هاشتاغ- غدير ابراهيم
وسط التحولات الاقتصادية التي تعيشها سوريا حالياً بالتزامن مع قرار رفع العقوبات، والتشجيع على الاستثمار، بدأت الآمال إعادة خلق طبقة وسطى في المجتمع، سيما وأنها كانت تمثل جسراً بين الطبقات الفقيرة والمخملية السورية.
ويتساءل الكثيرون هل يمكن في هذا الواقع الجديد إعادة إنتاج طبقة وسطى حقيقية، أم أنها ستكون مرتبطة فقط برأس المال والنظام الحالي.
عن هذا الأمر، أوضح الباحث والخبير الاقتصادي عامر شهدا في تصريحات لـ "هاشتاغ" أن لا حياة لطبقة وسطى جديدة في سوريا، وهناك الكثير من المؤشرات التي تدل على ذلك منها الاستحواذ على المشاريع والأسواق، مشيراً إلى أن هذه الطبقة هي رافعة للدولة وليست خطراً عليها.
وأضاف الخبير الاقتصادي أن المستثمرين السوريين لا يمكن أن يخاطروا بأموالهم في سوريا، مؤكداً أن نسب الربح متدنية ولا تتناسب مع نسبة المخاطر، عادّاً أن ذلك مؤشراً على عدم خلق طبقة وسطى جديدة في سوريا.
وأكد شهدا أن إعادة خلق الطبقة بحاجة إلى سياسات واستراتيجيات، ولا علاقة لقرار رفع العقوبات بذلك، موضحاً أن نظام الأسد عمل لإنهائها، بادعاء وضع سياسة رفع الدعم عن المجتمع السوري، وبالتالي كانت هنالك مخالفة للعقد الاجتماعي والدستور، في كثير من القرارات الاقتصادية الي تخدم شريحة معينة من المجتمع.
وشبّه الخبير الاقتصادي المجتمع السوري اليوم بمجتمعات جنوب إفريقيا، مضيفاً أن هنالك طبقة فقيرة تشكل 90% وطبقة غنية جداً.
وعن رفع العقوبات، قال شهدا: "إن القرار تم تضخيمه سياسياً وإعطاؤه قيمة أكبر من قيمته بكثير"، مؤكداً أن العقوبات لم تكن سبباً لتردي الأوضاع الاقتصادية؛ بل هو نتيجة نمطية تفكير وسياسات وعدم وجود فكر ابتكاري للاستثمار المتاح، على الرغم من أن سوريا متنوعة الموارد، منها الزراعية والسياحية والصناعية، لكن لم توجد لتلك المنظومات سياسات لتفعيلها بظل العقوبات.
أما عن رأس المال الجديد، يرى الخبير الاقتصادي أنه بحسب ما يعلن فإن معظم المشروعات تعطى لشركات أجنبية وعربية، ما يعني إحالة المجتمع السوري إلى عمال، مشابه لحالة بنغلادش، مضيفاً: "إلى الآن لا توجد استراتيجيات حقيقية ولا يوجد مستثمرون سوريون تقدموا لترخيص مشروعات، أو صناعيون حتى، وذلك نتيجة الخوف من عدم وجود أمن وأمان وقدرة دخل المواطن غير المشجعة".
وأشار شهدا إلى أن المواطن السوري بحاجة إلى 3 سنوات حتى يشعر بتحسن القدرة الشرائية، عادّاً أن البلاد منهكة نتيجة نمطية التفكير وعدم وجود أسس للبنية التحتية.
وأكمل شهدا: "سوريا اليوم لا تنطلق من الصفر.. من ينطلق من الصفر لا تكون لديه مصانع ومحطات كهرباء وسدود ومطارات وطرق ومشافٍ وغيرها، فالبنية موجودة لكنها بحاجة إلى تطوير، وما ينقصنا هو ثقة بعضنا ببعض".