هاشتاغ
بحث

رويترز: جولة ترامب الخليجية تُعيد رسم خريطة الشرق الأوسط الدبلوماسية

18/05/2025

رويترز:-جولة-ترامب-الخليجية-تُعيد-رسم-خريطة-الشرق-الأوسط-الدبلوماسية

شارك المقال

A
A

هاشتاغ: ترجمة

 

كانت جولة ترامب السريعة التي استمرت أربعة أيام وشملت المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة هذا الأسبوع أكثر من مجرد استعراض دبلوماسي اتسم باستثمارات مربحة.

 

 وبحسب تقرير "رويترز"، رسّخت هذه الزيارة بزوغ نظام شرق أوسطي جديد بقيادة سنية - نظام يتفوق على "محور المقاومة" الإيراني المنهار، ويترك إسرائيل على الهامش، وفقا لثلاثة مصادر إقليمية ومصدرين غربيين.

 

وسط تزايد الانزعاج في واشنطن من فشل إسرائيل في التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة، مثّلت جولة ترامب تجاهلا لنتنياهو، الحليف الوثيق للولايات المتحدة، والذي كان أول زعيم أجنبي يزور واشنطن بعد عودة الرئيس إلى منصبه في كانون الثاني/يناير، وفقا للمصادر.

 

كانت الرسالة واضحة: ففي رؤية ترامب الأقل أيديولوجية والأكثر توجها نحو النتائج لدبلوماسية الشرق الأوسط، لم يعد بإمكان نتنياهو الاعتماد على الدعم الأمريكي غير المشروط لأجندته اليمينية، وفقا للمصادر.

 

قال ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق لشؤون الشرق الأدنى في عهد الرئيس الجمهوري السابق جورج دبليو بوش: "هذه الإدارة تشعر بإحباط شديد من نتنياهو، وهذا الإحباط واضح".

 

وأضاف: "إنهم يتعاملون بمعاملات تجارية بحتة، ونتنياهو لا يقدم لهم أي شيء في الوقت الحالي".

 

 وقالت المصادر إن الولايات المتحدة لن تدير ظهرها لإسرائيل، التي لا تزال حليفًا مهما لها ويحظى دعمها في واشنطن بعمق وتوافق بين الحزبين. لكن إدارة ترامب أرادت إيصال رسالة إلى نتنياهو مفادها أن لأمريكا مصالحها الخاصة في الشرق الأوسط، ولا ترغب في أن يقف في طريقها، حسبما أضافت المصادر.

 

وقد نفد صبر الولايات المتحدة ليس فقط بسبب رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي قبول وقف إطلاق النار في غزة، ولكن أيضا بسبب اعتراضه على المحادثات الأمريكية مع إيران بشأن برنامجها النووي، وفقا لمصادر "رويترز".

وبينما يصرّ مسؤولو إدارة ترامب علنا على قوة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، فقد أعربوا سرا عن انزعاجهم من رفض نتنياهو الانسجام مع مواقف واشنطن بشأن غزة وإيران، وفقا للمصادر.

 

وأفادت ستة مصادر إقليمية وغربية بأن الاحتكاك بين الولايات المتحدة وإسرائيل كان يتصاعد قبل زيارة ترامب الإقليمية.

 

وبحسب الوكالة، بدأ التوتر عندما سافر نتنياهو إلى واشنطن في زيارة ثانية في نيسان/أبريل سعيا للحصول على دعم ترامب لشن ضربات عسكرية على المواقع النووية الإيرانية، ليكتشف، لدهشته، أن ترامب اختار الدبلوماسية.

 

وبصفته مدافعا ثابتا عن موقف متشدد ضد طهران، فوجئ نتنياهو، عندما علم قبل ساعات فقط من اجتماعه أن المفاوضات على وشك البدء.

 

 في الأسابيع التالية، أظهر إعلان ترامب وقف إطلاق النار مع الحوثيين في اليمن، والتقارب مع القيادة الإسلامية الجديدة في سوريا، وتجاوزه إسرائيل في زيارته الخليجية، مدى توتر العلاقات الوثيقة تقليديا، وفقا للمصادر.

ديفيد ماكوفسكي، الزميل في معهد واشنطن، قال إن واشنطن وتل أبيب "لا يبدو أنهما متناغمتان بشأن القضايا الكبرى كما كانتا في المائة يوم الأولى" من رئاسة ترامب.


غزة تثير الانقسام

خلال حملته الانتخابية، أوضح ترامب أنه يريد وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن هناك قبل عودته إلى البيت الأبيض.

 

لكن بعد أشهر من رئاسة ترامب، واصل نتنياهو تحدي دعوات وقف إطلاق النار، ووسّع نطاق الهجوم، ولم يقدم أي خطة نهائية أو خطة لما بعد الحرب بعد 19 شهرا من الصراع. وقد تجاوز عدد القتلى في غزة 52900 في الأيام الأخيرة، وفقًا لمسؤولي الصحة المحليين.

 

وتبدد أي أمل في أن يستغل ترامب زيارته الإقليمية لترسيخ صورته كصانع سلام والإعلان عن اتفاق لإنهاء الحرب المثيرة للانقسام.

 

كما عرقل تعنت نتنياهو أولوية ترامب الرئيسية الأخرى في توسيع اتفاقيات أبراهام التي تؤسس لعلاقات دبلوماسية بين إسرائيل والدول العربية لتشمل المملكة العربية السعودية.

 

وأوضحت الرياض أنها لن تُطبّع العلاقات مع إسرائيل حتى تتوقف الحرب ويجري العمل نحو الدولة الفلسطينية، وهو أمر يرفضه نتنياهو.

 

علانيةً، نفى ترامب أي خلاف. ففي مقابلةٍ مع قناة "فوكس نيوز"، بُثّت بعد زيارته الإقليمية، نفى ترامب شعوره بالإحباط من نتنياهو، الذي قال إنه يواجه "موقفا صعبا" بشأن الحرب في غزة.

 

ووفقا لـ "رويترز"، بالرغم من نفي ترامب إلا أنه يمضي قدما بدون نتنياهو. وبمصالح خاصة، يقود الرئيس الأمريكي عملية إعادة توجيهٍ للدبلوماسية الأمريكية تجاه الدول السنية الغنية، مدعومةً بالرياض الغنية بالنفط.

 

وقال مصدر إقليمي رفيع المستوى إن زيارة ترامب تُوّجت الدور المؤثر للمملكة العربية السعودية كزعيمة للعالم العربي السني. على النقيض من ذلك، فإن سنوات من النفوذ الإيراني - والضربات العسكرية الإسرائيلية الثقيلة لوكلائها "حماس" في غزة و"حزب الله" في لبنان - قد أضعفت نفوذ طهران، القوة الإقليمية الشيعية.

 

وكشف المصدر: "كان لإيران الدور القيادي؛ والآن دخلت السعودية بأدوات أخرى: الاقتصاد، والمال، والاستثمار".


الهيمنة السنية

على الرغم من أن نتنياهو قاد المعركة ضد إيران، إلا أن النظام الإقليمي الجديد يتبلور في الرياض والدوحة وأبو ظبي.

تسعى هذه الدول الخليجية جاهدة للحصول على أسلحة متطورة لحمايتها من هجمات إيران ووكلائها، بالإضافة إلى تأمين رقائق أمريكية متطورة وتقنيات الذكاء الاصطناعي، بحسب التقرير.

 

وقد وجدت شريكا في رئيس أمريكي قد تتداخل سياسته الخارجية أحيانا مع المصالح المالية لعائلته.

 

في قطر، وفي المحطة الثانية من جولته، عُرضت على ترامب طائرة بوينغ 747 فاخرة، واستُقبل بحفاوة ملكية تليق بملك. ووسط احتفال فخم ورقصات سيوف وموكب فرسان ومأدبة ملكية، أعلن ترامب أن قطر - التي قدمت دعمًا ماليًا كبيرًا لحماس - "تحاول جاهدةً المساعدة" في أزمة الرهائن الإسرائيليين.

 

تصريح ترامب هذا أثار حفيظة تل أبيب، حيث ينظر المسؤولون إلى الدوحة كتهديد استراتيجي يُموّل أحد ألد أعدائهم.

 

 قال يوئيل جوزانسكي، الزميل البارز في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، إن العديد من الإسرائيليين "لا يفهمون مدى مركزية قطر بالنسبة للولايات المتحدة"، مشيرا إلى أنها تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط.

 

وأضاف جوزانسكي أنه في حين أن علاقاتها مع "حماس" تجعل قطر تهديدا لإسرائيل، فإن ثروتها الهائلة من الغاز الطبيعي ونفوذها المالي ونفوذها الدبلوماسي قد حولتها إلى حليف لا غنى عنه لواشنطن.

 

وفي المجمل، قدّر البيت الأبيض أن الجولة ضمنت أكثر من 2 تريليون دولار من الالتزامات الاستثمارية للاقتصاد الأمريكي - بما في ذلك طلبات رئيسية لطائرات بوينغ، وصفقات لشراء معدات دفاعية أمريكية، واتفاقيات بيانات وتكنولوجيا. وتشير إحصائية رويترز للصفقات المعلنة علنا إلى أن القيمة الإجمالية تقترب من 700 مليار دولار.

 

وفي المملكة العربية السعودية، وافق ترامب على صفقة أسلحة قياسية بقيمة 142 مليار دولار مع الرياض، مما أثار مخاوف إسرائيل من فقدان التفوق الجوي في المنطقة إذا حصلت الرياض على طائرة إف-35 التي تصنعها شركة لوكهيد.

 

 في الوقت نفسه، وفي إطار إعادة تقييم العلاقات الأمريكية السعودية، منح ترامب الرياض هامشا من الحرية في إقامة علاقات مع إسرائيل، حيث أخبر حكامها أنهم قادرون على ذلك في الوقت الذي يناسبهم.

 

والآن، يُفاوض ترامب على استثمار نووي مدني بقيادة الولايات المتحدة في المملكة العربية السعودية - وهي صفقة أخرى تُثير قلق إسرائيل.

كما دفعت الدول السنية أجندتها الدبلوماسية الخاصة. وجاء إعلان ترامب المفاجئ خلال جولته عن رفع العقوبات عن سوريا - وهو تحوّل كبير آخر في السياسة الأمريكية - بناء على طلب المملكة العربية السعودية وبغض النظر عن اعتراضات إسرائيل.

كما أشادت دول الخليج بهدنة ترامب مع الحوثيين في اليمن، وهم جزء من "محور المقاومة" الإقليمي الإيراني، والتي أنهت عملية عسكرية أمريكية مُكلفة في البحر الأحمر. جاء هذا الإعلان، الذي أعقب بدء المحادثات النووية مع إيران، بعد يومين فقط من إطلاق الحوثيين صاروخًا على مطار بن غوريون الإسرائيلي.

 

وفي حين التزمت حكومة نتنياهو اليمينية الصمت حيال زيارة ترامب، أعربت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن قلقها من تآكل مكانة البلاد مع أهم حلفائها.

 

وانتقد سياسيون معارضون رئيس الوزراء لتجاهله إسرائيل بينما تُعاد صياغة التحالفات القديمة.

 

ووجّه رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، الذي يستعد للعودة إلى الساحة السياسية، اتهاما لاذعا لحكومة نتنياهو، مُجسدا شعور القلق الذي يُسيطر على الكثيرين في المؤسسة السياسية والأمنية الإسرائيلية.

 

 وقال رئيس الوزراء ووزير الدفاع الأسبق على منصة "إكس": "الشرق الأوسط يشهد تغيرات تكتونية أمام أعيننا، وأعداؤنا يزدادون قوة، ونتنياهو... وعصابته مشلولون، سلبيون، كما لو أنهم غير موجودين".


 

المصدر: رويترز


التعليقات

يستخدم موقع هاشتاغ والمنصات التابعة له ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على الموقع، وتقديم محتوى مخصص، وتحليل استخدام الموقع. هل توافق على استخدامنا للملفات لهذه الأغراض؟ يمكنك رفض ذلك، وسنستخدم فقط الملفات الضرورية لتشغيل الموقع.

هاشتاغ بيحكي عنك

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى في مناصرة المواطنين في المنطقة العربية وتمكينهم والدفاع عنهم ونقل أخبارهم وفق المواثيق الأممية والقواعد المهنية

أسّسها محمد محمود هرشو

محمد محمود هرشو

جميع الحقوق محفوظة - Hashtag هاشتاغ © 2015 - 2025