توقّع مسؤول في الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا، أن يبلغ إنتاج القمح في منطقة الجزيرة هذا العام نحو 150 ألف طن فقط، ما يعني انخفاضا حادا في المحصول مقارنة بالعام الماضي، الذي سجّل إنتاجا تجاوز 766 ألف طن من القمح البعلي والمروي معا.
وقال المسؤول، بحسب ما نقلت وكالة "نورث برس"، الأحد، إن الإنتاج سيكون بحدود 150 ألف طن، فيما عزت مصادر محلية هذا التراجع الكبير إلى شح الأمطار خلال الموسم الزراعي، الذي أدى إلى خسارة شبه كاملة في المحاصيل البعلية وتضرر واسع في المحاصيل المروية، وفق ما أكده مزارعون من المنطقة.
بدوره، قال غسان تمو، رئيس إدارة التسويق في لجنة الصوامع والمطاحن بالإدارة الذاتية، إن التحضيرات لشراء القمح مستمرة من خلال تجهيز مراكز الاستلام، وإجراء الصيانات الفنية واللوجستية اللازمة، إلى جانب تأمين الأجهزة المخبرية والمحاسبية.
وأوضح تمو أن الإدارة حددت 20 مركزا لاستلام القمح في شمال شرقي سوريا، بينها 10 مراكز في منطقة الجزيرة، مضيفا أن الشراء سيتم على شكل "دوكمة"، بينما خُصّص مركزان فقط لاستلام القمح المشول، أحدهما في كرزيارات بريف القامشلي، والآخر في الميلبية بالحسكة.
وفيما لم تصدر الإدارة الذاتية حتى الآن أي توجيهات تتعلق بشراء محصول الشعير، لم يستبعد تمو اتخاذ قرار بهذا الشأن خلال الفترة القادمة.
ويأتي هذا التراجع في وقت تعاني فيه المنطقة من ظروف مناخية قاسية أثرت بشكل مباشر على الأمن الغذائي والإنتاج الزراعي، وسط مطالب متزايدة بتقديم دعم عاجل للقطاع الزراعي وتوفير بدائل استراتيجية لمواجهة التقلبات المناخية المستمرة.
وتشهد مناطق شمال شرقي سوريا أزمة زراعية غير مسبوقة، مع تراجع معدلات الأمطار إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات، ما يهدد بانتشار الجفاف وتقلّص المساحات الخضراء، ولا سيما في وادي الفرات.