Site icon هاشتاغ

نشر بعنوان : ترف.. وقرف؟!

هاشتاغ سورية- رأي عصام داري
سأتخلى هذه المرة عن الكتابة المعتادة التي تدور حول الأوضاع في بلدنا والأزمات التي يعاني منها المواطن العادي، وطبعاً يجب استثناء المواطن السوبر،فهذا المخلوق لا يعاني من أي أزمات!.
دائماً نكتب عن بعض المسؤولين،خاصة في مجال الخدمات العامة للمواطن من خبز ورز وسكر وزيت وبنزين وغاز وإلى آخر هذه القائمة الطويلة التي ليس لها آخر!فلماذا لا نكتب عن شيء آخر،أو أشخاص آخرين يشبهوننا إلى حد ما؟لماذا لا نضع اللوم-أو بعض اللوم على الأقل- على البعض من المواطنين، أو حفنة من المواطنين؟.
على سبيل المثال فأنا أعرف مواطن (مثالي) يتحدث عن العفة والفساد والرشاوى والمحسوبيات والسرقات وغير ذلك،لكنه في منزله يستعير الكهرباء من الدولة،أي يمدد أشرطة الكهرباء من الشارع ولا يمر التيار على العداد الذي يحصي عدد الكيلوات المستخدمة..أي بصريح العبارة يسرق الكهرباء علناً.
صدقوني أنني شعرت بالحر الشديد في منزله العامر لأنه يستجر التيار الكهربائي للمدافئ التي تعمل على الكهرباء ويشغلها جميعها في وقت واحد فيتحول بيته إلى حمام ساونا!.
والمشكلة أن المخالفات من هذا النوع كثيرة جداً لكن لا أحد يحاسب ويعاقب ويخالف هؤلاء الناس،جل ما في الأمر أن دورية ما تنزع الأشرطة عن الشبكة وتذهب في حال سبيلها،فيكون صاحبنا مستعد لهذه(النكسة)فيحضر أشرطة جديدة ويعود إلى بيته ليشعر بالدفء على حساب الدولة،أليست الدولة مسؤولة عن المواطن وسعادته ورفاهيته؟!.
المهم أن هناك الكثير من التعدي على الأموال والأملاك العامة ولا من حسيب ولا رقيب.
حالة أخرى تلفت الانتباه:الطوابير على الأفران طويلة جداً،ينتظر المواطن ساعات للحصول على ربطة أو ربطتين،وعلى بعد أمتار قليلة يقف طابور من نوع آخر..هم باعة الخبز..يعطيك قدر ما تريد من ربطات الخبز ولكن بسعر ألف ليرة للربطة الواحدة التي ثمنها الرسمي مئة ليرة،فمن أين حصل طابور باعة الخبز على هذه الكمية الكبيرة من الخبز التي يتاجر بها،بينما المواطن لا يستطيع على الحصول على كفاف يومه؟.
كل التبريرات غير مقنعة بتاتاً،فالتزموا الصمت ولا تجعلوا المواطن يضحك من غبائكم!!.
وبما أن عنوان هذه الزاوية ترف..وقرف..فإن ما يقرف فعلاً هو الترف المبالغ فيه على صفحات الفيسبوك..بوستات تظهر فيها حفلات الشواء والأكل الفاخر من جميع الأنواع والمواطن غير قادر على شراء ربع فروج أو نصف أوقية دهن حيواني،ولا نقول لحم،فهذه الكلمة شطبت من القواميس!.
وأضيفوا إلى ذلك الملابس الفارهة والسيارات والولائم والسياحة في مناطق من ذوات الخمس نجوم والعشر نجوم والفنادق والملاعب..وغيره كثير!.
أليست مظاهر الترف تدعو إلى القرف في ظروفنا الراهنة؟ولماذا لا يفكر المترفون بالجائعين والمحتاجين والطفرانين؟..
حقيقة..اللي استحوا ماتو!!.

 

Exit mobile version