أثارت التحركات غير المسبوقة للجيش الإسرائيلي قرب الحدود السورية - اللبنانية خلال اليومين الماضيين تساؤلات عدة حول ما إذا كانت إسرائيل تخطط لهجوم بري ضد لبنان، انطلاقا من الأراضي السورية الجنوبية التي احتلتها عقب سقوط النظام السابق."
وكشفت مصادر سورية مطّلعة أن شنّ إسرائيل لهجوم بري ضد مدن لبنانية محاذية للحدود السورية يبقى خيارا واردا من الناحية الاستراتيجية لتدمير ما تبقى من قدرات عسكرية لحزب الله.
تنفيذ مثل هذه الخطة أصبح أمرا سهلا بعدما توفرت الظروف المطلوبة بعد احتلال مساحات واسعة في الجنوب السوري
خطة مطروحة
وأكدت المصادر لـ "إرم نيوز" أن استخدام الجيش الإسرائيلي للأراضي السورية التي احتلها في الشريط الفاصل مع الحدود اللبنانية الشرقية المحاذية لمحافظة القنيطرة والريف الغربي لدمشق، كانت خطة إسرائيلية مطروحة لاحتلال البقاع الغربي ومدن راشيا وحاصبيا.
وأشارت المصادر إلى أن هذه الخطة، التي يجري إعداد قوة عسكرية برية كبيرة لتنفيذها، تتضمن قيام القوات الموجودة على حدود منطقة العرقوب بالدخول إلى لبنان بدعم من هجوم جوي.
وأوضحت المصادر أن تنفيذ مثل هذه الخطة أصبح أمرا سهلا بعدما توفرت الظروف المطلوبة بعد احتلال مساحات واسعة في الجنوب السوري، والسيطرة على نقاط استراتيجية، مع وجود قواعد متقدمة وقدرات استخباراتية تمكّن من التخطيط لتنفيذ عمليات عبر الحدود.
وكررت المصادر أن التحركات غير المعتادة للقوات الإسرائيلية قرب الحدود السورية-اللبنانية، بما في ذلك التوغّل إلى قرية "رخلة" واستهداف ممرات الربط بين سوريا ولبنان، ربما يشير إلى استعدادات لتنفيذ عملية برية ضد لبنان انطلاقا من المناطق السورية المحتلة.
وسبق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن ناقش مع الجانب الأمريكي خطة لتوسيع العمليات العسكرية في لبنان، بحجة وجود حاجة ضرورية إلى عملية عسكرية برية، نظرا لأن الحملة الجوية لم تنجز المهمة في لبنان، مؤكدا أن هيئة أركان الجيش أعدّت تصورا لمعركة كبيرة مع لبنان، تتضمن اجتياحا بريا كبيرا عن طريق الأراضي السورية المحتلة.
وتستهدف العملية الإسرائيلية العسكرية البرية، في حال جرى تنفيذها، قطع أي روابط لوجستية وتضييق الخناق على "حزب الله"، ومنعه من الحصول على أي إمدادات عسكرية مهرّبة من الأراضي السورية.
وكان ريف القنيطرة الأوسط قد شهد قبل يومين تحركات ميدانية لافتة للقوات الإسرائيلية، بالقرب من "بئر عجم" المحاذية للجولان المحتل، حيث نفّذت القوات أعمال حفر وتجريف، أعقبها إنشاء سواتر ترابية في المنطقة.
وفي الرابع من تموز/يوليو الجاري، جرى رصد تحركات للقوات الإسرائيلية قرب الحدود السورية – اللبنانية، شملت مناطق ممتدة من بلدة "يعفور" في ريف دمشق الغربي وحتى "قلعة جندل" في منطقة جبل الشيخ.
واقتحمت قوة إسرائيلية خاصة قرية "رخلة" الواقعة على الحدود اللبنانية، للمرة الأولى، وذلك بهدف قطع الممرات الجبلية الرابطة بين سوريا ولبنان، التي يستخدمها "حزب الله" لتهريب السلاح.
يُشار إلى أن إسرائيل قامت بغزو مناطق في جنوب سوريا، بما في ذلك المناطق القريبة من الحدود اللبنانية مثل جبل الشيخ وقرى ريف دمشق الغربي، حيث وفّرت هذه السيطرة نقطة انطلاق استراتيجية للجيش الإسرائيلي في حال تنفيذ أي عمليات برية داخل الأراضي اللبنانية.


