Site icon هاشتاغ

هل فشلت الولايات المتحدة في الخروج من الشرق الأوسط؟

تقول صحيفة “واشنطن بوست”، إن الولايات المتحدة تجد نفسها في الشرق الأوسط مرة أخرى، رغم المحاولات السابقة للخروج من تلك المنطقة، والتركيز على الصين وروسيا.

وتضيف الصحيفة: “لقد علّمت الحرب في غزة والأزمة الإنسانية المتفاقمة هناك بايدن درسا تعلمه العديد من الرؤساء من قبل: ليس من السهل الانسحاب من الشرق الأوسط”.

وأشارت إلى أنه بعد انتهاء ما وصفته بـ”الحروب الأبدية” في العراق وأفغانستان، أرادت الإدارة توجيه سياستها الخارجية نحو مواجهة روسيا والصين، لكن صباح السابع من تشرين الأول/أكتوبر “هجوم حماس على جنوب إسرائيل” غيَّر كل ذلك.

والآن، يجد “البنتاغون” نفسه منخرطا بشكل متزايد في الصراع الأكثر صعوبة في المنطقة.

فمع تزايد هجمات “الحوثيين” في البحر الأحمر، والتوجه إلى تقديم المساعدات لقطاع غزة، وسّعت الولايات المتحدة وجودها في الشرق الأوسط رغم محاولات الخروج منه.

وتشير الصحيفة إلى مشهدين متقاربين زمانيا ومكانيا، الأول لقيام المقدم في الجيش الأميركي، جيريمي أندرسون، بإسقاط 16 حزمة من المساعدات الغذائية الطارئة فوق شمال غزة من طائرة “سي 30”.

وعلى بعد آلاف الأميال، قبالة سواحل اليمن، تحلق الطائرات المقاتلة والمروحيات الهجومية الأميركية من على سطح السفينة “أيزنهاور”، بفارق دقائق فقط، لمواجهة “الحوثيين” الذين يهاجمون السفن في البحر الأحمر.

وفي كلا الموقعين، يقول أفراد بالجيش الأميركي، إنهم فوجئوا بهذه المهام، التي كانت أيضا تتغير مع تحرك البيت الأبيض بسرعة لاحتواء تداعيات الحرب بين “إسرائيل” و”حماس”.

وقال أندرسون بعد عودته إلى الأردن: “لم يكن هذا بالتأكيد شيئا كنت أتوقعه. لم نعرف سوى القليل بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر”.

وفي البحر الأحمر، قال الأدميرال ميغيز إن مجموعته الهجومية، بقيادة “أيزنهاور”، كان من المقرر أصلا أن تعبر الشرق الأوسط للقيام بعمليات عسكرية أخرى، لكنها الآن تتولى اعتراض هجمات “الحوثيين” بالطائرات من دون طيار والصواريخ الباليستية، وتضرب الجماعة في عمق اليمن.

وأضاف: “سنبقى هنا طالما دعت الحاجة”.

إنزال المساعدة إلى غزة جوا

ولمواجهة العوائق التي تعترض إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر البر، إذ تتراكم الشاحنات بانتظار عمليات التفتيش من السلطات الإسرائيلية، وسط مطالبات بفتح معابر إضافية لتعزيز دخول المساعدات، تشير الصحيفة إلى المحاولات الدولية لتوصيل المساعدات عبر الجو والبحر.

وتلفت إلى محاولات بعض الدول، ومنها الولايات المتحدة، إيصال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة عبر إنزالات جوية وحتى إقامة ممر بحري على أمل توصيل المساعدات قبل وقوع مجاعة تطال مئات الآلاف من الأشخاص.

وتشير الصحيفة إلى أنه بعد استشهاد أكثر من 31 ألف شخص في غزة منذ بدء الحرب، وفقا لوزارة الصحة في غزة، رفضت “إسرائيل” دعوات الإدارة الأميركية لإدخال المزيد من المساعدات إلى القطاع، هناك سباق مع الزمن في محاولة لإيصال مزيد من المساعدات الإنسانية المباشرة، الذي يعاني سكانه من نقص حاد في الغذاء، ويتضور الأطفال في شماله جوعا حتى الموت من خلال إلقائها من الجو أو من خلال ممر بحري انطلاقا من قبرص.

ومع تحرك طاقم من الجيش الأميركي إلى غزة لبناء ميناء عائم، فإنه بات “يشكل جزءا ثابتا من البصمة العسكرية الأميركية المتوسعة في الشرق الأوسط.

وذلك في منطقة كان الرئيس جو بايدن يأمل في التقليل من التركيز عليها، وهي منطقة كان التدخل الأميركي فيها مدمرا ومكلفا”، بحسب ما أوردته الصحيفة.

ويذكر أن تقرير سابق، نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال”، وصف إرسال المساعدات عبر الطائرات بـ”الأمر المكلف والخطير ولا يكفي” لدرء المجاعة.

ويؤكد التقرير أن “عمليات تسليم المساعدات بالشاحنات على نطاق واسع، هو الأمر الوحيد القادر على منع المجاعة” في غزة.

وذكرت 3 مصادر مطلعة ومسؤول أميركي أن الولايات المتحدة قد تحث شركاء وحلفاء على تمويل عملية يديرها القطاع الخاص لإرسال مساعدات عن طريق البحر إلى غزة.

وإذا توافر التمويل، فقد تأتي الخطة بكميات كبيرة من المساعدات إلى الشاطئ في غضون أسابيع، وقد تكون أسرع من نظام الأرصفة العائمة للجيش الأميركي الذي تقول وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” إنه قد يستغرق 60 يوما حتى يصبح جاهزا للعمل.

وقال المسؤول الأميركي وشخص مطلع على الخطة إن الولايات المتحدة لن تمول المشروع، فيما أفاد مصدران آخران والمسؤول الأميركي نفسه بأن واشنطن تدرس مطالبة الحلفاء بتمويل المشروع ودعمه عبر مؤسسة دولية تقبل الأموال من حكومات ومصادر خاصة.

مواجهة حركات المقاومة

وفي محاولة منع “حزب اللّه” من فتح جبهة جديدة بمواجهة “إسرائيل”، ولتجنب حرب أوسع نطاقا، أوردت “واشنطن بوست” أن الجيش الأميركي بدأ في إرسال وحداته العسكرية إلى المنطقة فورا بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر

وتمثل هذه التحركات زيادة طفيفة إذا قورنت بذروة التدخل في المنطقة بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر، حين تم نشر أكثر من 160 ألف جندي في العراق ونحو 100 ألف إلى أفغانستان.

ولا تزال العمليات متواضعة نسبيا، ولا توجد زيادة كبيرة في عدد القوات العسكرية على الارض مقارنة لما قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر. ويؤكد البيت الأبيض  أن العمليات لن تتطور إلى القيام بمهام قتالية.

“ولكن ليس هناك من ينكر الخطر الذي يواجه الأفراد على متن الطائرات والسفن الحربية الأميركية في مسرح مضطرب مثل الشرق الأوسط”، وفق الصحيفة.

وفي العراق وسوريا، أعادت الحرب في غزة نشاط جماعات المقاومة، التي شنت أكثر من 170 هجوما على القوات الأميركية منذ هجوم “حماس” على “إسرائيل”، وفي 28 كانون الثاني/يناير، أدى هجوم بطائرة مسيرة إلى مقتل 3 عسكريين أميركيين في قاعدة بالأدرن.

وردا على ذلك، شنت الولايات المتحدة هجمات أدت إلى مقتل قائد مجموعة مقاومة بارز في بغداد، مما أدى إلى استعادة بعض الهدوء النسبي، بحسب مزاعم الصحيفة.

ومنذ 19 تشرين الثاني/نوفمبر، ينفذ “الحوثيون” هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب، مرتبطة بإسرائيل، ويأتي ذلك دعما لقطاع غزة.

وهاجم المسلحون اليمنيون السفن التجارية أكثر من 60 مرة، مما أدى إلى تحويل حركة الملاحة البحرية العالمية، وإغراق سفينة “روبيمار”، واشتبكوا بشكل مباشر مع القوات الأميركية، مثل إطلاق النار على مروحيات تابعة للبحرية الأميركية استجابة لنداء استغاثة من سفينة تجارية.

وتواجه الولايات المتحدة صعوبات في وقف هجمات “الحوثيين” بشكل كامل، بعد حملة استمرت شهرين على مواقع الجماعة.

ويصف الأدميرال مارك ميغيز وتيرة العمليات في البحر الأحمر بأنها “قرع طبول مستمر”.

وتقود واشنطن تحالفا بحريا دوليا، بزعم “حماية” الملاحة البحرية في هذه المنطقة الاستراتيجية التي تمر عبرها 12٪ من التجارة العالمية.

ومنذ 12 كانون الثاني/يناير، تشن القوات الأميركية والبريطانية ضربات على مواقع تابعة للحوثيين داخل اليمن، في محاولة لردعهم.

وأعلن الجيش الأميركي أنه أسقط مسيرة أطلقها المتمردون في اليمن باتجاه البحر الأحمر، وأنه دمر مزيدا من أسلحتهم، السبت.

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين إيرانيين وأميركيين مطلعين إن إيران والولايات المتحدة أجريتا “محادثات سرية وغير مباشرة” في سلطنة عُمان في كانون الثاني/يناير، تناولت التهديد المتصاعد الذي يشكله “الحوثيون” في اليمن على الشحن البحري في البحر الأحمر، فضلا عن الهجمات على القواعد الأميركية من قبل مجموعات المقاومة المدعومة من إيران في العراق.

وذكرت الصحيفة أن المحادثات السرية عُقدت في 10 كانون الثاني/يناير، في العاصمة العُمانية، مسقط، حيث بادل المسؤولون العُمانيون الرسائل ذهابا وإيابا بين وفدين إيرانيين وأميركيين جلسا في غرف منفصلة.

ولم يتم التوصل لاتفاق، وبعد ساعات ، قادت الولايات المتحدة ضربات ضد أهداف للحوثيين في اليمن في 11 كانون الثاني/يناير.

Exit mobile version