هاشتاغ
بحث

تريليون دولار تعيد رسم خريطة الثروات في الخليج

08/10/2025

تريليون-دولار-تعيد-رسم-الثروات-في-الخليج

شارك المقال

A
A


تشهد دول الخليج تدفّقاً غير مسبوق لرؤوس الأموال وصناديق التحوط العالمية استعداداً لواحدة من كبرى عمليات نقل الثروة بين الأجيال في التاريخ الحديث؛ إذ تُقدّر قيمة الثروات التي ستُعاد هيكلتها في السنوات المقبلة بنحو تريليون دولار.


ويظهر هذا التحول العملاق ملامح مرحلة جديدة في المشهد المالي الخليجي؛ إذ يتقدّم جيل جديد من المستثمرين الشباب ليعيد رسم سياسات العائلات الثرية واستراتيجياتها الاستثمارية، بتبنّي أدوات أكثر جرأة مثل العملات الرقمية وصناديق التحوط والاستثمارات البديلة.

من العقارات إلى الأصول الرقمية


غيّرت العائلات الخليجية الكبرى اتجاه بوصلتها تدريجياً من الاستثمار التقليدي في العقارات إلى مجالات أكثر تنوعاً ومخاطرة.


ووفق تقرير نشرته وكالة "بلومبرغ"، بدأ مكاتب عائلية عدة في المنطقة، تخصيص أجزاء من ثرواتها نحو الأصول الرقمية وصناديق التحوط بعد عقود من الاعتماد شبه الكامل على العقارات والأعمال الخاصة.


وتبرز تجربة عائلة "كانو" البحرينية مثالاً على هذا التحول؛ إذ اقترح التوءمان عبد العزيز وعبد الله كانو عام 2020 الاستثمار في بيتكوين، في خطوة وُصفت حينها بالمغامرة.


 وعلى الرغم من التحفظ من الجيل الأكبر، تمّت الموافقة على الصفقة التي حققت لاحقاً أرباحاً كبيرة، لتصبح نقطة انطلاق نحو انكشاف أوسع على الأصول الرقمية.

طفرة في نشاط صناديق التحوط


شهدت دبي وأبوظبي طفرة واضحة في نشاط صناديق التحوط العالمية؛ إذ تستضيف الأولى أكثر من 70 صندوقاً حالياً، في حين جذبت الثانية أسماء عالمية مثل بريفان هوارد ومارشال وايس.


ويقول إدوين لورانس، الرئيس التنفيذي لشركة "نيتليستون كابيتال" في دبي، إن هذا التوسع "يوفّر قناة مباشرة للتواصل مع العائلات الخليجية التي تسعى إلى بناء محافظ استثمارية أكثر مرونة وتنويعاً".


في المقابل، يؤكد تقرير مشترك لـ"إتش إس بي سي" و"كامبدن ويلث" أن المحافظ الإقليمية ما زالت تميل إلى السيولة العالية والعقارات، لكن نسبة الانكشاف على الأصول عالية المخاطر ترتفع تدريجياً مع دخول الجيل الجديد إلى مجالس الإدارة ومراكز القرار.

جيل بعقلية استثمارية جديدة


يتعامل الجيل الجديد من المستثمرين الخليجيين بعقلية منفتحة على التقنيات الحديثة والأصول البديلة.


ويقول عبد الله كانو إن "الشركات العائلية تواجه طبقات من الحوكمة والمخاطر، لكن الجيل الجديد أصبح أكثر استعداداً لتجاوز هذه الحواجز بخطط مدروسة".


ويرى بهاسكار داسغوبتا، رئيس شركة "أبيكس" في الشرق الأوسط والهند، أن "العائلات الخليجية توظف اليوم مديري استثمار محترفين أكثر تقبلاً لصناديق التحوط والعملات المشفّرة".


 وأكد أن "الجيل الجديد يقود تحولاً نحو الأصول الرقمية والعقارات المشفرة وبرامج إقراض الأوراق المالية".

تنويع عالمي واستثمارات مستدامة


تكشف بيانات مؤسسة ثروات أن أكثر من 70% من المكاتب العائلية الخليجية تشارك حالياً في استثمارات الملكية الخاصة، بينما يستثمر نحو 60% في رأس المال المغامر لدعم الشركات الناشئة.


كما أظهرت بيانات سيتي غروب أن المحافظ الخليجية أصبحت أكثر تنوعاً جغرافياً، مع تخصيصات متزايدة للولايات المتحدة وآسيا وأوروبا، إلى جانب اهتمام متنامٍ بالاستثمارات المستدامة والمسؤولة اجتماعياً.


ويقول أحمد الأحمدي، الرئيس التنفيذي لشركة "الباهر" العقارية في أبوظبي: "تبنينا عقلية صناديق التحوط داخل هيكلنا الاستثماري، وبدأنا نتعامل مع المشتقات والخيارات بهدف تعظيم العوائد وتقليل المخاطر".

ملامح المرحلة المقبلة


تتّجه منطقة الخليج نحو عقد جديد من إدارة الثروات الحديثة، تقوده عقول شابة تجمع بين الجرأة التقنية والوعي المالي.


ومع تدفّق التريليونات وازدهار البنية التحتية المالية في دبي وأبوظبي والرياض، يبدو أن المنطقة تقف على أعتاب تحول نوعي يجعلها أحد أهم مراكز إدارة الثروة في العالم.

التعليقات

يستخدم موقع هاشتاغ والمنصات التابعة له ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على الموقع، وتقديم محتوى مخصص، وتحليل استخدام الموقع. هل توافق على استخدامنا للملفات لهذه الأغراض؟ يمكنك رفض ذلك، وسنستخدم فقط الملفات الضرورية لتشغيل الموقع.

هاشتاغ بيحكي عنك

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى في مناصرة المواطنين في المنطقة العربية وتمكينهم والدفاع عنهم ونقل أخبارهم وفق المواثيق الأممية والقواعد المهنية

أسّسها محمد محمود هرشو

محمد محمود هرشو

جميع الحقوق محفوظة - Hashtag هاشتاغ © 2015 - 2025