نشر محمد شاكر، نجل الفنان اللبناني فضل شاكر، عبر خاصية "الستوري" في حسابه على "إنستغرام"، صورة تجمعه بوالده، مرفقاً إياها بالآية الكريمة: "إن مع العسر يسراً".
وجاءت هذه الخطوة بعد ساعات من تسليم الفنان نفسه إلى الجيش اللبناني، تمهيداً لإغلاق ملفه القضائي الذي شغل الرأي العام اللبناني والعربي سنوات عدة.
خطوة تمهّد لإنهاء الملف القضائي
أكد مصدر قضائي لبناني أن الفنان فضل شاكر، واسمه الحقيقي فضل شمندور، سلّم نفسه طوعاً إلى الجيش في مدينة صيدا، بعد أكثر من عشر سنوات قضاها متوارياً داخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين.
وأوضح المصدر، بحسب ما نقلته وكالة "فرانس برس"، أن الخطوة جاءت "مقدمة لإنهاء ملفه القضائي وفتح صفحة جديدة".
كما نقلت مصادر مقربة من الفنان أنه "مؤمن ببراءته ويثق باستقلالية القضاء اللبناني الذي سينصفه هذه المرة"، في إشارة إلى الأحكام الغيابية التي أُصدرت بحقه في وقت سابق.
من نجم الرومانسية إلى العزلة
يُعد فضل شاكر، المولود في صيدا عام 1969 لأب لبناني وأم فلسطينية، من أبرز الأصوات الغنائية في العالم العربي، واشتهر بأغانيه الرومانسية مثل "يا غايب" و"إسألني"، التي جعلته أحد رموز الطرب الحديث في بدايات الألفية.
غير أن مسيرته الفنية توقفت عام 2012 بعد اعتزاله الغناء واقترابه من الشيخ المتشدد أحمد الأسير، وهذا قد أدخله في مسار سياسي وأمني انتهى بتواريه عن الأنظار.
وفي حزيران/يونيو 2013، شهدت بلدة عبرا قرب صيدا اشتباكات دامية بين أنصار الأسير والجيش اللبناني، أسفرت عن مقتل 18 عسكرياً و11 مسلحاً.
وبعد انتهاء المعارك، اتُهم شاكر بالتورط في دعم الجماعة، فاختفى عن الأنظار داخل مخيم عين الحلوة.
أحكام غيابية ونفي للمشاركة
في عام 2020، أصدر القضاء العسكري اللبناني حكمين غيابيين بحق الفنان؛ الأول بالسجن 15 عاماً مع الأشغال الشاقة بتهمة التدخل في أعمال إرهابية، والثاني بالسجن سبع سنوات بتهمة تمويل جماعة الأسير وتأمين السلاح والذخيرة.
لكن شاكر، بوساطة محاميه، شدد مراراً على براءته، مؤكداً أنه لم يشارك في أي عمل مسلح أو إطلاق نار ضد الجيش اللبناني في تلك الأحداث.
عودة فنية ورسالة أمل
على الرغم من ابتعاده عن الأضواء سنوات عدة، عاد فضل شاكر تدريجياً إلى الساحة الفنية في السنوات الأخيرة، بمجموعة من الأغاني التي لاقت رواجاً واسعاً، أبرزها "كيفك ع فراقي" التي قدمها مع ابنه محمد، وحققت أكثر من 113 مليون مشاهدة على يوتيوب منذ صدورها في تموز/يوليو الماضي.
وربما تلخّص رسالة محمد الأخيرة لوالده -"إن مع العسر يسراً"- الأمل في بداية جديدة، تجمع بين العدالة والمصالحة، وتعيد للفنان مكانته في قلوب جمهوره الذي لم ينس صوته على الرغم من طول الغياب.


