Site icon هاشتاغ

نهاية حقبة أردوغان.. عقدين من التغيير والتحوّل

في يوم الجمعة الماضي، وقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمام حشد من مؤسسة الشباب التركي، ليعلن للمرة الأولى عن قرب مغادرته السلطة، مؤكداً أن الانتخابات البلدية المقررة في 31 آذار/ مارس الجاري ستكون “الأخيرة” له.

 

هذا الإعلان يأتي بعد عقدين من الزمان قضاها أردوغان في قلب السياسة التركية، حيث تولى السلطة منذ عام 2003، وشهدت تركيا تحت قيادته تغيرات جذرية على مختلف الأصعدة.

 

أردوغان، الذي بدأ رحلته السياسية كعمدة لإسطنبول في التسعينيات، استطاع أن يحول الحزب الذي أسسه، حزب العدالة والتنمية، إلى قوة سياسية رئيسية في البلاد.

 

ومنذ توليه رئاسة الوزراء في عام 2003، ولاحقاً الرئاسة في عام 2014، شهدت تركيا نهضة اقتصادية وتطورات عمرانية كبيرة، بالإضافة إلى تعزيز دورها الإقليمي والدولي.

 

خلال فترة حكمه، تم انتخاب أردوغان عدة مرات، حيث قاد حزبه للفوز في الانتخابات في أعوام 2002، 2007، و2011، قبل أن ينتخب رئيساً في عام 2014، وقد بدأت مدة ولايته الثانية بعد انتخابات 2023.

 

وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية والسياسية التي واجهتها البلاد، بقي أردوغان شخصية محورية في السياسة التركية، محافظًا على قاعدة شعبية قوية.

 

في خطابه الأخير، أشار أردوغان إلى أنه واصل العمل بدون توقف، وأن هذه الانتخابات ستكون بمثابة النهاية لمسيرته السياسية، لكنه أكد أن النتيجة ستكون “بركة” للذين سيأتون من بعده، مشيراً إلى انتقال سلس للثقة.

 

ويُعد الرهان الانتخابي الرئيسي لحزب العدالة والتنمية استعادة إسطنبول، المدينة التي كانت تحت قيادته في التسعينيات والتي انتقلت إلى أيدي المعارضة في عام 2019.

 

ويبدو أن هذه الانتخابات ستكون بمثابة ختام لمسيرة الرئيس التركي الطويلة، والتي تركت بصمة لا تُمحى في تاريخ تركيا الحديث.

 

في ظل حكمه، شهدت تركيا تحولات كبيرة، من تطوير البنية التحتية والنقل، إلى تعزيز الاقتصاد والصناعة، وحتى إعادة تشكيل الهوية الثقافية والسياسية للبلاد.

 

ومع اقتراب موعد الانتخابات، يترقب الشعب التركي والعالم أجمع نهاية عهد أردوغان وبداية فصل جديد في تاريخ الأمة التركية.

Exit mobile version