Site icon هاشتاغ

11 مليون متقدم خلال 2022 .. ماهو الامتحان الصيني الموحّد؟

هاشتاغ – لجين سليمان (الصين)

تتألف عبارة “امتحان دخول الكلية” في اللغة الصينية من مفردتين أساسيتين؛ الأولى هي (高) بمعنى العالي وتلفظ “غاو” والثانية هي (考) بمعنى امتحان وتلفظ “كاو” وبالتالي يصبح المعنى الكامل “الامتحان العالي”.

في عام 1949 كانت المدارس الصينية تعقد امتحانات قبول منفصلة وتُقرر نسب القبول من قبل المدارس نفسها، ومن ثم في عام 1952 أصدرت وزارة التربية والتعليم وثيقة تنصّ على أن جميع الكليات والجامعات يجب أن تشارك في امتحان القبول الوطني الموحّد.

إلا أنه وفي عام 1966 توقفت الامتحانات بسبب الثورة الثقافية لمدة عشر سنوات ليعود وينطلق من جديد عام 1977.

وتعد تلك المدة إضاعة لسنوات من عمر كثيرين، إذ لم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم العلمية.

ما سبب اعتماد الامتحان الموحد؟

تأثر الامتحان الصيني الموحّد بالنمط الإمبرطوري القديم للامتحانات الذي كان يجري عام 1300، فبحسب عدة مصادر صينية كتب ما يلي: “إننا لا نخجل من أننا ورثنا التقليد لأنه موجود في فطرتنا، بل ما يخجلنا ألا نكون قد طورنا هذه الفطرة”.

وللتأكيد على ما سبق يمكننا الاستشهاد بما كتبه “لوه تشونغ مين” عام 2008: “يجب أن يكون اتجاه التعليم في الصين نحو الفكر العالمي، وأن يتم عن طريق التحرك المحلي، ولا بدّ من استخدام الفكر العالمي خلال دراسة التعليم في الصين واتباع وجهة النظر العالمية عند فحص التعليم، واستقبال أحدث الإمكانات التعليمية التي توصّل إليها العالم بصدر رحب، يجدر بنا تقريب المسافات مع الحفاظ على الميزات المتوارثة للتعليم في الصين”.

وأما السبب الذي دعا آنذاك إلى إعادة تطبيق نظام موحد بعد أن كان للمدارس قرارا فرديا، هو الرغبة بالانتقال من اللامركزية إلى الوحدة، من أجل تحقيق الإنصاف والكفاءة.

ففي حالة القبول المنفصل يجب على المرشحين الذهاب إلى موقع الجامعة أو إلى عدد قليل من المراكز لإجراء الاختبار على نفقتهم الخاصة، وهو ما يمثّل عبئا على المرشحين لا سيما في المناطق النائية وللعائلات الفقيرة.

هذا بالإضافة إلى أنّ الطالب قد يقدّم على جامعتين في الوقت ذاته وبالتالي يأخذ مقعدين ما يحرم الآخرين فرصة الحصول على مقاعد أخرى.

ماهي الإجراءات

عمليا يقام امتحان الـ gaokao مرة واحدة سنويا في نهاية العام الدراسي لطلاب المرحلة الثانوية في السنة الثالثة، ويستمرّ الاختبار مدة يومين أو ثلاثة.

تختلف المواضيع التي يتم اختبارها حسب المنطقة ، ولكن في العديد من المناطق ، ستشمل اللغة والأدب الصيني ، والرياضيات ، واللغة الأجنبية (غالباً الإنجليزية) ، وواحد أو أكثر من مواضيع اختيار الطالب.

يعتمد الاختيار على التخصص في الكلية التي يختارها الطالب، على سبيل المثال الدراسات الاجتماعية أو السياسة أو الفيزياء أو التاريخ أو البيولوجيا أو الكيمياء.

يستغرق التجهيز للامتحان مدة عام كامل يتكون فيها من دروس مكثّفة. وخلال فترة الامتحان تتميز المواقع التي تجري فيها الامتحانات بالهدوء، فحتى المطاعم تمنع زوّارها من الجلوس خارجا منعا للضجيج الذي قد يزعج المتقدمين.

بعد انتهاء الامتحان ، غالبًا ما تنشر أسئلة المقالات المحلية في الصحف ، وتصبح أحيانًا موضوعات مثيرة للجدل.

وعلى مبدأ المفاضلة يطلب من طلاب الجامعات إدراج الكليات والجامعات التي يفضلونها ويتم قبولهم أو رفضهم فيها بناء على درجة الامتحان.

وقد يضطر الطلاب الذين أخفقوا في الامتحان إلى إعادته مرة أخرى في العام القادم.

مرّ 70 عامًا على إنشاء نظام امتحان القبول الجامعي، وكان هناك 59000 مرشحًا فقط يتقدمون لامتحان القبول بالجامعة لأول مرة .

بعد 70 عامًا، هناك أكثر من 11 مليون مرشحًا يتقدمون لامتحان القبول بالجامعة في عام 2022 ، بزيادة قدرها 186 مرة، الأمر الذي يعطي مؤشرا على زيادة الاهتمام بالمستوى التعليمي.

منذ أكثر من 2500 عام كان “كونفوشيوس” يلقّن تلاميذه أنّ التعليم هو أفضل الخيارات. وحققت الصين فعلا ما قاله الصحفي الألماني “جورج بلومه” في صحيفة “دي تسايت” الأبوعية:

“لن تتصدى الصين للغرب بالدبابات والصواريخ على غرار الاتحاد السوفيتي القديم وليس أيضا من خلال السيارات والأجهزة اللاسلكية كما فعلت اليابان، ولكن الصين سوف تنافس الغرب من خلال القوى العاملة الرخيصة والعقول الأكاديمية الماهرة”، وهو ما حققه النظام التعليمي على الرغم من الصرامة التي يوصف بها خاصة فيما يتعلّق بامتحان “الغاو كاو”.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
Exit mobile version