هاشتاغ- ترجمة
تحت هذا العنوان تساءلت صحيفة جيروزليم بوست الإسرائيلية عما إذا كان باستطاعة الإمارات العربية المتحدة التي تعتبرها تل أبيب "أحد أهم شركائها في الخليج" أن تمهد الطريق لحوار إسرائيلي – سوري يفضي إلى تسوية سلام.
وترى الصحيفة أن الإمارات ليست الدولة الوحيدة التي لديها مصلحة في إنهاء التوترات الإسرائيلية-السورية، لكن يمكن "للدبلوماسية الإماراتية الهادئة والحكيمة" أن تساعد في تهدئة وتخفيف التوترات السورية-الإسرائيلية في ظل "التحولات وعملية إعادة ترتيب الأوضاع في الشرق الأوسط".
وكانت العديد من وسائل الإعلام ذكرت أن الإمارات تتوسط في محادثات سرية غير مباشرة بين دمشق وتل أبيب حول قضايا الأمن والاستخبارات.
كما كشف الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع خلال زيارته لباريس في السابع من أيار الجاري عن مفاوضات غير مباشرة مع "إسرائيل" لكنه لم يوضح أين، ومن هو الوسيط.
وتضيف الصحيفة أن "للإمارات العربية المتحدة علاقات مع إسرائيل ودمشق، وهي تسعى إلى الاستقرار، ولذلك يُمكنها أن تلعب دوراً في الوساطة بين البلدين".
وتشير إلى انه بالرغم من أن الإمارات ليست الدولة الوحيدة التي تُريد إنهاء التوترات بين إسرائيل وسوريا، "فتركيا تُريد وقف القصف، وكذلك قطر لكنهما يدعمان حماس. فيما تمتلك الإمارات رؤية اقتصادية إستراتيجية وفهماً عميقاً للطرفين، مما قد يُساعد".
وتوضح الصحيفة أنه وانطلاقاً من "كون الإمارات عضواً رئيسياً في التحالف الإبراهيمي، أظهرت نهجاً براغماتياً يجمع بين المصالح الاقتصادية والحسابات الإقليمية، فهي تُدرك أن النفوذ في الشرق الأوسط الحديث يُبنى من خلال هذا النوع من احتضان الاستقرار والقوة الهادئة".
وكما كانت "أبوظبي على استعداد للعمل مع النظام السوري السابق، فهي تبدي الآن، استعدادها لفتح صفحة جديدة مع الإدارة الانتقالية في دمشق، كونها تعتقد أنه إذا أُريد للمنطقة أن تستقر، فلا بد من إعادة سوريا إلى إطار العمل الإقليمي" تضيف الصحيفة.
وتعتقد الصحيفة أنه باعتبار الإمارات "أحد أهم شركاء إسرائيل الجدد في الخليج. حيث لم تقتصر اتفاقيات إبراهيم على فتح السفارات فحسب؛ بل بدأت في إرساء أسس تعاون حقيقي في مجالات الدفاع والتكنولوجيا والتنمية الاقتصادية. وكون أبو ظبي تحظى بثقة دمشق وتل أبيب إلى حد ما، فهي في وضع جيد للمساعدة في الوساطة".
وأشارت الصحيفة إلى أنه "يمكن للإمارات العربية المتحدة أن تقدم لسوريا حوافز مثل الاستثمار والفرص الاقتصادية التي تحتاجها بشدة في إعادة الإعمار والاستثمار والتنمية" الأمر الذي يساعد أبو ظبي على تمهيد الطريق لتفاهم أوسع مع إسرائيل.
وتخلص الصحيفة إلى أنه في حين أن "التطبيع المباشر مع إسرائيل غير مرجح في دمشق، إلا أنه يمكن التفاوض على تفاهمات هادئة حول استقرار الحدود، والتهديدات الإيرانية لاستقرار جنوب سوريا، والقضايا الإنسانية في إطار هذا المسار من العمل الإماراتي".
وإذا استطاعت الأمارات الحصول على ضمانات من دمشق بشأن الهدوء على الحدود مع "إسرائيل"، فقد يُعطي ذلك تل أبيب مبررا للتراجع عن عمليات القصف التي تمارسها ضد سوريا.
ومع إقرار الصحيفة بأن ذلك "لن يحدث بين عشية وضحاها" لكن الأمور قد تتقدم، ومع زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة، قد تتجه الأمور نحو تخفيف التوترات بين إسرائيل وسوريا. وإذا ساهمت الإمارات في "بناء الثقة كوسيط، فسيكون ذلك مفيداً لجميع الأطراف المعنية".