هاشتاغ
بات التأثير عسكرياً في مضيق هرمز شريان نقل الخليج العربي إلى الاقتصاد العالمي مرجحاً أكثر في الأيام القليلة القادمة، وذلك بوصفه واحداً من سيناريوهات استمرار الحرب المحتملة بين إيران و"إسرائيل"، ولكن التبعات الاقتصادية العالمية للضغط على المضيق أو حتى إغلاقه ستكون كبيرة جداً لما له من دور حيوي في نقل إمدادات الطاقة بين دول العالم. وخاصة أن تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تشير إلى أنه في عام 2024م كان نحو 82% من النفط الخام والمكثفات (الهيدروكربونات السائلة منخفضة الكثافة التي توجد عادة مع الغاز الطبيعي) قد غادرت المضيق متجهة إلى الدول الآسيوية.
كما بلغ حجم تدفقات الغاز المسال المارة من مضيق هرمز قرابة 10.3 مليار قدم مكعبة يوميًا في عام 2024م، في حين وصلت إلى 11.5 مليار قدم مكعبة يوميًا في الربع الأول من 2025م ومعظمها من قطر.
والسؤال الذي بات مطروحاً الآن هو "ما الدول المتوقع أن تتضرر أكثر من غيرها في حال تم إغلاق المضيق؟".
السعودية أولى المتضررين
تصدر المملكة العربية السعودية نحو 6 ملايين برميل من النفط الخام يومياً عبر مضيق هرمز وهو أعلى رقم بين كل الدولة المجاورة، بينما تُعد كل من الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية من بين أكبر مستوردي النفط الخام الذي يمر عبر المضيق بحصة وصلت إلى 69% من إجمالي تدفقات الخام والمكثفات المارّة في عام 2024م.
تأثر إمدادات أمريكا وكوريا الجنوبية
تقول إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إنّ الولايات المتحدة تستورد نحو 700 ألف برميل من النفط الخام والمكثفات من المضيق يومياً، وهذا يمثل نحو 11% من إجمالي وارداتها من النفط و3% من استهلاكها من البنزين. كما أن 60% من إمدادات كوريا الجنوبية من النفط تمرّ عبر مضيق هرمز، في حين أن حصة أوروبا مجتمعة من النفط الذي يمرّ عبر المضيق، تبلغ أقل من مليون برميل يومياً.
استهلاك الصين
تعد الصين من أكبر مستهلكي النفط الذي يمر عبر مضيق هرمز؛ إذ تبيع إيران جزءاً كبيراً من هذا النفط بأسعار أقل من أسعار السوق العالمية، ويعد شريان حياة اقتصادياً حيوياً يساعد طهران في مواجهة العقوبات الأمريكية.
وبصفتها مستهلكاً رئيسياً للنفط الإيراني، من غير المرجح أن ترحب بكين بأي ارتفاع في أسعار النفط أو أي اضطرابات في طرق الشحن، ومن المتوقع أن تستخدم الصين كامل ثقلها الدبلوماسي لمنع أي إغلاق يستهدف هذا الممر الحيوي للطاقة.
خسارة الدول العربية
وفي ضوء ذلك، يبدو أن الدول العربية والآسيوية ستخسر أكثر من أي جهات أخرى من أي إغلاق محتمل يستهدف مضيق هرمز مقارنةً بالولايات المتحدة أو القوى الأوروبية التي تحالفت سياسياً مع "إسرائيل" في التصعيد الأخير، بينما تحتفظ دول آسيوية عدة بعلاقات جيدة أو ربما وثيقة مع إيران.