Site icon هاشتاغ

هجوم سعودي غير مسبوق على سورية وقيادتها.. ماهي السيناريوهات التي تقف وراءه؟

استغربت صحيفة “رأي اليوم” لصاحبها الصحفي الفلسطيني عبد الباري عطوان، الهجوم السعودي العنيف على سورية وقيادتها، والذي جاء على لسان مندوب المملكة في مجلس الأمن عبد الله المعلمي .

عطوان قال في مقاله إن هذا الهُجوم، وهذه اللّهجة يأتيان في ظِل انفتاح عربي على سورية وحُكومتها، انعكس من خلال إقدام حُكومات خليجيّة وعربيّة على إعادة فتح سِفاراتها في دِمشق، وقِيام مسؤولين بارزين فيها بزيارة العاصمة السوريّة كان آخِرهم الشيخ عبد الله بن زايد، وزير الخارجيّة الإماراتي، وقبله الجِنرال خالد الحميدان، رئيس جهاز المُخابرات السعودي الذي وصل إلى دِمشق على رأس وفد أمني كبير، والتقى نظيره السوري اللواء علي المملوك، رئيس مكتب الأمن القومي السوري، مثلما التقى أيضًا الرئيس بشار الأسد (أيّار الماضي)، مثلما كان وزير السّياحة محمد السوري رضوان مارتيني قد زار الرياض في التّوقيت نفسه للمُشاركة في مُؤتمر لمنظمة السّياحة العالميّة، الأمر الذي فتح الباب على مِصراعيه أمام تكهّنات إعلاميّة تحدّثت عن قُرب عودة العلاقات وإعادة فتح السّفارات المُغلقة للبلدين.

وأضاف الكاتب والصحفي الفلسطيني “قبل معرفة الأسباب الحقيقيّة لهذا الهُجوم السعودي المُفاجئ وغير المألوف حتى في ذروة التدخّل السعودي لإسقاط النظام في سورية، ودعم المسلّحين، وتبنّي المُعارضة السوريّة بشقّيها العسكري والسياسي، لا بد من التوقّف عند العديد من النقاط، وأولها تزامن هذا الهُجوم مع انتهاء الجولة السّابعة لمُفاوضات فيينا النوويّة بين إيران والدّول السّت الكُبرى دون التوصّل إلى أيّ اتّفاقات، أو حتى تحديد موعد مُحدّد لاستِئنافها، مما يعني أن احتِمالات الحرب الأمريكيّة الإسرائيليّة ضدّ إيران باتت كبيرةً، في ظِل التّهديدات وحالة التوتّر المُتصاعدة.”

أما النقطة الثانية، بحسب عطوان فهي “قيام الأمير محمد بن سلمان وليّ العهد الفِعلي للسعوديّة بتزعّم الاجتماع السنوي لمجلس التعاون الخليجي يوم الثلاثاء الماضي في الرياض، في ظِل “غياب” أو “تغييب” لوالده الملك سلمان بن عبد العزيز لأسبابٍ غير معروفة، الأمر الذي يُرجّح أنّ وليّ العهد بدأ يتبنّى سياسات تصعيديّة جديدة ضد “محور المُقاومة” وإيران وحُلفائها في سورية والعِراق ولبنان واليمن.

ويتابع الكاتب بأن ثالث النقاط تتجلى في أن “هذا الهُجوم على الرئيس السوري وبلاده، ومن على منصّة الأمم المتحدة، يأتي لإجهاض تحرّك جزائري لإعادة سورية إلى الجامعة العربيّة في آذار المُقبل، حيث ستستضيف العاصمة الجزائريّة مُؤتمر القمّة العربيّة، بينما تقف الرياض في خندق المغرب في ظِل تأجّج الصّراع بينه وبين الجزائر”.

أما النقطة الرابعة، فهي أن هذا التصعيد الجديد “يأتي في ظِل تصاعد الخلاف السعودي الإماراتي، وانسِحاب الإمارات من حرب اليمن تقريبًا، ومن غير المُستَبعد، وفي ظِل التنافس و”المُناكفة” بين البلدين أن تكون السّياسة السعوديّة الجديدة نقيضًا لسياسة الإمارات في الانفِتاح على كُل من سورية وإيران، خاصّةً وأن الشيخ طحنون بن زايد، مُستشار الأمن القومي الإماراتي زار طِهران قبل عشرة أيّام، وتردّدت أنباء عن قُبول الرئيس الأسد دعوة من الشيخ محمد بن زايد وليّ عهد أبو وظبي لزيارة الإمارات حملها إليه الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجيّة، وتَبِعَها اتّصال هاتفي بين الرئيس السوري والشيخ محمد بن زايد.”

ويقول عبد الباري عطوان أنه “حتّى الآن لم يصدر أيّ رد فِعل من دِمشق على هذا الهُجوم الذي شنّه مندوب السعوديّة في الأمم المتحدة على سورية ورئيسها” مضيفاً أن “من شبه المؤكد أن تعليمات أمريكيّة قد تكون صدرت إلى حُلفاء واشنطن في منطقة الخليج بالتأهّب، والاستِعداد لحربٍ وشيكةٍ ضدّ إيران ومحورها بعد انهِيار المُفاوضات النوويّة في فيينا قد تشنّها “إسرائيل” لوحدها، أو بالتّعاون مع الولايات المتحدة”.

ووفقاً لعطوان “من غير المُستَبعد أن تكون الخطوة الأولى والأهم التي سيُقدِم عليها الأمير بن سلمان، في حال مُضيّه قُدُمًا في تتويج نفسه خلفًا لوالده “المريض” تطبيع العُلاقات مع “إسرائيل” في مُحاولةٍ لكسْر عُزلته، والحُصول على اعتِراف أوروبا وأمريكا وحُلفائهما بتولّيه العرش.

مشيراً إلى أنه “من غير المُستَبعد أيضًا، كما يقول الكاتب، أن تُعيد القيادة السعوديّة القديمة المُتجدّدة دعمها للمُعارضة السوريّة بأشكالها كافّة، بالمال والسّلاح، في حال “جديّة” هذا الانقِلاب الجديد في عُلاقاتها مع سورية، والرئيس بشار الأسد، اللهمّ “إلا إذا كان هذا التّطاول نوعًا من “النّزق” السّياسي بعد تبدّد أسبابه، وهو نزقٌ بات من أساسيّات بعض السّياسات السعودية”.

ويختم عبد الباري عطوان مقاله بأن “الأيّام القادمة ربّما تكون حافلة بالمُفاجآت المُتسارعة، وكُل ما نستطيع أن نقوله الآن أن القادم خطير، بل خطيرٌ جدًّا، إذ بلغ الهلع الإسرائيلي من الخطر الوجودي الإيراني ذروته” وفقاً لعطوان.

Exit mobile version