Site icon هاشتاغ

نوبل في الاقتصاد.. مركزية و”ذكورية” أمريكية

هاشتاغ – أيهم أسد

تأخرت جائزة نوبل في الاقتصاد عن باقي جوائز نوبل المقررة في الطب والفيزياء والكيمياء والأدب والسلام حوالي 73 عاماً حتى ظهرت، إذ تقرر منح الجائزة في عام 1968 ومنحت أول جائزة نوبل في الاقتصاد عام 1969 للنرويجي ركنر فريش والهولندي جان تينبرغن.

ومنذ عام 1969 وحتى عام 2022 بلغ عدد الاقتصاديين الحاصلين على الجائزة (92) اقتصاديا إما منفردين أو بالمشاركة.

ومنذ عام 1970 دخل الاقتصاديون الأمريكيون على خط جائزة نوبل في الاقتصاد، ومنذ ذلك العام وحتى العام الحالي حصل (54) اقتصادي أمريكي الأصل والجنسية على تلك الجائزة، أي أن الاقتصاديين الأمريكيين حصلوا على (56%) من جوائز نوبل.

وإذا ما أضيف إلى الاقتصاديين الأمريكي الأصل والجنسية عدد الاقتصاديين الأمريكي الجنسية لكن من أصول مختلفة فسيصل عدد أمريكيي الجنسبة الحاصلين على نوبل في الاقتصاد إلى (65) اقتصادي، وهو ما يمثل حوالي (71%) من عدد الحاصلين على الجائزة.

ومن الملاحظ أنه من بين الـ(92) اقتصادي حاصلين على نوبل في الاقتصاد يوجد هناك امرأتين فقط حاصلتين عليها واحدة أمريكية الجنسية (إلينور أوستروم) والثانية فرنسية وهي (إستر دوفلو)، أي أن حصة النساء في الجائزة لم تتجاوز (2%) فقط.

أما حصة الدول العربية والدول الإفريقية والصين واليابان ودول جنوب شرق آسيا من الجائزة فكانت صفرية بامتياز، إذ لا يوجد أي اقتصادي من تلك الدول حاز على الجائزة منذ تاريخ إحداثها.

من الملاحظ أن هناك نوع من المركزية المزدوجة في جائزة نوبل للاقتصاد تقوم على ركيزتين هما:

الأولى: هي المركزية الأمريكية والتي استطاعت من خلالها تركيز أكثر من نصف عدد جوائز نوبل في الاقتصاد لديها دون أن يكون لنا معرفة إن كانت هناك نظريات اقتصادية في بقية دول العالم تستحق أن تكون الأفضل مما هو لدى الاقتصاديين الأمريكيين.

الثانية: هي ندرة عدد النساء اللواتي حصلن على الجائزة طيلة (53) عاماً دون أن يكون لنا معرفة أيضاً بوجود نساء أخريات قد يكون لهن مساهمات اقتصادية عميقة في النظرية الاقتصادية ولكن لم ينلن الجائزة لأسباب مختلفة.

في نوبل للاقتصاد نحن نتهافت على أعمال الحائزين عليها دون أن يكون لنا أدنى معرفة إن كان هناك اقتصادي ياباني أو صيني أو عربي لديه من الأعمال الاقتصادية ما هو أهم وأكثر تأثيراً على المجتمع ممن مُنح نوبل.

في نوبل للاقتصاد نحن أمام مركزية السلطة الاقتصادية والسلطة الذكورية.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
Exit mobile version