Site icon هاشتاغ

واشنطن تحسم امر مقتل خاشقجي: بن سلمان وافق على خطفه وقتله وهذه القصة من البداية!

نشرت واشنطن، تقرير المخابرات الوطنية حول مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، كما أنها اتخذت سلسلة إجراءات رداً على الحادث الذي أثار تنديداً دولياً واسعاً.
وذكرت وكالة “رويترز” أن تقرير المخابرات، الذي صدر الجمعة، قال إن “ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وافق على خطف أو قتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي في 2018، وأمر بذلك، على الأرجح”.

وبحسب التقرير، فإن ولي العهد السعودي “كان يرى في خاشقجي تهديداً للمملكة، ودعم العنف بشكل كبير”.
وحدد التقرير 21 فرداً تثق المخابرات الأمريكية أنهم متورطون في مقتل خاشقجي نيابة عن ولي العهد السعودي.

وأكد أن التقييم جاء في إطار “سيطرة محمد بن سلمان على صنع القرار في المملكة، والمشاركة المباشرة لمستشار رئيسي وأعضاء من رجال الأمن الوقائي في العملية، ودعم ولي العهد لاستخدام الإجراءات العنيفة لإسكات المعارضين في الخارج، ومن بينهم خاشقجي”.

وكشف التقرير أن فريق الاغتيال السعودي، الذي وصل إلى إسطنبول في 2 تشرين الأول/ أكتوبر 2018، ضم مسؤولين ارتبطوا بمركز دراسات بالديوان الملكي، بالإضافة إلى “سبعة أفراد من نخبة الحماية الشخصية لمحمد بن سلمان، والمعروفة باسم قوة التدخل السريع”.

ولفت إلى أن مركز الدراسات كان يقوده المستشار السابق بالديوان الملكي سعود القحطاني الذي قال علناً عام 2018 إنه لم يتخذ قرارات دون موافقة ولي العهد.
ويؤكد التقرير أن “بن سلمان” له سيطرة مطلقة على جهاز الاستخبارات والأمن السعودي، ما يعني أن مثل هذه العملية لاستهداف خاشقجي لم تكن لتُنفذ بدون إذن منه.
سلسلة إجراءات
بدورها ذكرت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية أن إدارة بايدن حددت 76 سعودياً قد يخضعون لعقوبات بموجب ما سمته “سياسة خاشقجي الجديدة”.

وأكدت الخارجية الأمريكية أنها ستفرض عقوبات لتقييد وإلغاء تأشيرات سفر على 76 سعودياً، وفق قانون “حظر خاشقجي” الجديد.

من جانبها كشفت مجلة “بوليتيكو” الأمريكية أن وزارة الخزانة فرضت عقوبات على أحمد عسيري نائب رئيس الاستخبارات السعودية سابقاً، وقوة التدخل السريع.

ونقلت عن مسؤولين في الوزارة الأمريكية أن العقوبات “لن تشمل ولي العهد السعودي”.
وفي هذا الإطار، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن الرئيس بايدن “شدد بشكل واضح على أن علاقتنا مع السعودية يجب أن تعكس قيمنا”.

وأكد أن واشنطن “لن تتسامح ولن تتهاون مع تهديدات واعتداءات السعودية على النشطاء والمعارضين والصحفيين”.
مراجعة كامل العلاقة!
وفي وقت سابق، ذكرت وكالة “رويترز” أن وزارة الخارجية الأمريكية ستراجع كامل العلاقة مع السعودية.

ونقلت الوكالة، عن مصادر أن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ستغير سياسة بيع الأسلحة لتقييد المشتريات السعودية إلى المعدات العسكرية الأمريكية الدفاعية.

كما أكدت الخارجية الأمريكية أنها تركز على إنهاء الصراع في اليمن مع “ضمان امتلاك السعودية كل ما تحتاجه للدفاع عن أراضيها وشعبها”.

كما أكدت أنها أبلغت الكونغرس بنيتها إعلان إجراءات جرى اتخاذها للرد على مقتل خاشقجي.

وأول أمس الخميس، قال الرئيس الأمريكي إنه اطلع على التقرير الاستخباري المتعلق بقضية خاشقجي الذي قتل عام 2018 في قنصلية بلاده بإسطنبول التركية.
وتأتي هذه التصريحات بعد يوم من أول اتصال بين العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز، والرئيس الأمريكي جو بايدن، منذ تولي الأخير الحكم في كانون الثاني/ يناير الماضي.

ويواصل بايدن مساعيه لوقف الحرب في اليمن، وقد علَّق هذا الشهر مبيعات أسلحة تشمل ذخائر للرياض، ومقاتلات “إف-35” للإمارات، في إطار خطته لوقف الحرب.

وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، قد أكدت في أكثر من مؤتمر أن واشنطن تراجع العلاقات مع الرياض وفق العديد من الملفات.
القصة من البداية!
في 2 تشرين الأول/ أكتوبر 2018، دخل جمال خاشقجي، الصحفي المقيم في الولايات المتحدة والناقد للحكومة السعودية، إلى قنصلية بلاده في اسطنبول، حيث قُتل.
في الأشهر التي تلت ذلك، ظهرت روايات متضاربة حول كيفية وفاته، وماذا حدث لرفاته، ومن المسؤول.

وقال مسؤولون سعوديون إن الصحفي قتل في “عملية مارقة” قام بها فريق من العملاء أرسل لإقناعه بالعودة إلى المملكة، في حين قال مسؤولون أتراك إن العملاء تصرفوا بناء على أوامر من أعلى المستويات في الحكومة السعودية.
من هو جمال خاشقجي؟
عُرف جمال خاشقجي الذي ولد في المدينة المنورة عام 1958 لأسرة ذات أصول تركية بانتقاداته للحكومة السعودية، بعد أن أصبح محمد بن سلمان وليا للعهد، والذي يقدم نفسه للعالم الخارجي باعتباره رائد إصلاحات، بينما شهدت بلاده موجة من الاعتقالات ضد رجال دين ونشطاء ومدافعين عن حقوق الإنسان وناشطات مدافعات عن حقوق النساء.

على مدى عقود ، كان الرجل البالغ من العمر 59 عاما مقربا من العائلة المالكة السعودية، وعمل أيضا مستشارا للحكومة.
ودرس خاشقجي، الصحافة في جامعة إنديانا الأمريكية، وبدأ حياته المهنية كمراسل صحفي.
واشتهر أكثر بعد نجاحه في تغطية أحداث أفغانستان والجزائر والكويت والشرق الأوسط في تسعينيات القرن الماضي.

تولى منصب نائب رئيس تحرير صحيفة “أراب نيوز” في أواخر التسعينيات، وبقي في ذلك المنصب مدة أربعة أعوام.

وفي عام 2004، عُيّن رئيسا لتحرير صحيفة “الوطن” وهو المنصب الذي أُقيل منه دون إيضاح الأسباب .
وفي العام نفسه، عمل مستشارا إعلاميا للأمير تركي الفيصل، واستمر في عمله ذلك لسنوات. وكان تركي الفيصل مديرا للمخابرات السعودية لفترة طويلة (1977-2001) وبعدها تقلد مناصب هامة في السلك الدبلوماسي حيث تولى منصب سفير المملكة في بريطانيا وبعدها سفير السعودية في الولايات المتحدة.
وفي عام 2015، عُين مديرا عاما لقناة “العرب” الإخبارية التي كان مقرها في المنامة، البحرين، والتي كان يمتلكها الأمير الوليد بن طلال، ولكنها سرعان ما أغلقت.
ورجّحت الصحف المحلية أسباب إغلاقها وقتها إلى خلاف مع السلطات البحرينية حول السياسة التحريرية.

في حين لم تعلق الحكومة البحرينية على سبب الإغلاق.
وعمل خاشقجي أيضا معلقا سياسيا، ظهر في عدد من القنوات السعودية والعربية.
وفي كانون أول/ ديسمبر 2017، أنهت صحيفة “الحياة اللندنية” لصاحبها الأمير خالد بن سلطان، علاقتها به ومنعت كتاباته التي تنشرها الصحيفة بدعوى ” تجاوزات ضد السعودية”.
كان خاشقجي يعيش قبل اختفائه في المنفى الاختياري في الولايات المتحدة.
قال خاشقجي في أول عمود له في صحيفة واشنطن بوست في أيلول/ سبتمبر 2017 ، إنه كان يخشى أن يتم القبض عليه في حملة على ما يبدو ضد المعارضة أشرف عليها الأمير.
كتب خاشقجي عدة مؤلفات نالت إعجاب الكثيرين منها “علاقات حرجة- السعودية بعد 11 أيلول/ سبتمبر”، “ربيع العرب زمن الإخوان المسلمين” و”احتلال السوق السعودي”.

وكان ينظر إليه في كثير من الأحيان كخبير بالأحوال الداخلية في السعودية، حتى قرر المغادرة منذ عام 2017 وسط تقارير عن شن حملة ضد أصحاب الرأي المخالفين لتوجهات ولي والعهد.
ماذا كان يعمل في القنصلية؟
زار خاشقجي القنصلية السعودية في اسطنبول لأول مرة في 28 أيلول/ سبتمبر 2018 للحصول على وثيقة سعودية تفيد بأنه مطلق، حتى يتمكن من الزواج من خطيبته التركية خديجة جنكيز.
لكن قيل له إنه سيتعين عليه العودة للحصول على الوثيقة، ورتب للعودة في 2 تشرين الأول/ أكتوبر.
وكتبت جنكيز في واشنطن بوست “لم يعتقد أن شيئا سيئا يمكن أن يحدث على الأراضي التركية”.

ورافقته جنكيز إلى مدخل القنصلية في 2 تشرين الأول/ أكتوبر . وشوهد آخر مرة في لقطات كاميرات المراقبة وهو يدخل المبنى في الساعة 13:14 بالتوقيت المحلي.

على الرغم من طمأنة الأصدقاء بأنه لن يواجه أي مشاكل في الداخل، فقد أعطى جنكيز هاتفين جوالين وطلب منها الاتصال بمستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إذا لم يعد.

انتظرت في النهاية لأكثر من 10 ساعات خارج القنصلية، وعادت في صباح اليوم التالي عندما لم يظهر خاشقجي مرة أخرى.
ماذا قالت السعودية؟
لأكثر من أسبوعين، نفت السعودية باستمرار أي معرفة بمصير خاشقجي.
وقال الأمير محمد بن سلمان ل”بلومبرغ نيوز ” إن الصحفي غادر القنصلية “بعد بضع دقائق أو ساعة واحدة”، وأضاف “ليس لدينا ما نخفيه”.

لكن في تغيير في اللهجة في 20 أكتوبر/ تشرين الأول، قالت الحكومة السعودية إن تحقيقا أوليا أجراه المدعون، خلص إلى أن الصحفي توفي أثناء “شجار” بعد مقاومة محاولات إعادته إلى السعودية. في وقت لاحق، أرجع مسؤول سعودي الوفاة إلى خنق.

في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني، قال نائب المدعي العام السعودي شعلان الشعلان، إن القتل صدر بأمر من رئيس “فريق المفاوضات”، الذي أرسله نائب رئيس المخابرات السعودية إلى اسطنبول لإعادة خاشقجي إلى المملكة “عن طريق الإقناع” أو إذا فشل ذلك، “بالقوة”.
وقال شعلان، إن المحققين خلصوا إلى أن خاشقجي تم تقييده بالقوة بعد صراع وحقن بكمية كبيرة من المخدرات، مما أدى إلى جرعة زائدة أدت إلى وفاته. وأضاف أنه تم بعد ذلك تقطيع جثته وتسليمها إلى “متعاون” محلي خارج القنصلية للتخلص منها.

وأكد شعلان أن خمسة أشخاص اعترفوا بالقتل، مضيفا “لم يكن لدى ولي العهد أي علم بها”.

Exit mobile version