمجربة فهما عبارة عن فيروسات مضعفة تدخل للجسم لتشكل أجساماً ضدية عند التعرض للمرض، فيصبح هناك ذاكرة للفيروس، وبالتالي إصابة أخف. أما اللقاح الأمريكي فطريقة تركيبه جديدة كلياً، وكل معلوماتنا عنه مستقاة من منظمة الصحة والشركات التي تجري دراسات ومن غير المثبت حتى الآن أعراضه الجانبية مستقبلاً.

ورأى العوا، أن تصديق سورية على الاتفاقية الإطارية للشراكة بينها وبين التحالف العالمي للقاحات “جافي” بهدف الحصول على اللقاحات والتمنيع أو الدعم النقدي قد يكون بوابة أمل بعد هذه العرقلة، والطريق الأسلم لحصول السوريين على اللقاح دون ابتزاز مسبق أو بشروط تمس السيادة.

Exit mobile version