في الوقت الذي يواصل فيه الجيش الإسرائيلي إسقاط مناشير على سكان مدينة غزة يحثهم فيها على الإخلاء والتوجه جنوباً، تصاعدت حدة المواجهات الأحد مع إطلاق صواريخ من شمال القطاع باتجاه إسرائيل، ما أعاد مشهد الإنذارات الجوية في أسدود ومستوطَنات غلاف غزة.
وأكدت مصادر إسرائيلية أن منظومة القبة الحديدية اعترضت صاروخين أطلقا من شمال غزة، بينما أوضح المتحدث العسكري أفيخاي أدرعي أن أحد الصواريخ أسقط جواً في حين سقط الثاني بمنطقة مفتوحة دون إصابات، في وقت تركزت فيه الأنظار على المعارك البرية داخل مدينة غزة.
ورغم القصف المكثف والإنذارات المتكررة، تشير التقديرات إلى بقاء نحو 600 ألف شخص داخل المدينة، إلى جانب ما يقارب 7,500 مقاتل من حركتي "حماس" و"الجهاد"، ما يجعل التوغّل الإسرائيلي محفوفاً بمخاطر بشرية كبيرة. وحذّر مسؤولون عسكريون من احتمال تكبد خسائر تتراوح بين 70 و100 جندي خلال العمليات الجارية.
وفي موازاة التصعيد، أعلنت وكالة الأونروا أن 1.9 مليون شخص نزحوا قسراً من منازلهم في القطاع، مشيرة إلى أن حجم الدمار والمعاناة الإنسانية "لا يمكن تصوره". وجددت الوكالة دعوتها لوقف فوري لإطلاق النار، مؤكدة أن عشرات الآلاف قُتلوا أو أصيبوا بينهم نساء وأطفال.
ومنذ 16 أيلول/ سبتمبر، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية برية واسعة في مدينة غزة رغم التحذيرات الدولية. وتعهّد وزير الدفاع يسرائيل كاتس بتحويل المدينة إلى "شاهد قبر لحماس"، فيما حذّر قادة عسكريون من أن عملية السيطرة الكاملة وتمشيط الأحياء قد تستمر أشهراً، وسط قلق متزايد على مصير الأسرى المحتجزين داخل القطاع.


